"يحتاج عضلات".. مبدعات يروين تجاربهن في عالم النحت
الإثنين 23/نوفمبر/2020 - 03:36 م
شيماء عبد الناصر
استطاعت المرأة المصرية أن تقتحم مجال النحت بقوة وبرعت فيه وتفوقت، هناك العديد من النحاتات في مصر ولهن باع طويل في المجال مثل: الفنانة عايدة عبد الكريم وشقيقتها مها عبد الكريم، وسيدة خليل، نيفين فرغلي، حورية السيد، شيماء درويش، يوستينا فهمي وغيرهن الكثير، وقد شغفت الفنانات بالنحت وأصبح مجالا يظهرن فيه قدراتهن وينافسن على مستويات عالية من الجودة والإتقان.
في هذا الملف عن النحاتة المرأة بمصر نستعرض أهم الأسباب التي توجه المرأة لاختيار فن النحت كمجال للعمل، وعن صعوبات التي تواجه حواء أثناء عملها بالنحت، وما رسالتها من خلال المنحوتات، وعن وضع المرأة مقارنة بالرجل في مجال النحت بمصر.
فى البداية تقول الفنانة سيدة خليل "النحت كمجال للممارسة والدراسة يرتبط بالإحساس والشغف، أن كنت أدرس في كلية التربية الفنية في مرحلة البكالوريوس, وأنا اشعر أن النحت هو المجال الذي استطيع ان أنتج افكاري من خلاله وأفكر من خلاله أيضًا أقضي معظم ساعاتي في الكلية
لتعليم وتدريس النحت واكسابهم الكثير من الخبرات والمعارف التي تخصه ومساعداتهم على الخوض في ممارسة النحت في الفن".
تشير الفنانة حورية السيد إلى أنها بدأت العمل في مجال الفن كمصورة وليس نحاتة، ولكنها وجدت أن النحت يمكنها من توصيل مفهوم أو الرسالة الفلسفية، والتعامل مع الكتلة والفراغ وكيفية إيجاد علاقة متزنة وهارمونية بينهما، وكأن الصورة تحولت لقطعة موسيقية أو معزوفة مبنية على قوانين جمالية وإنشائية وتعبيرية.
ووافقتها الرأى النحاتة شيماء درويش، مضيفة أن النحت مجال له سحر خاص وبه طاقة تحد متجددة دائما، وهو ما تبحث عنه المرأة.
النحت لدى المصريات
توضح النحاتة سيدة خليل أنه: "منذ أقل من عشرة سنوات، لم يكن هناك إلا القليل من النحاتات المصريات الرائدات من أساتذة الفن أمثال الفنانة عايدة عبد الكريم، ذلك لاختفاء الكثيرات منهن بعد ممارسة النحت، الذي يستمر لفترة قصيرة جدا ثم يتوقفن، لأسباب مختلفة، ولكن الآن يوجد جيل كامل من النحاتات اللاتى انتشر تواجدهن على الساحة الفنية لممارسة، النحت، وباتت المرأة النحاتة تتصدر الحركة التشكيلية النحتية في مصر بالتوازي مع الرجال، وأصبحت النحاتات لهن دور هام في الحراك المرتبط بمجال النحت".
توافقها الرأى النحاتة حورية السيد، مشيرة إلى أن واقع النحاتة في مصر قد بدأ في التحسن حيث ظهرت أجيال جديدة من النحاتات تتنافس وتشارك في الحركة الفنية بقوة وجدارة، إلا أنها ما زالت في مرحلة التقييد، فلا يوجد على سبيل المثال أي تمثال ميداني لنحاتة حتى من أساتذتنا الكبار.
وعلى صعيد آخر تقول الفنانة يوستينا فهمي: "الآن وضع المرأة في مجال النحت متميز، وللموضوع أسباب عدة منها الجمعيات النسائية التى ساهمت في تحسين وضع المرأة عامة ومجال النحت خاصة، وإن كان بشكل ضئيل نظرًا لعوامل اجتماعية، فمثلا الفنانة سميحة حسين كامل والتي لم تأخذ مكانتها وشهرتها حتى الآن بسبب العادات والتقاليد والتمييز ضد المرأة، بالإضافة إلى أن العديد من السيدات مارسن النحت في مجالات مثل الفخار والحلي ولكن لم يؤخذ بشكل فني واعتبر أعمال يدوية تقليدية.
