انتقم من طليقته بتعذيب طفله.. أطفال ضحايا للعنف الأسري
الثلاثاء 10/أغسطس/2021 - 06:30 م
محمد على
هم يحملون صفة البراءة، لم تلتصق تلك الصفة بهم من فراغ، هم بالفعل لا يعرف قلبهم حقد ولا حسد، لا يميلون إلى رغبة جامحة في الانتقام، لا يظنون ظن السوء بالآخرين، فقط كل ما يشغلهم اللعب، الضحك، العيش داخل عالم خالي من العنف.
فهل صعب تحقيق تلك الأمنية البسيطة لهم، أعتقد لا لكنها باتت مستحيلة نظرا للتطور التكنولوجي وحالة العنف الذي يعيشها العالم من اقتتال وتدمير، ووسط التطور التكنولوجي الذي تسارع في الفترة الأخيرة بشكل مريع، أضف إلى ذلك موروثات ومعتقدات بالية سيطرت على العقول أن الضرب والعنف وسيلة للتربية وتصحيح السلوك، بالرغم أن العنف يفقد الثقة لدى الطفل في الآخرين.
مؤخرا سمعنا وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وسطرت محاضر أقسام الشرطة والمستشفيات، لحالات تعذيب وضرب وصعق أطفال، المثير أن في معظم هذه الحالات يكون المعتدي الأب أو الأم نكاية في الآخر، أو زوجة أب أو زوج لأم يريد الانتقام من أجل الإنتقام ليس أكثر، في هذا التحقيق نستعرض الكثير من الوقائع والحوادث التي تدمي القلوب، وتدمع العيون، وكأننا نعيش في آخر الزمان، وسط لغاريتمات الحياة الصعبة، يمكنك ان تضرب كفا بكف، ويندهش العقل حينما ترى جرائم تعذيب وصعق وقتل ضد البراءة.. ولكي نقف وراء أسباب لك الجرائم استعرضنا رأي علماء النفس.
يعذب طفله ليحرق قلب طليقته
لم يجد حسين 48 عاما، أيّة وسيلة للانتقام من زوجته التي تركته بسبب سوء خلقه، سوى تعذيب طفله الصغير الذي لم يبلغ من العمر سوى عامين فقط، ولم يفقه من الدنيا غير كلمة "ماما"، وراح يذيقه أشكالاً وأنواعاً مختلفة من العذاب والتنكيل، نازعاً من قلبه الرحمة والحنية التى زرعها الخالق في قلوب الآباء، لم يكتف حسين بذلك بل قام بتصوير كيفية تعذيبه لطفله وأرسلها لوالدته كى يحرق قلبها ويعذبها برؤية صغيرها وهو فى تلك الحالة الصعبة من البكاء والهستيريا.
الأم المسكينة فلم تجد سوى وسائل التواصل الاجتماعى لتسرد مأساتها وتستغيث بمن يستطيع إنقاذ طفلها حيث أكدت سماح "أنها تركت المنزل بعدما أيقنت استحالة العيش مع ذلك الزوج، ورغم محاولاتها المضنية للانفصال عنه بالتراضي، إلا أنه رفض، فلم يكن أمامها سوى الابتعاد ورفع قضية خلع ضده، مضيفة أنها كسبت القضية، بجانب قضية حضانة طفلها الوحيد التى كسبتها هى الأخرى، وذلك منذ عام ونصف تقريباً.
وحكت الأم، أنها مكثت لدى والدتها وقررت أن توهب حياتها لابنها الوحيد، إلا أنه في أحد الأيام فوجئت بزوجها يتهجم عليها وقام بخطف الطفل تحت التهديد ولم يرحم توسلاتها، ولم تستطع العثور عليه ابداً، وكل ذلك بسبب قضايا النفقة التى حكمت المحكمة لها بها، ومن أجل إرغامها على التنازل عنها فعل ذلك، مشيرة إلى أنها فوجئت به يرسل لها مقاطع فيديو تقشعر لها الأبدان، واذاق ابنها خلالها أشكال مختلفة من العنف والتعذيب.
وأضافت أن أحد الفيديوهات كان يقوم فيها بركل طفلها في رأسه بكل عنف دون رحمة أو شفقة، وفيديو آخر كان يقوم فيه بالتدخين في وجه ابنها، مؤكدة أنه فعل ذلك من أجل أن يحرق قلبها على طفلها.
زوج الأم لم يرحم عمر!
المأساة الثانية، لطفل من أصحاب الهمم" ذوى الاحتياجات الخاصة"، الذى للأسف لم يعد بيننا الآن ليجد من يواسيه ويأخذ بيده، وفاضت روحه إلى خالقها من كثرة التعذيب الذي تعرض له على يد زوج والدته، كما كان لوالدته دوراً هى الأخرى في تعذيبه.
حكايته كانت فى محطة الرمل، بالإسكندرية، كانت تعيش أسرة هادئة مكونة من زوج وزوجته وابنهما الذي شاء القدر أن يكون من أصحاب الهمم، إلا أن والدته ووالده لم يكونا على وفاق، وذهبت بهم الدنيا إلى الانفصال، ليبدأ فصل جديد في حياة المسكين الذي لم يكن يعلم أن حياته على وشك الانتهاء قبل أن تبدأ.
ونتيجة عدم استطاعة الأب الاهتمام بنجله الذي يحتاج رعاية خاصة، تركه لوالدته على أمل الاطمئنان عليه كل فترة، ولكن للأسف لم يمر سوى أشهر قليلة وكانت الأم منزوعة الرحمة قد حصلت على زوج جديد، انتقلت للعيش معه في منزله، وبالطبع لم يستطع والد الطفل الاعتراض أو طلب حضانة طفله بسبب ظروفه الخاصة، ولم يكن يعلم أن والدته من الأساس كانت تعتبره عبأ عليها تريد التخلص منه.
