سهله المدني تكتب :المرأة وعالم الأمومة
الأحد 04/يوليه/2021 - 01:21 ص
رحلة تخوضها المرأة في عالم الأمومة تنسى فيها كل أنوثتها وترمي خلفها جسدها وروحها وتغلق عليهما دون رحمة منها.. نعم هذه الحقيقة التي تقع فيها المرأة ضحية لهذه الأمومة وهي ضربة حظ أما أن يشعر الأبناء بقمية ما فعلت أو أن يكون عبء عليهم يريدوا التخلص منه دون رحمة
هذا لا يجعلنا نرى أن المرأة يجب أن تعطي أنوثتها قيمة أكبر من أمومتها؟ لا فما أريد الخوض فيه والبوح به هو إنه لا يجب أن تنسى دورها كزوجة ولديها زوج لديه حقوق وواجبات، ولا تنسيها حقوقه وواجباته أمومتها، وترمي خلفها هذا الرجل الذي هو لديه حقوق يجب عليها إدراكها
ليس فقط أن تؤدي هذا الواجب ولا تفعله بحب واهتمام ، لا فهذا خطأ كبير لا يجب أن تقع فيه، فإذا كنت تؤدي واجبك دون أن يكون لديك شغف به فلن يكون له قيمة ولن تكون فيه روح، وهذه حقيقة يجب علينا إدراكها والإيمان بها لكي نفعلها بأكمل وجه، وإعطاء مشاعرك للأبناء فقط فهذا لن يجعلكي سعيدة.
يمكن أن تتخيلي السعادة في خيالك واعتقاد منك أنها ستحدث في يوم ما، وهذا شعور كاذب تحلمين بأن يحدث ويمكن أن لا يحدث أبد، و الأبناء هم حظ ونعمة من الله، فيمكن أن يكونوا عاشقين التراب التي تمشي عليها ويلبوا كل طلباتك، ويمكن أن يكونوا ناكرين للجميل ويتسببوا بموتك، وهذه حقيقة يجب إدراكها.
المرأة تتعامل مع الرجل إنه وحش وليس لديه قلب ويمكن أن يتركها في أي لحظة ويتخلى عنها، وتتعامل مع الأبناء بثقة كبيرة جداً ولا تضع في بالها أي شيء سيحدث بسببهم.
لا أقول ذلك لكي أشجع النساء على عدم الثقة بهم وجعلهم في خانة الرجل، ولكن اطلب منهم توخي الحذر وعدم إهمال الزوج فيمكن أن يكون أكثر حب واهتمام بك منهم، وهو من تعيشي كل لحظة رومانسية معه، لذلك لا تتركيه إلا إذا كان يستحق وإذا كنت تجدين معه السعادة فلا تتركيه، لأنك إذا فعلت ذلك سيأتي اليوم الذي تندمي فيه على ذلك..
عندما يكبر الأبناء وكل واحد منهم يتزوج وتكون له حياة مستقلة في تلك اللحظة سوف تندمين وتدركين إن حياتك الشخصية كتبت نهايتها بيديك، وهم لن يتخلوا عن حياتهم الشخصية من أجلك
هناك من سيفعل ذلك وهناك من سيرفضه، لذلك لا تهدمي حياتك الشخصية بسببهم، فهذا لن يزيد من قيمتك لديهم، وعندما ينشغلوا بحياتهم عنك ستدركين أنك اذنبتي في حق نفسك وذاتك.
اهتمي بهم ولا تتركي شيء ينقصهم، ومع ذلك لا تهملي حياتك ولا قلبك ولا جسدك اجعليهم يشعروا بالسعادة في الطريق الصحيح ولا تسلكي طريق الخطأ فهذا لن يجلب لك السعادة، ولن يكمل ما ينقصك.
السعادة تكمن في طريق الصواب وليس الخطأ، امنحي ذاتك القوة اجعليها في داخلك تعيش، واجعلي توازن بين الأمومة وبين قلبك واحتياجاته.
لا تهملي حقوق الأبناء من أجلك لأنك ستندمين بعد ضياع مستقبلهم ولن تشعري بالسعادة، لأنهم جزء أو هم بمثابة قلبك الذي ينبض، وتذكري حقوقك على نفسك وحقوقهم عليك، ولا تهملي أي حق منها على حساب الآخر، ابني في داخلهم الاعتماد على انفسهم فهذا سيدفع بهم للنجاح، تذكري الإيمان بالله وتقبل ما كتبه الله لك فالله ما فعل بعباده إلا كل خير.