«صوت حية ولا صوت بنية».. مثل شعبي مُسيء للمرأة
تنتشر في مجتمعاتنا العربية الكثير من الأمثال الموروثة التي تُسيء للمرأة بطريقة مباشرة وغير مباشرة، فجعلت المرأة مجالاً للسخرية حيث تُعبر «الأمثال الشعبية» عن حالة شعبية ما بين انتقاد لوضع معين أو للاحتفاء بوضع آخر.
صوت حية ولا صوت بنية
لا أحد ينكر، أن في داخل مجتمعاتنا العربية هناك تفرقة كبيرة بين الذكر والأنثى، حيث يؤمن الأهالي بالأفضلية للذكر على حساب الأنثى وكرامتها وإنسانيتها.
فمنذ لحظة ولادة الذكر داخل أي أسرة، تبدأ مرحلة التمييز بينه وبين أخواته البنات، فيقابل دخوله بالزغاريد والفرحة العارمة، في المقابل دخول أنجاب الفتاة يتقابل بالبكاء والعويل، وأحيانًا في كثير من العائلات يصل الأمر إلى وقوع الطلاق بين الزوجين في دلالة على مدى التحقير الذي تواجهه الأنثى والعار الذي ألحقوه بها.
ثم تكبر الفتاة تحت قمع أسرتها، وتنشأ منذ صغرها على أن تكون كائنًا ذليلاً لشقيقها الذكر، ويصل الأمر إلى السماح له باستخدام يده عليها لإثبات سلطته بدعم من والديه أسريًا واجتماعيًا، فيولد لديه شعور بالتعالي والجبروت ويحدد طريقة تعامله مع كل الإناث فيما بعد، وفي المقابل يولد لديها شعور بالنقص وتصبح ضحية له.
قصص واقعية
ذكرت الفتاة "غ.س"، أن والديها كانا يخصان شقيقها بأفضل الطعام ويمنحه مصاريف ضعفها، لم يكن هذا أسوأ ما في الموضوع، فمع مرور الوقت أصبحت أداة تمارس نفس الدور على بناتها، فللنظر لمثل هذه الأمور التي تبدو صغيرة لكونها أمراً اعتيادياً يمارس تقريبا في كل عائلة، ولكنه في الواقع يحمل في طياته إنتاج نفسيات مشوهة في كلا الاتجاهين، فهل من الممكن أن يأتي اليوم الذي نرى اختفاء تلك الأمثال المحقرة للمرأة ؟.
اقرأ أيضًا..
«اقلب القدرة...».. روايتان في أصل المثل الشعبي الشهير