"زوجي شديد العصبية، دائمًا يفتعل معي المشكلات، لا يحترمني أو يحترم أهلي، وبات الحوار بيننا منعدمًا والإتفاق بيننا نادرًا، لقد ضاقت بي الحياة، وطلبت الطلاق، وبالفعل انفصلنا لكنه عاد الآن يطلب مني إعطاءه فرصة ثانية؛ ليصلح ما فات، فهل أصدقه وأعطيه فرصة"؟

الفرصة الثانية للشريك بعد الانفصال من الأمور التي تقف أمامها المرأة حائرة، ما بين خوفها من تكرار الأخطاء، وبين رغبتها في استكمال حياتها الزوجية المستقرة؛ لذلك حاولنا في "هير نيوز" أن نساعد الزوجة في الوصول للحل الأمثل من خلال "هالة حسن" - أخصائي نفسي واستشارى علاقات أسرية - في السطور التالية:

أكدت الأخصائية النفسية هالة حسن في البداية أن المشكلة الحقيقية ليست في إعطاء الفرصة، بل تكمن في كيفية ضمان عدم تكرار الخطأ الذي أدى إلى الانفصال، وظهور عدم الأمان الذي ترسخت فكرته في عقل الزوجة.

شروط العودة بعد الانفصال

قالت هالة: "إذا كان الخطأ الذي ارتكبه الزوج خطأ مستجدًّا ظهر في حياته، وليس سمة أساسية في شخصيته، يكون من المفضل فعلًا إعطاؤه فرصه أخرى، وهنا يطرح تساؤلًا في أعماق الزوجة: كيف أثق أن هذه الفرصة ليست استنزافًا للوقت والجهد؟".

وتضيف هالة حسن، أن الحل يكون في عدة خطوات، تستعرضها في السطور التالية:

أولًا: التأكد من رغبة الطرفين في الاستمرار "فإذا كان شخص منهما يحتاج وقتًا فهذا حقه لتقييم الواقع وتقبل الصدمة التي لم تكن سهلة أبدًا".

ثانيًا: ضمان عدم تكرار الخطأ مرة أخرى بمعرفة أسبابه وعلاجها؛ بشرط عدم التجريح للطرف الآخر وبدون شخصنة مني أنا كزوجة.

مثال: إذا دخل الزوج في علاقة خطأ لا يقول لها فعلت ذلك لأنك مهملة، بل يقول كنت محتاج اهتمام زيادة، وهنا يجب على الزوجة عدم مهاجمته والدفاع عن نفسها؛ لأننا هنا سندخل في دائرة اتهامات لا تنتهي، بالعكس نحن غرضنا الاستمرار.

وتضيف: الهدف من هذه الخطوة التعلم من أخطائنا القديمة؛ لذا يجب الاتفاق على المصارحة بالاحتياجات المفقودة.

اقرأ أيضًا..

«ليه الست بتحلو بعد الطلاق؟».. خبير علاقات زوجية يكشف الأسباب

كيف أنسى الماضي ولا يؤثر في حياتي الجديدة؟

تقول استشارى العلاقات الأسرية: إن نسيان أخطاء الماضي يكون، أولًا بمعرفة اأسباب الاستمرار الحقيقية هل هي الحب؟ الأمان؟ الأبناء؟ فلو كانت عدة احتياجات لا بد وأن تذكر كلها؛ لأنها توضح أهمية كل طرف للآخر، والهدف من ذلك معرفة معنى وقيمة كل طرف في حياة الآخر.

ثانيًا: عمل خطوات تساعد على تجنب الأخطاء الماضية، بمعني إذا كان الخطـأ مثلا ظهر من الفراغ لدى الزوج فيفضل إيجاد مساحة نشاط مشتركة يومية أو أسبوعية، المهم أن يكون هناك شيء مشترك بينهما يحبانه ويتبادلان فيه النقاش والتفاعل، والهدف هنا أن كل فرد يعترف بمسؤليته في الماضي، ويحدد مسؤولياته في المستقبل، وكأننا نعقد شراكة وزواج جديد.

كيف أتعامل في الإلحاح على الرجوع ؟

وعن إلحاح الزوج في الرجوع، دون إعطاء فرصة للزوجة للتفكير، فتؤكد الأخصائية النفسية أنه لا بد أن تحاولي ألا تتحكمي فى من أمامك، بل تحكمي في نفسك.. ابحثي عما تحتاجينه ونفذيه، كم تحتاجين من الوقت؟ ما شكل الاعتذار الذي تحتاجينه؟ طريقة الحوار، اطلبي حقوقك بدون إحراج، لكن إذا عاد زوجك مرة أخرى لما يفعله.. إذن لا مفرّ من التعامل مع ذلك كعادة، إما القبول والرضي مع وضع شروط جديدة للحياة الجديدة وإما الرفض التام للشخص كامل.