في الخلافات الزوجية العنف أصبح سيد الموقف، الطعن والسم أسهل الطرق لإنهاء أي حوار لم يتفق طرفاه على حل وسط، فأين اختفت المودة والرحمة التي أوصانا بها ديننا الحنيف؟

شهدت الأيام الأخيرة عدة حوادث قتل بين الأزواج والزوجات تدق ناقوس الخطر لضرورة استعادة أخلاقنا وقيمنا الغائبة...

ولعل أبرزهذه الحوادث  

جريمة قتل مهندسة لزوجها المحاسب في محافظة القليوبية طعنًا يوم وقفة عيد الأضحى، وأرجعت السيدة فعلتها إلى رفض زوجها إعطاءها مصروف العيد، مؤكدة أنها لم تقصد قتله وكانت تدافع عن نفسها بعد أن حاول الاعتداء عليها.

وجريمة قتل طبيب أسنان بمحافظة الدقهلية لزوجته التي تعمل بنفس مهنته من خلال 11 طعنة نافذة بالصدر عقب نشوب خلافات أسرية بينهما.

وفي بني سويف طعن زوج زوجته 27 طعنة في جميع أجزاء جسدها بسبب تركها المنزل ورفعها قضية خلع...

حملة توعوية

ونظرًا لخطورة الوضع أطلق مجمع البحوث الإسلامية حملة توعوية بعنوان: "وجعل بينكم مودة ورحمة" في إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب برفع مستوى الوعي لدى المواطنين.

وتسعى الحملة لمواجهة المشكلات اليومية التي يمكن أن تنال من وحدة الأسرة المصرية.

ضغوط مادية

منال جمال الواعظة بوزارة الأوقاف تكشف لـ"هير نيوز" أسباب انتشار العنف بين الأزواج، مؤكدة أننا نعاني موروثات قديمة نحاول إصلاحها في الوقت الحالي، وهذا بالتأكيد سوف يستغرق منا وقتًا طويلًا، مشيرة إلى أن الضغوط المادية تكون عاملًا رئيسًا في خلافات الأزواج، وهذا ليس مبررًا للعنف بل من بين أبرز أسبابه، وقد يتعرض إنسان لضغط شديد لكنه لا يؤذي غيره، وهذا يرجع للفروق بين الأفراد في الطباع إزاء تعاملهم مع مشكلاتهم.

سوء خلق

أشارت الواعظة إلى أن بعض الرجال عندما تكون زوجاتهم أكثر ذكاء منهم فإن هذا الأمر يقلقهم، وهذا يتسبب في اندلاع نوعية أخرى من المشكلات بين الأزواج، هذا بخلاف سوء الخلق الذي قد يدفع زوجة إلى قتل زوجها للهروب مع عشيقها مثلًا.

لذلك لخصت الواعظة منال جمال أسباب زيادة معدلات العنف بين الأزواج إلى ثلاثة عناصر أساسية وهي: الموروثات القديمة وسوء الخلق والضغوط المادية التي يعاني منها كثير من شرائح المجتمع.

ندوات تعريفية

طالبت الواعظة بضرورة عقد لقاءات مع الأزواج وندوات تعريفية بالزواج ومسئولياته فمن المهم جدًّا أن يتم تأهيل الذكور والإناث وتوعيتهم بأن الزواج ليس لقاء جنسيًّا فحسب، بل إنه علاقة أسرية ممتدة بين عائلتين، ولا بد أن يكون بها توافق بين أطراف الأسرتين.

اقرأ أيضًا..

اختفاء الحب والتضحية.. أسباب انتشار جرائم العنف بين الأزواج

أضافت قائلة: نحن كواعظات كنا نقوم بهذا الدور من خلال المساجد؛ حيث كنا نقوم بإعطاء دروس للبنات المقبلات على الزواج على غرار الكلمة الوعظية التي يلقيها المأذون قبل عقد القران، ولكن للأسف إغلاق المساجد الآن بسبب كورونا حال بيننا وبين هذا الأمر.