الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

إيمان رسلان تكتب: وحدة مكافحة الامتحانات

الإثنين 09/أغسطس/2021 - 01:18 م
هير نيوز

منذ ثلاثة أعوام تزامن وجودى بفرنسا مع انعقاد امتحانات البكالوريا التى لم تستمر أكثر من أسبوع واحد وكانت التغطية الصحفية لها لا تزيد على عمود خبرى مدعم بأرقام عن عدد الطلاب بكل شعبة، ولم تتضمن التقارير الصحفية أي تصريحات لوزير التعليم؟!

تذكرت ذلك فى أثناء المتابعة لأحوال الدفعة المنكوبة من طلاب الثانوية العامة هذا العام سواء بالوباء وغيره والتى انتهى ماراثون امتحاناتهم مؤخرا واستمر على مدى 20 يوما.

فعلى عكس فرنسا انفرد وزير التعليم المصرى بالمشهد التعليمى فهو فقط من يصرح قبل الامتحان وبعده ومن خلال صفحته على السوشيال الميديا؟ بل وصل الأمر إلى أنه يهيب بالصحافة منع الأسئلة التى تتناول أخبار الثانوية والتصحيح، بينما اقتصرت تصريحات وبيانات صفحة الوزير على رصد لأعمال الغش وعدده أو نفى ان الامتحان موجود على صفحات السوشيال ميديا وان كل شىء تمام ومؤمن بما فيه التصحيح، وقال الوزير عنه انه لأول مرة يتم التصحيح مركزيا بالقاهرة فقط ويتم نقل ما يقرب من 700 ألف ورقة يوميا إلى القاهرة، بعدما تم إلغاء اللامركزية فى التصحيح على مستوى الكنترولات الأربعة بمحافظات الجمهورية؟!!؛ مما يعكس مزيدا من قبضة الوزارة وتحكمها مركزيا فى التصحيح الإلكترونى، وهو على عكس ما تم فى أسئلة الامتحان نفسه، حيث أدى طلاب التخصصات، سواء من العلمى أو الأدبى امتحانات مختلفة حتى فى المواد المشتركة، بينهم: مثل اللغة العربية أو اللغات الاجنبية رغم وحدة المادة والمضمون أى انه مقابل لامركزية الامتحان تم التحول إلى مركزية التصحيح، وهى من الأسئلة التى لم تطرح أو يرد عليها الوزير رغم أهميتها القصوى وكذلك بدء الامتحان فى العاشرة صباحا بدلا من التاسعة والمعتمد طوال عقود سابقة.

ومن الظواهر التى اختفت هذا العام أيضا عدم إصدار التقارير الفنية المتخصصة عن مستوى الأسئلة أو شكاوى الامتحانات، والتى كانت مفيدة للصحافة والأسر المصرية وتمثل عنصر ثقة وهدوء للطلاب وأسرهم، أما عن المضمون ومستوى الامتحانات نفسه فهناك عدة ملاحظات تم رصدها ولا تغيب عن المتابع لشئون الثانوية طوال عقود أولا وجود شكاوى شبه جماعية وفى كل المواد الدراسية تقريبا من طول وعدد اسئلة الامتحان وعدم تناسبها مع زمن الامتحان وقد يعود ذلك إلى انه التطبيق الأول لنظام الإجابة بالبابل شيت الذى يعتمد على اختيار إجابة واحدة من متعدد هو ما أدى بالطلاب للقول بأنهم اضطروا إلى الاختيار بالبخت والإلهام لبعض الأسئلة لأن الوقت لم يسعفهم، حيث طبق عليهم فجأة فكرة البابل شيت قبل شهر من الامتحان، وبعد إلغاء التابلت الذى استمرت الدعوة له ثلاث سنوات باعتباره الحل الأمثل للتطوير ومنع الغش.

وفوجئنا جميعا بأن حتى البيان الرسمى أو التصريحات قبل الامتحان وبعده هى عن أحوال الغش والنشر الإلكترونى للامتحان.