صل الطفل إلى عمر 9 سنوات، ولكن كان من ضمن مشاكله التبول اللا إرادى منه، وهو ما كان يسبب له العديد من المشاكل مع والدته وزوجها الجديد، وعلى مدار عام كامل، ذاق هذا الطفل المسكين أشد أنواع العذاب والضرب المبرح في محاولة منهما لمنعه من التبول بدون إرادته، ولكن لم يكن بيده شيء، ومع شدة العذاب والإهانة والضرب لم يتحمل الطفل المسكين وفاضت روحه إلى خالقه، لتنتهى معها ابشع ايام عاشها في حياته، ويكون الله به ارحم ويأخذه لحياته الأبدية التي ليس فيها عذاب.
هاجر ضحية والدها.. تسبب في بتر قدمها
الطفلة "هاجر" تجرد أبيها من مشاعر الأبوة، عذبها حتى تسبب في بتر قدمها، تم تقديم بلاغ يحمل رقم 16467 لخط نجدة الطفل التابع للمجلس القومي للأمومة والطفولة، الطفلة الآن ترقد داخل مستشفى الهرم بعد بتر قدمها اليسرى، وفي انتظار معجزة إلهية لعدم بتر الساق الأخرى، والمتسبب في ذلك هو والدها.
هاجر، طفلة كالوردة فى مقتبل العمر، لم تدخل في ربيعها العاشر بعد، مثلها مثل كل البنات في عمرها، تعشق اللعب والمرح، في اليوم الأخير، استيقظت وتناولت وجبة الإفطار، وقبل الغروب طلبت من أمها النزول لـ " اللعب" مع زميلاتها في فناء المنزل حيث وافقت على ذلك، لكن تأخرت هاجر، مما جعل والدها يستشيط غضبا، وطلب منها الصعود، وبسرعة أقبلت الفتاة لوالدها، ولكن ضربها والدها، ولم يرحم ضعفها، بل عاقبها بتعذيبها بطريقة تقشعر لها الأبدان وفي لحظات وجدت هاجر نفسها في مكان أشبه بجبل ووالدها يمسك في يده حبلاً، وهنا حاولت المسكينة استجداء عطف والدها بمناداته بـ "بابا" سيبنى أنا أسفة " في محاولة منها لانتزاع الرحمة من قلبه، ولكن دون جدوى، إذ فوجئت به يطرحها أرضاً ويكبل قدميها ويديها ببعضها بعنف شديد، شعرت معه كأنها تختنق، كانت تبكي وتستجدي والدها، ومع مرور الوقت بدأت هاجر لا تشعر بقدمها، وفي النهاية أصبحت لا تشعر بها نهائياً، حتى انقطعت الدماء تماماً عن ذلك الجزء السفلي من جسدها.
عاد الأب السفاح بابنته إلى منزلها ليس بنادم على ما فعله، والطفلة المسكينة لا تستطيع الحركة نهائياً، حتى أنه حملها على يديه إلى والدتها، والتى ما أن شاهدت أرجل طفلتها أجهشت بالبكاء، ومع تغير لون قدم الطفلة قررت والدتها التوجه بها الى المستشفى صباحاً، حيث ذهل الأطباء مما شاهدوه غير مصدقين أن أب يمكنه أن يفعل ذلك في طفلته.
رأي النفس
فى البداية لابد أن نتساءل، كيف لأب أو أم أو زوجة أب أو زوج أم، أن يعذب طفل أو طفلة صغيرة؟، أين الرحمة؟، أين الدماء التي تجري في العروق؟، ولأن مثل هذه الحوادث تكررت كثيرا مؤخرا، سألنا الدكتور يسري عبد المحسن استشارى الطب النفسى، الذي قال: إن هذه الجرائم لكل منها ظروف وملابسات إذا تم التعرف عليها يمكن بسهولة تحديد دوافعها.
وأضاف أن النوع الأول من تلك الجرائم، يكون تعذيب وقتل الطفل فيها غير مخطط بل وليد اللحظة، وفى هذه الحالة مرتكب الجريمة شخص طبيعى لكنه تعرض فى لحظة مفاجئة لضغط نفسى شديد دفعه إلى فقدان السيطرة على حواسه والعدوان على الطفل وربما قتله.
وأوضح أن النوع الثانى وهو الأكثر انتشاراً، يكون المتهم فيه من متعاطى المخدرات، فيعذب الطفل بشكل مشين مما يؤدى فى أغلب الأحيان إلى وفاته، وهنا المتهم يكون فاقدا للأهلية لكن ذلك لا يمنع أن الجرم قد وقع بالفعل.
وأوضح أن هناك من يرتكبون التعذيب على مدار أيام أو أسابيع أو أشهر وهذه الفئة غير مثقفة ويبرر الشخص لنفسه الفعل بأنه يربى الطفل أو يعالجه من أمر ما، مثل الأم التى تستخدم الكي أو الحرق للطفل لمنعه من التبول اللاإرادى.
وعن تأثير التعذيب على نفسية الطفل أكد أن تلك الأحداث من المستحيل أن تتلاشى من ذاكرة الشخص مهما مرت السنين، ويحذر من أن ايذاء الطفل أو تعذيبه يعنى القضاء على مستقبله وتدميره مؤكدا أن حياته ستكون عبارة عن ألم متكرر وعدم ثقة بالآخرين.
اقرأ أيضًا..