«يا رايحين للنبي الغالي».. عندما مُنعت «بنت الأكابر» من أداء الحج || فيديو
الأحد 18/يوليه/2021 - 05:18 م
أحمد زكي
في عامِ 1953، قررت المطربة الراحلة ليلى مراد السفر لأداء فريضة الحج، وتحقيق حلم
قديمٍ يراودُها منذ تحولت عن اليهودية إلى الإسلام؛ حيث كانت تتوق لأداء الركن
الخامس «حج بيت الله الحرام»، وعندما عقدت العزم وبيّتت النية على القيام برحلة
الحج في 1953م، تصادف انشغالها بتصوير فيلم «ليلى بنت الأكابر».
منع رسمي
أوعزت ليلى إلى مساعديها بحجز تذكرة إلى الأراضي السعودية لأداء الحج، ففوجئت بزوجها
أنور وجدي مخرج ومنتج الفيلم يصر على استكمال مشاهدها المتبقية؛ حتى لا يتعرض
للخسارة، كمّا شكّل فريق العمل وقتها وسيلة ضغط عليها لتأجيل رحلة الحج هذا العام
من أجل استكمال الفيلم الذي يعوّلون على أجورهم منه في الإنفاق على أسرهم، لا سيما
مع دخول عيد الاضحى المبارك.
هدف موازٍ
كان لليلى مراد هدف موازٍ من خلال فكرة أداء الحج، فعلى الرغم من توقها واشتياقها
لزيارة البيت العتيق، إلا أنها كانت تريد أن توجه رسالة إلى الجماهير مفادها أنها لا تزال
متمسكة بإسلامها منذ وقفت في مطلع شهر رمضان المبارك من عام 1946، داخل مشيخة الأزهر
لتشهر إسلامها أمام الشيخ محمود أبوالعيون، ولتنفي –بشكل عملي- شائعات ترددت حول عودتها إلى
اليهودية، لكنها وجدت حلًا آخر يهدئ من روعها ويلطّف من عاصفة الاشتياق لزيارة
البيت الحرام، يتمثل في صديقها الشاعر الغنائي أبو السعود الإبياري.
الإبياري هو الحل
على الرغم من أن الفيلم الذي أخرجه وأنتجه أنور وجدي وشارك في بطولته مع زوجته ليى
مراد والكوميديان الكبير إسماعيل يس، كتب كلمات أغانيه حسين السيد ولحنها رياض
السنباطي وأحمد صدقي، إلّا أنّ ليلى استعانت بصديقها الشاعر أبو السعود الإ‘بياري
لكتابة أغنية تعبر عمّا يجيش بصدرها من رغبة في أداء الركن الخامس من اركان
الإسلام، فكان لها ما أرادت ليكتب الإبياري كلمات الأغنية وعندما بدأ رياض
السنباطي في تلحينها سالت دموعه على خديه تأثرًا بالكلمات وشوقًا لزيارة البيت
العتيق، وليصنّفها النقاد لاحقًا كواحدةٍ من أبرز الأغاني الدينية، وجاءت في سياق
أحداث الفيلم، الذي يتحدث عن إزاحة الفوارق الطبقية ويوجّه رسالة بأن الناس سواسية.
كلمات الأغنية
تقول كلمات الأغنية: «الله الله الله الله، يا رايحين للنبي الغالي، هنيّا لكم وعقبالي،
يا ريتني كنت وياكم، وأروح للهادي وأزوره، وأبوس من شوقي شبّاكه، وقلبي يتملا بنوره،
وأحج وأطوف سبع مرات، وألبّي واشوف منى وعرفات، واقول ربي كتبها لي، أمانة الفاتحة
يا مسافر لـ مكة، تأدي فرض الله حترجع، والإله غافر ذنوبك، لمّا نلت رضاه، يا ريتني
معاك في بيت الله، وأزور وياك حبيب الله، هنيّا لك وعقبالي، يا رايحين للنبي الغالي».