كرامة المرأة.. أبرز الحقوق التي تضمنتها خطبة «حجة الوداع»
الجمعة 16/يوليه/2021 - 02:56 م
سمر دسوقي
تدور خطبة الجمعة، اليوم، كما أقرتها وزارة الأوقاف حول الحقوق والحرمات في خطبة "حجة الوداع".
وتنشر «هير نيوز» نص الخطبة كما يلي:
"إن أول ما تطالعنا به خطبة حجة الوداع هو حرمة الدماء والأموال والأعراض، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "إنَّ دِماءَكُم، وأمْوالَكم وأعْراضَكُم حرامٌ عَلَيْكُم كَحُرْمة يومِكُم هَذَا- يوم عرفه -، في شهرِكُمْ هَذَا – شهر ذي الحجة -، في بلَدِكُم هَذَا – مكة المكرمة".
حرمة الدم والمال
ومن المعلوم أن الشريعة قد حفظت دم وعرض ومال كل إنسان، بغض النظر عن دينه، أو جنسه، أو لونه، حيث يقول (عز وجل): ﴿وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، ويقول تعالى: ﴿من قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾.
وحرم الإسلام الاعتداء على الأنفس فقد حرم كذلك الاعتداء على الأموال بأي صورة من الصور، حيث يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ﴾.
وكذلك حرم الإسلام الاعتداء على الأعراض بأي وجه من الوجوه، حيث يقول تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا﴾، ويقول سبحانه: ﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا﴾، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "... وإن أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه".
مقياس واحد
وقد عنيت خطبة حجة الوداع ببيان الحقوق، ومن أهم هذه الحقوق التي أكدت عليها تنبيها على أهميتها، وتنويها بشأنها: حق المساواة بين الناس جميعا، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): "يا أيُّها الناسُ إنَّ ربَّكمْ واحِدٌ ألا لا فضلَ لِعربِيٍّ على عجَمِيٍّ ولا لِعجَمِيٍّ على عربيٍّ ولا لأحمرَ على أسْودَ ولا لأسودَ على أحمرَ إلَّا بالتَّقوَى".
فلا فضل للون، أو جنس، ولا ميزة لوطن أو لغة، إنما هو مقياس واحد تتحدد به القيم، ويعرف به فضل الناس جميعـًا، وهو قوله تعالى: إنَّ أكرَمكمْ عند اللهِ أتْقاكُمْ.
حق المرأة
ومن الحقوق التي أكد عليها نبينا (صلى الله عليه وسلم) في خطبته: حق المرأة، فقد أوصي (صلى الله عليه وسلم): "فإنَ لَكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ حَقًّا، وَلِنِسَائِكُمْ عَلَيْكُمْ حَقًّا، فَأَمَّا حَقُّكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ، فَلَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ مَنْ تَكْرَهُونَ، وَلَا يَأْذَنَّ فِي بُيُوتِكُمْ لِمَنْ تَكْرَهُونَ، أَلَا وَإِنَّ حَقَّهُنَّ عَلَيْكُمْ أَنْ تُحْسِنُوا إِلَيْهِنَّ فِي كِسْوَتِهِنَّ وَطَعَامِهِنَّ"، فقد جاء الإسلام ليقضي علي الظلم الذي كان يقع علي المرأة في الجاهلية، وليحافظ علي كرامتها الإنسانية التي تضمنتها أحكام الشريعة الإسلامية، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): "إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ"، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "استوصوا بالنساء خيرا".
حق الميراث
ومن أهم الحقوق التي تناولتها خطبة حجة الوداع: حق الميراث، فقد أكد نبينا (صلى الله عليه وسلم) علي ضرورة الالتزام بمنهج الله، وإعطاء كل وارث حقه، وأنه لا وصية لوارث، وأن الوصية لا تجوز فيما زاد علي الثلث، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): " إنَّ اللهَ قد قسم لكلِّ وارثٍ نصيبَهُ من الميراثِ، فلا تجوزُ وصيةٌ لوارثٍ".
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، وعلى آله وصحبه أجمعين.
ولا يفوتنا في هذه الأيام المباركة أن نذكر بسنة نبينا (صلى الله عليه وسلم) في صيام يوم عرفه، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): "صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ"، كما لا يفوتنا أن ننبه أن من سننه (صلى الله عليه وسلم) الأضحية علي القادر المستطيع، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): في الأضحية: "... وإنَّهُ لتَأْتِي يَوْمَ القِيامَةِ بِقُرُونِها وأظْلافِها وأشْعارِها، وإنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِن اللهِ - عزَّ وجلَّ - بِمَكانٍ قَبْلَ أنْ يَقَعَ على الأرْضِ، فَطِيبُوا بِها نَفْسًا".
واللهم ارزقنا فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين.
اقرأ أيضًا..