سكينة فؤاد تكتب : لا تنسوا .. ولا تتركوا أبناءنا ينسون
فى مثل هذه الأيام من 2013 كانت مصر تعيش أحداثا فاصلة فى تاريخها، يقف المصريون فى أثنائها على شفا اكبر حفرة من نار صنعتها جماعة الإخوان التى سرقت منهم ثورتهم وعبر ادعاءات مظلومية وشعارات دينية لا علاقة لها بصحيح الدين وقدرة فائقة على الكذب ونفى ما يرتكبون من جرائم سفك دماء بريئة واغتيال قامات وطنية عظيمة وقدرة على التسلل الخبيث - رغم حكم قضائى بحل جماعتهم - وسط جماعات المعارضة التى كانت من أهم شركاء إشعال ثورة 25 يناير والتصدى لما سبقتها من مخططات توريث وفساد.
فى شهور قليلة وعقب التسلل الخبيث للجماعة لحكم مصر استطاعت عبقرية المصريين وميراث تاريخهم الحضارى والنضالى أن تجعلهم يكتشفون الكارثة التى تهدد هويتهم الوطنية وميراثهم الوطنى والحضارى والثقافى والايمانى باستمرار حكم الجماعة، لتواصل تنفيذ تفكيك أعمدة قوة بلدهم وكل ما يمثل الركائز لقوة واستقرار أقدم دولة فى التاريخ وعلى رأسها الشرطة والجيش والقضاء، أحرقوا ما يمكن حرقه واستبدلوا كل ما استطاعوا استبداله بأخطر عناصر الجماعة فى أهم مفاصل الدولة وأرادوا استبدال جيش مصر الوطنى الذى ظل عبر التاريخ المصرى الطويل والبعيد القوة الأعظم الحامية والداعمة للشعب ولثوراته ولنضاله وكفاحه ظنت الجماعة وكان كل ظنها إثما أنها تستطيع أن تستبدل بهذا الجيش العظيم بميليشياتها المسلحة.
فى مثل هذه الأيام من 2013 شاهدت بحورا من البشر تملأ ميادين وشوارع العاصمة واكبر وأصغر مدنها فى مشهد غير مسبوق فى تاريخ الثورات البشرية كما وصفت وكالات أنباء عالمية ما يحدث فى مصر وكيف وقف المصريون على أطراف أصابعهم ينتظرون الاستماع الى المتوقع والمنتظر من جيشهم الوطنى بالاستجابة لما بات حلمهم وأملهم الأوحد، فى هذه اللحظات من تاريخهم فى إنهاء حكم الجماعة بعد تكشف جميع عوامل التهديد والخطر التى تمثلها لهم ولحضارتهم وإزالة عار شرعية مشكوك فى كيف وصلت إليهم؟ ... وقبل ان يخرج عشرات الملايين لإسقاطها قامت الجماعة بإسقاط نفسها بعد أن خيلت لهم أوهام زائفة ان تكون إرادة الإدارة الأمريكية وفوضى كونداليزا رايس ودعم كلينتون أهم ألف مرة من رضاء المصريين. وللأسف إلحاح منهم فى الاستعانة بآراء قوى لم تكن ابدا منهم وعدم تركهم وحدهم ينفردون بالحكم دفعنى للموافقة على ان أكون من مستشارى مندوبهم وحرصت منذ اللحظات الأولى على ان أؤكد له ان الأيقونة السحرية لنجاح المسئول هى رضاء واطمئنان المواطن، وأن جماعته لن تستطيع أن تنجح الا إذا عرفوا كيف يجعلوها جزءا من مصر وحتما سيفشلون إذا أرادوا أن يجعلوا مصر جزءا من الجماعة... وقد فشلوا وخابوا وتوالت استقالات المستشارين بعد ان ظهر جليا أن قيادات الجماعة تملى عليه كل ما يفعل. وأسقطتهم عشرات الملايين من المصريين الذين خرجوا وملأوا ميادين واكبر شوارع مدننا ومحافظاتنا ونادوا على جيشهم الوطنى