وقالت شيماء درويش مؤكدة إن النحاتات المصريات قد أثبتن جدارة وقوة في الأداء ورقة وعمق في التعبير، ولهم مكانة محليا وعربيا.
المرأة النحاتة مقارنة بالرجل فى مصر
ترى سيدة خليل أنه "كانت النظرة إلى المرأة النحاتة دائما يرتبط بعدم استطاعتها وحدود قدراتها، ولكن الآن اثبتت عكس ذلك، وتصدرت للمشهد في السنوات الأخيرة، واستطاعت إظهار قدراتها بما يتساوى مع الرجال".
أما يوستينا فهمي فتقول، الآن هناك تساوي بين الرجل والمرأة واستطاعت أن تاخذ حقوقها من الشهرة والتواجد ربما أكثر من الرجل في بعض الأحيان، أصبح ليس هناك فرق بين نحات أو نحاتة، أصبح العمل هو الفيصل، والذي يطغى بجماله واتقانه على كل شيء، لم يعد هناك تمييزا، أصبحت المساواة بين الجنسين أكبر، بدليل أنه الجميع أصبح متواجدًا على الساحة سواء محليًا أو عالميًا، تسافر النحاتات سيمبوزيومات ومعارض.
وعلى العكس ترى حورية السيد، أن الأمر لا يزال فى صالح الرجل، حيث أن كل الأعمال أو المشاريع النحتية تذهب إلى النحاتين وليس النحاتات، مضيفة أن إنجاز النحاتة في مصر نابع من إرادة داخلية وحب للفن والمشاركة والمنافسة.
الصعوبات التي تواجه النحاتات المصريات
أشارت سيدة خليل إلى أن الاعمال النحتية تعتبر في الاساس صعبة في التنفيذ لأنها نادرة ضمن أعمال النحت المعاصر في مصر، وتستكمل خليل: "كذلك التكلفة المادية للخامات وتوفير المعدات سببا آخر، بخلاف المجهود والمشقة، والتى تكون مضاعفة بالنسبة للمرأة.
وتؤكد حورية السيد: "من اهم الصعوبات عدم توافر الإمكانيات اللازمة أو المكان الملائم مثلا.
أما يوستينا فهمي فتقول أن النحت يحتاج مجهود عضلي وفكري، فهو مراحل متعددة حتى تصل إلى النهاية، حيث الرسم على الورق يتطور إلى عمل طيني ثم تستكمل مراحله حتى يصل إلى العمل الإبداعي المطلوب، وأيضًا التعامل مع "الصنايعية" والذي يعد أمر مرهق للغاية.
وقالت شيماء درويش إن التزام المرأة اتجاه أسرتها ومهام الأمومة تعد من الصعوبات التيى توجهها فى العمل بمجال النحت، أما عن النحت بشكل خاص فهو المجهود العضلي والمادي.
وترى حورية السيد أن فن النحت له من القوة والحضور ليظل خالدا وعالقا بالذهن إذا ما تم عمله بإخلاص وحب وإبداع، فعلى سبيل المثال تمثال نهضة مصر حاضرا وسيظل حاضرا في ذاكرة الشعب بل يأخذ تأثير مختلف تجاه مناحي الحياة المختلفة.
أما عن يوستينا فهمي فتشير إلى أن هناك جمهور يهتم بالثقافة العامة والبعض لا يهتم، فكثيرون يزورون المعارض، وقصور الثقافة لها دور في ذلك، حيث تثقيف الجيل القادم".
وتضيف: "فكنت أثقف الطفل حينما عملت بقصور الثقافة، من خلال جعل الطفل يبحث عن أسماء الفنانين ومعرفة أعمالهم، اعتقد أن الأمر راجع للثقافة العامة، والجمهور يبحث عن قوت يومه".
وتضيف: "فكنت أثقف الطفل حينما عملت بقصور الثقافة، من خلال جعل الطفل يبحث عن أسماء الفنانين ومعرفة أعمالهم، اعتقد أن الأمر راجع للثقافة العامة، والجمهور يبحث عن قوت يومه".
وترى شيماء درويش: أنه فن مشهور جدا، وإن كان الإنتاج قليل، وهذا نتيجة لعنصرالوقت والموارد المادية الذي يتطلبها انتاج العمل.