والغريب أن التعليمات الرسمية لدخول الامتحان تسمح بدخول الكتاب المدرسى أي البحث عن المعلومة به، فما الفارق بين البحث عن الاجابة فى الكتاب أو بالموبايل أو فى جروبات الإجابة؟.

ومن القضايا التى توقفت عندها بالسؤال المتكرر لمن أعرف أنهم (طلاب متفوقين) مستوى الأسئلة، فكانت معظم الإجابات واحدة وهى أنهم اضطروا لمتابعة دروس قنوات مدرستنا وبنك المعرفة وغيرها خوفا من التصريحات المستمرة التى تنبه إلى متابعة كل ما يمت للمادة بصلة ودون منهج محدد له أول أو آخر، وأن الأسئلة خرجت أيضا عن ذلك الإطار، وإن ما حدث خلال السنوات الثلاث الماضية منذ دخول التابلت هو الترويج لفكرة المعرفة والبحث عن المعلومة ولكن دون تعلم وتعليم حقيقى بالواقع بمعنى أنه لم يكن هناك مدارس للحضور أو مدرسون مدربون للشرح وأصبح الواقع فى التعليم الثانوى الذي اختتمته امتحانات الثانوية العامة وعددهم 642 ألف طالب وطالبة.

أن أصبح الأمر التعليمى متروكا للمعرفة والمتابعة من الفيديوهات التعليمية وديسكفرى وغيرها، لاسيما أن الوزير نفسه قال إن الأسئلة ستقيس نواتج التعلم، رغم أن الطلاب لم يذهبوا للمدارس، والمدرسين أنفسهم لم يتدربوا التدريب الكافي على نمط الأسئلة التى تعتمد على كل مصادر التعلم فيما يخص عنوان المادة وتحول الأمر إلى حشو الفيديوهات الكثيرة للغاية والبرامج المستوردة واستبدلت بالمناهج التعليمية المنضبطة ذات الإطار العلمى المحدد، ووصفه الطلاب بانه استنزاف كامل؛ لأن لديهم عدة مواد دراسية وليس مادة واحدة فقط وأيضا قصر الوقت، فالمطلوب أن نجاوب سريعا كالآلة.

فمثلا أصدر بعض معلمي وموجهى اللغة العربية بيانًا حول غموض بعض الأسئلة؟ فمثلا السؤال عن تميز مدينة القدس ولم يذكر السؤال عن أي نوع هل هو التميز الدينى أم التاريخى أم المعمارى ؟، ورغم ذلك غاب صدور بيان رسمى أو تصريح عن هذه التساؤلات المهمة التى أربكت المعلمين أنفسهم وفى ظل غياب نموذج الإجابة الذى أقره واضع الامتحان نفسه، وهل سيكون هناك مرونة فى التصحيح وهل سيصدر قرار بالسماح بالتظلمات من نتائج التصحيح، لاسيما أن اختيارات الإجابة متقاربة للغاية وبعضها صحيح أيضًا، فالصراع فى الثانوية العامة على الدرجات؛ لأنها مسابقة وألا ننصب لهم الفخاخ المستحيلة أو نؤسس لوحدة مكافحة الامتحانات، واعتبار الطلاب أعداء وأن الامتحان تهذيب وإصلاح.

فليس من مصلحة المستقبل أن نحبط الأجيال الجديدة، خاصة أننا لم نمهد لهم التربة سواء بالتدريب المستمر للمعلمين وهى قضية مهمة أو الحضور للمدرسة وربما باستمرار نفس النهج من التطوير ستصبح المرحلة الثانوية منازل؟ وتعتمد على الفيديو فقط؟.

واقترح تشكيل لجنة من مجلس الوزراء وأغلبهم أساتذة جامعين مع التربويين لتقييم مستقبل الثانوية العامة فى ضوء ماحدث هذا العام وحتى لا يصبح طلابنا مسجلين خطرا أو حقل تجارب مستمرة.

اقرأ أيضًا.. 

ads