إعداد الأبحاث نيابة عن الطالبات.. حرام أم حلال؟
الثلاثاء 22/يونيو/2021 - 08:13 م
سمر دسوقي
أنا باحثة دكتوراه بإحدى الكليات، طلبت منّي إحدى الطالبات في نفس كليتي أن أعد لها بحثًا مطلوبًا لأعمال السنة لإحدى المواد الدراسية، وبالفعل أعددته لها، لكنني شعرت بعدها بتأنيب الضمير.. فهل ما فعلته حرام شرعا؟.
سؤال ورد من إحدى متابعات «هير نيوز»، وأجابت عليه لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية: لن تتقدم الأمم إلا بإيجاد جيل يتحلى بالعلم والأمانة، قادر على تحمل المسئولية عن جدارة، نافع لوطنه فكل من ساعد على إيجاد هذا الجيل الذي يعود نفعُهُ على مجتمعه فهو مأجور مثاب؛ لأنه ممتثل لأمر الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} [المائدة: 2]، وقوله -تعالى -: {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ} [العصر: 3].
خيانة أمانة
من عمل على تغيير الحقائق فسوّي بين المجد والخامل، وبين العالم والجاهل، فهو غاش لأمته، خائن لأمانته، معول هدم لمجتمعه؛ لأنه يساعد على أن تسند الأمور إلى غير أهلها؛ وهذا يدل على اختلال الموازين والقيم، وضياع الأمانة في المجتمع، قال – صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا ضُيِّعَتِ الأَمَانَةُ، فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ»، قيل: كَيْفَ إِضَاعَتُهَا يا رسول الله؟ قَالَ: «إِذَا وُسِّدَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ، فَانْتَظِرِ الساعة". رواه البخاري.
وبتطبيق ما سبق على ما نحن بصدده في محل السؤال نقول للسائلة: لا يجوز لك شرعًا أن تقومي مقام الطالبة بإعداد البحث الذي طلب منها، وتقوم من خلاله؛ لأنه غش وخداع، وكذب وافتراء، وكل ذلك منهي عنه شرعًا، قال- صلى الله عليه وسلم-: {مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا، وَالْمَكْرُ وَالْخِدَاعُ فِي النَّارِ} رواه ابن حبان في صحيحه، والطبراني في معجمه.
اقرأ أيضًا..
تعاونوا على البر
وإذا أردت أيتها السائلة أن تساعديها بما تؤجري عليه، وتثابي على فعله، فقومي بمساعدتها بالشرح لها، وإعانتها على الفهم على أن يكون ذلك قبل موعد إجراء الامتحانات، ثم اتركيها بعد فهمها لمحاضراتها تجيب بنفسها، فهذا من باب التعاون على البر والتقوى، ومن باب تعليم العلم النافع الذي يجلب لك الخير في الدنيا، ويكون ذخرًا لك بعد موتك، قال – صلى الله عليه وسلم -: {إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ} رواه مسلم.