الجمعة 01 نوفمبر 2024 الموافق 29 ربيع الثاني 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

«مظلومة ومش قادرة أسامح».. وأزهري يرد: العفو من شيم الأقوياء

الأربعاء 07/يوليه/2021 - 08:03 م
هير نيوز

تعرضت للكثير من الإساءات التي تجعلني غير قادرة على العفو عمن ظلمني، ودائما ما أردد مقولة (وعند الله تجتمع الخصوم) انتظارا لعقاب الله لمن آذوني.. فهل عليّ ذنب؟.. سؤال ورد إلينا من إيمان فريد من المحلة الكبرى، ويجيب الشيخ عادل أبو العباس من علماء الأزهر الشريف فيقول: «العفو صفة من صفات الله عز وجل، واسم من أسمائه الحسنى، وقد طالبنا الله عز وجل بأن نجعل من صفاته أخلاقا لنا كصفة الرحمة وصفة الكرم، وكذلك صفة العفو. وقد جعل الله عز وجل عفوه يسبق غضبه».


إنفاق العفو

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل الله أن يكون عافيًا عن الناس، فكان كثيرًا ما يقول في دعائه: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني.


وقد طالبنا الله بإنفاق هذه الصفة، والمعلوم أن النفقة تكون في المال، لكن الله عز وجل حول هذه الصفة بالنسبة للمسلمين إلى عنصر للإنفاق، قال تعالى: ((يسألونك ماذا ينفقون قل العفو كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون))البقرة٢١٩


العفو الشامل

كرم الله عز وجل أصحاب هذه الصفة وجعلهم في أرقى المنازل فقال: (( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين)) آل عمران ١٣٤.


فإذا كان العفو عن مشكلة حدثت بين إنسان وإنسان فلابد أن تكتمل بالعفو الشامل الكامل حتى لا يكون العافي بخيلا في إنفاق العفو، كما قال تعالى: ( والصلح خير وأحضرت الأنفس الشح وإن تعفوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا) النساء ١٢٨


فدل ذلك على أن الشحيح هو الذي يظن أنه عفا، ثم يقول سأختصم يوم القيامة بين يدي الله، فإما أن تعفو وإما أن تختصم.  والعفو أعلى من الاختصام؛ لأن الخطأ قد يكون مني وأتوهم أنه عند من يريدني أن أعفو عنه، وهذا يدل على أن الله عز وجل فضل العفو وأعلى من شأنه وجعله مقدما على تأجيل الخصومة  بين يدي الله؛ لأن الخصومة لا تكون إلا في حالة أن الذي ظلمك أقوى منك سلطانا وأعلى منك منصبا، وهنا تقول: وعند الله تجتمع الخصوم  ليفصل الله بينهم فيما كانوا فيه يختلفون.


اقرأ أيضًا..

للسجينات... قضايا لا تدخل ضمن العفو الشرطي... تعرفي عليها


أمًا إذا كانت الخصومة تتعلق بالدماء فإن أهل المقتول بين خيارين: إما أن يقتصوا  عن طريق القضاء إذا كان القتل عمدا، أو أن يحصلوا على الدية إذا كان القتل خطأ، أو أن يعفو في الحالتين بإرادتهم المحضة  دون أي ضغط عليهم؛ لأن الله عز وجل يقول:(( وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا ....)) النساء٩٢

ads