شهد ركن الفتوى بجناح الأزهر الشريف إقبالًا كبيرًا من رواد  معرض كتاب 2021 وخاصة قسم فتاوى النساء، فالكل يسعد بوجود مفتيات سيدات متمكنات في الأمور الشرعية والفقهية وخاصة بالنسبة للسيدات اللاتي يجدن ضالتهن في المرأة المفتية للتحدث معها دون خجل.

"هير نيوز" التقت بنورا عبد الفضيل رئيس قسم فتاوى النساء بمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية وأجرت معها الحوار التالي قبل انتهاء فعاليات معرض الكتاب بيوم واحد:

متى التحقت بالعمل بمركز الفتوى بالأزهر؟

من أول إنشاء المركز العالمي للفتوى عام 2017 وأنشأه  فضيلة الإمام الأكبر  أحمد الطيب ويعنى بالرد على فتاوى المرأة؛ بحيث تشعر بأريحية  في الكلام مع المفتية، فالمرأة يكون لها أسئلتها الخاصة من ناحية الصلاة والأحكام الشرعية  وحتى لا يكون لديها حرج في التعامل مع الشيوخ الرجال فلا تعلم أمور النساء إلا النساء.

ما الصعوبات التي تواجهكن كمفتيات في ممارسة العمل؟

لا توجد صعوبات تذكر فمن أول إنشاء القسم ونحن نحصل على تدريبات ومحاضرات ونتعرض لاختبارات مستمرة فلا تقابلنا صعوبات والحمد لله.ولو قابلنا سؤالا شائكا نقدمه لقسم البحوث في المركز ونعقد ورشة عمل أو حلقة نقاشية ونستخرج الحكم المفتى به في هذه المسألة ونطلب من السائلة أن تعاود الاتصال بنا أو تترك رقمها ونحن نكلمها.

ما تقييمك لإقبال الجماهير على معرض كتاب 2021؟

رغم ظروف كورونا ووجود حجز للمعرض إلا أن الإقبال كان كبيرًا وحرص معظم المرتادين على زيارة جناح الأزهر وركن الفتوى، ونشعر بسعادتهم الكبيرة لوجود مفتيات سيدات.

ما أكثر وأغرب الأسئلة التي وردت إليكم؟

أكثر ما قابلنا فتاوى عن فرضية الحجاب، وأغرب ما قابلنا أسئلة عن "اللاإنجاب" "وكوني خديجة"

واللاإنجاب اسم حملة يشترط أصحابها أن يتزوجوا شريطة عدم الإنجاب، هو عقد صحيح لو أنه بعقد وإيجاب وقبول وولي وشهود ومأذون وموثق يكون زواجا صحيحا، لكن هذا الشرط فاسد؛ لأن من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية حفظ النفس، فكيف يكون زواجًا بلا إنجاب؟

هل أصبح هذا الأمر ظاهرة؟

صادفنا هذا الأمر أكثر من مرة في أكثر من سؤال من شباب ذكور وهذا أمر جديد علينا.

أما البنات فتسأل عن حملة  تسمى ( كوني خديجة)، في بداية تردد هذا المصطلح على مسامعنا سعدنا جدا، واعتبرنا أن هناك حرصًا على الاقتداء بالسيدة خديجة في الطاعة ومراعاة الزوج والحفاظ عليه، لكن اكتشفنا أن الفتيات لا يأخذن هذه الحملة على هذا المحمل إطلاقًا.

إذًا ماذا تقصد الفتيات بحملة ( كوني خديجة)؟

يقصدن أنه لا توجد أدنى مشكلة إذا أحبت الفتاة شابًّا أن ترسل له لكي يتقدم لها ويتزوجها، وقد رددت عليهن بأن زواج سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من السيدة خديجة رضي الله عنها لم يكن بهذه الصورة إطلاقا، بالعكس فهذا تفكير خاطئ، فصححت لهن هذا الفكر المغلوط وقلت لهن كيف تكون الفتاة كالسيدة خديجة على حق  بالمودة والحب واحتواء زوجها، فقد استطاعت رضي الله عنها بحكمتها وعقلها وخبرتها في الحياة من احتواء موقف نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال : زملوني، زملوني.

أما فكرة أن ترسل الفتاة للشاب كي يتقدم لها فهذا تفكير خاطئ قد تجني عواقبه مستقبلا بأن يهينها زوجها ويعايرها بأنها هي من طلبت منه الزواج.

وهل يحرم على الفتاة إذا أحبت شابا أن تطلب منه الزواج؟

ليس حرامًا، ولكن هناك طريقة  لا بد أن تحافظ بها الفتاة على كرامتها وصورتها  بخلاف أن ترسل له أو توسط طرفًا لدفعه للتقدم إليها؛ فقد يكون هذا الشخص غير أمين مثلًا ويفتش سرها.

حدثينا عن وحدة لم الشمل

هي وحدة منبتقة عن قسم الأحوال الشخصية عندما وجدنا تزايدًا في أسئلة الطلاق، والنزاع الأسري قررنا عمل الوحدة للفصل بين المتنازعين أسريًّا  ليس شرطًا بين الأزواج بل يمكن أن يكون بين الإخوة أو الأب وابنه أو الأم وابنتها ، نتيح للأطراف المتنازعة أن تلتقي معًا لنستمع منهم بحضور أحد المشايخ مع المفتية بحبث تجلس مع الزوجة لمعرفة الأمور التي لا يمكن قولها للشيخ، فيمكن أن تكون هذه الجزئية هي مربط الفرس وسبب المشكلة، ويستمع الشيخ للزوج ، ونحاول تقريب وجهات النظر والإصلاح بينهما بشروط لا تجني على الزوجة ولا الزوج  ويكون هناك إقرار يوقع عليه الطرفان ويكون هناك متابعة للقضية.

وقد قرر الدكتور أسامة الحديدي المدير التنفيذي  للمركز ألا ينتظر حدوث الخلافات بعد الزواج  فقرر عمل برنامج للتوعية الأسرية ونزلنا ميدانيا للشباب في الجامعات لتوعيتهم بكيفية اختيارشريك الحياة وتكوين أسرة سعيدة بلا مشاكل تؤدي للطلاق.

اقرأ أيضًا..

هل تفضلين الزواج من رجل يكبرك بـ10 سنوات؟.. أسئلة مثيرة للجدل بين البنات

هل تزايدت حالات الطلاق مؤخرا؟

المشاكل التي تؤدي للطلاق في ازدياد، لكن بفضل الله تحل.

ومعظم هذه المشاكل تكون بسبب تدخل الأهل، وفي هذه الحالة نضع ضمن شروط الصلح بندا يختص بعدم تدخل أقارب الزوج أو الزوجة.