ليجدد تاريخ انتمائه وتأييده لإرادة الشعب فى جميع أحداث نضالهم ومقاومتهم للمحتل والغزاة والطامعين، والذين كشفت الجماعة عن ان من بين المصريين للأسف يدعون الانتماء إليهم ولا يقلون خطورة عن الغزاة والمستعمرين ... توالت الوقائع الكاشفة التى أدرك بها المصريون أن تاريخهم وحضارتهم وثقافتهم وإيمانهم الوسطى مهدد وانتظروا استجابة جيشهم لإرادتهم .. وأرادت الجماعة أن تحولها الى حرب أهلية طاحنة ضد الإرادة الشعبية الجارفة ولولا رحمة من الله الذى وعد هذه الأرض الطيبة بالسلام والأمان فى كتبه السماوية لشهدت مصر والمصريون منذ تلك الأيام التى لا أعادها الله أبدا ما روع به ومازال يروع أشقاء أعزاء وتحقق الهدف الشيطانى للجماعة الذى كان يطلق عليه فى مخططات التقسيم الدولى للمنطقة إسقاط مصر الجائزة الكبرى .. لا كانوا ولا تحققت ابدا مخططاتهم ومؤامراتهم الشيطانية.
ومن أجل هذا الهدف العظيم والاسمى لسقوطهم الابدى وفشل مخططاتهم تتجلى أول عوامل استقواء وتعظيم الإرادة الشعبية .. فما نعيشه من نتائج فى جميع مجالات حياتنا الآن هو عطاء وتجليات التحدى والصمود الشعبى وجلاء بصر وبصيرة عشرات الملايين الذين شاهدوا بأعين بصيرتهم الوطنية النتائج الكارثية إذا استمرت الجماعة فى حكم بلادنا وواصلت دعم مقومات قوتنا وتفكيك مفاصل مؤسساتنا الوطنية وتجريف حضارتنا وأرضنا ... لولا الإرادة والصمود العظيم لهذه الأرصدة الشعبية التى مثلت الظهير الشعبى الحقيقى لدولة 30 /6 ما كان كل ما يحدث فى مصر الآن وما أكثر ما أشاد الرئيس السيسى بعظمة هذه الإرادة وقوة هذا الصمود الذى يجب ان يكون محل كل رعاية ودعم واستجابة لمطالبه وآماله ورفض لتحميله ما فوق طاقة وقدرة احتماله، وهو للأسف ما لا تدرك أهميته ولا تسعى لتحقيقه بعض الوزارات والمؤسسات لفئات ومجموعات من المصريين والدالة على بعضها حجم ما يصل من شكاوى وطلبات استغاثة الى منظومة الشكاوى بمكتب رئيس مجلس الوزراء ومئات الآلاف من الشكاوى والصرخات التى تصل منظومة صوتك مسموع بوزارة الإدارة المحلية.
ولاشك فى ان جولات الرئيس الميدانية وما تشهده من استجابات سريعة لآلام ومطالب المواطنين تحقق إنقاذا وأملا فشلوا فى تحقيقه من خلال جميع وسائل الاتصال مثلما كشفت عنه غضبة المعلمين من أجل الحصول على معاشاتهم شديدة التواضع من نقاباتهم بعد عشرات السنين فى حمل أهم وأخطر رسالة فى تربية وتعليم الأجيال وبناء الحاضر والمستقبل.
> السادة المعلمون والمعلمات .. لا أعرف كيف أشكر فيض التقدير لى ولصحيفة الأهرام لتناول ما كشفه فتح الملف الشائك والمؤلم لمعاشاتكم ورواتبكم ومعاشات النقابة المتواضعة وضرورة وضع الأسس الأخطر والأهم لما تمثلونه لقوة أى أمة وأعدكم بالعودة بمشيئة الله لتناول بعض ما جاءنى منكم وأثق ان الاستجابة لكم وتحقيق استحقاقاتكم الأدبية والمادية والمنزلة التى تليق بكم سيكون فى مقدمة ما يتحقق فى الجمهورية الجديدة.