ما حُكم الغش في الامتحانات؟.. «البحوث الإسلامية» يُجيب
أخبرني ابني أنه شاهد حالات غش في لجنته الامتحانية وأن بعض الطلاب يسهلون
هذا الأمر لبعضهم بترك كراسات إجاباتهم مفتوحة لتسهيل عملية النقل لزملائهم، فما
رأي الدين في هذا الأمر؟.
الإجابة يقدمها مركز الفتوى الإلكترونية بمجمع البحوث الإسلامية في السطور
التالية:
حثّ الإسلامُ على طلب العلم، ورغّب في تحصيله بجدّ واجتهاد، وبيَّن أن لطالبِ العلم آدابًا لا بد وأن يتحلَّى بها كالإخلاص لله، وتقواه عز وجل، ومراقبته في السر والعلن، والتَّحلي بمكارم الأخلاق، والبعد عن كل ما يُغضِب اللهَ سبحانه ويُنافي الفضائلَ والمحامد.
سلوك محرم
والغش في الامتحانات سلوكٌ مُحرَّم، يُهدِر الحقوق، ويهدمُ مبدأ تكافؤ الفُرص، ويمنحها لغير أَكْفَاء، ويُؤثّر بالسّلب على مصالح الفرد والأمة، ويُسوي بين المُجدِّ المُتقِن والكسلان المُهمل، الأمر الذي يُضعف من هِمَّة المُجدِّين عن مواصلة طلب العلم، ويُوسِّد الأمور إلى غير أهلها ومِن ثمَّ يُضعف الأمم وينال من عزمها وتقدُّمها؛ فحق العالم هو التقديم والرِّفعة؛ قال سبحانه: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11]، وقال أيضًا: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ}. (الزمر)
التسهيل إثم
وفيما يتعلق بتسهيل الغش فقد جعل الإسلامُ المُعاونةَ على الإثم إثمًا، وشراكةً لصاحب الجريمة في جرمه، وقضى ألا تكون الإعانة إلَّا على معروف؛ قال الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }. [المائدة: 2 ]
اقرأ أيضًا..
أزهري: «الغش في الامتحانات وراء انتشار الرشوة»
ونفى سيدُنا رسولُ الله ﷺ عن الغشَّاش كمال الإيمان، وتبرأ من صفة
الغش التي لا ينبغي أن يتصف بها مُسلمٌ مُنتسب لسنته ودينه؛ فقال ﷺ: «مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي» [أخرجه
مسلم]، وهذا الحديث عام يشمل كل أنواع الغش في الامتحانات وغيرها.