«اللي يضربك اضربه».. شعار خطأ في تربية طفلك
الإثنين 26/يوليه/2021 - 01:39 م
كيف تتصرف الأم إذا تعرض ابنها للضرب من طفل آخر؟ هل تسارع للتدخل والدفاع عن صغيرها أم تطلب منه أن يضرب الطفل الآخر بالمثل تحت شعار «اللي يضربك اضربه» أم تطلب منه حل المشكلة بطريقة أخرى؟
أغلب الأمهات يتبعن شعار "اللي يضربك اضربه"؛ اعتقادًا منهن أن هذا التصرف يقوي شخصية الطفل ويعلمه الدفاع عن نفسه، لكن في الحقيقة قد يعرضه لمزيد من العنف ومزيد من المشاكل النفسية، والبعض الآخر يوجهن التوبيخ للطفل واتهامه بالضعف، والبعض منهن يتدخلن بأنفسهن لمواجهة عنف الطفل المعتدي، وجميعها أساليب خاطئة بل وخطيرة.
البداية من البيت
وقالت ربا الجندي، المتخصصة فى الاستشارات التربوية: إن التعامل الصحيح مع الأمر يبدأ من البيت وينبغى على كل أم أن تعلم ابنها الحفاظ على مساحته الشخصية التي لا يمكن لأحد أيًّا كان أن يتخطاها، وذلك يتحقق بأساليب وطرق نفسية ولفظية أولا، ثم بعد ذلك يمكن اللجوء إلى الأساليب الجسدية.
وتفسر ذلك قائلة إنه على الأم أن تشرح لابنها أنه في حال تعرضه للهجوم من أقرانه فإن بداية الدفاع عن نفسه هو أن يكون حازمًا لفظيًّا، وأن يرفض الاعتداء عليه، ويقول لا للفعل بقوة وحزم وهو ينظر للآخر المعتدي ويطلب منه التوقف.
إيقاف الاعتداء عليه
والخطوة التالية هي ضرورة تعليم الابن كيفية إيقاف الاعتداء عليه بأن يمسك يد الشخص المعتدي بشدة إذا حاول ضربه؛ لذلك يكون من المفيد جيدًا تدريب الأبناء على أنواع الرياضات المختلفة التى يتمرن فيها على كيفية الدفاع عن النفس.
ولا بد أن يفهم الطفل تمامًا أنه من الأمور العادية والمألوفة طلب المساعدة من أي شخص كبير كالمدرسة مثلًا، وأن هذا لا ينتقص منه، وأن يكون مقتنعا أيضًا أن الضرب هو آخر وسيلة للدفاع عن النفس بعد بذل المحاولات السابق ذكرها.
وأضافت الجندي أن عبارة «اللي يضربك اضربه» أسوأ حل يمكن أن يلجأ له الطفل حال تعرضه للاعتداء الجسدي؛ لأنها تزيد من احتمالية العنف لديه فيما بعد، كما أن النتيجة لا تكون إيجابية حال تعرض الطفل للضرب وهي عبارة كفيلة بالتسبب في تعرض الطفل لضغط نفسي وتشعره بالإحراج والتوتر أمام أسرته لو كان بطبيعته ليس عدوانيًّا، ولا يستطيع أن يضرب الآخرين؛ مما يجعله يلجأ إلى إخفاء ما يتعرض له من مواقف عنف عن أسرته.
وأخيرًا على الأم أن تقدم الدعم للطفل حال تعرضه للضرب أو أي تصرف عدواني، وأن تسمعه جيدًا، وأن تعرف ما يشعر به وان تستأذنه حال اتخاذها قرارًا بالتدخل.
الدفاع عن النفس والعنف
وأوضحت الدكتورة مارلين بسطوروس استشارى الطب النفسي، الفرق بين الدفاع عن النفس والعنف؛ لأن هناك ما يعرف باسم الحدود، فيجب أن ندرب الطفل على أن يضع حدودًا لنفسه، وأن تحترم الأم هذه الحدود فينشأ الطفل وهو يعلم تمامًا حدود المسموح وغير المسموح، ويبدأ هذا التدريب بشكل العقاب داخل المنزل، فلو أرادت الأم معاقبة الطفل فلا بد أن تبلغه أنها تنوي القيام بذلك أكثر من مرة ولا تقدم على العقاب دون مقدمات، وأن تقدم له بدائل للعقاب كالقيام بسلوك حسن، مثل ترتيب ألعابه، واحترام الطفل داخل الأسرة يعلمه الاحترام وحدود تعاملاته مع الآخرين، وسيتعلم الطفل الفارق بين العنف والدفاع عن النفس بإدراكه لهذه الحدود، ومن ثم فإن رد فعله سيختلف ويكون في صورة توجيه كلام للمعتدي أو الشكوى منه أو مسك يده بالقوة؛ لذلك على الأم أن تعمل على تنشئة طفل قوي وليس ضعيف الشخصية، باحترام حدوده ومحاولة الأخذ برأيه في بعض الأمور، واحترامه وسماع آرائه دون أي تهديد أو لجوء إلى الضرب المفاجئ؛ لأنه عندما يكون للطفل كيان في البيت يكون لديه كيان وشخصية في المدرسة، فلا يتطاول عليه أحد، وسيدافع عن نفسه إذا ما حدث ذلك.