شريفة هاشم.. رحلة نجاح من رحم المعاناة
الثلاثاء 22/يونيو/2021 - 07:43 ص
جيهان محروس
يقول مصطفى أمين: "قد تُثبت لك الأيام أن ما ظننته قلاعًا من صخور إنّما هي حصون من ورق، فريق منا تصرعه الضربة الأولى، وآخرون تخلق منهم الضربة الأولى أبطالاً".. "شريفة هاشم" بطلة قصتنا كانت مثالاً فعليًا لمن خلقت منهم الضربة الأولى أبطالاً.
مطلقة فى مطلع العشرينيات
شريفة تلك المرأة الصعيدية التي شاءت أن تعاندها الأقدار، وتصبح أم مطلقة في عمر الزهور، تحملت طعنات وظلم المجتمع وهمساتهم التي لا تخلو من الإساءة إلى المطلقات.
وقالت شريفة: "قصتي بدأت مع انفصال والدي ووالدتي وأنا فى سن الثالثة، أعيش مع أمي وسط أخوتها فى بيت جدي، الذي أعتبرته والدي لمحبته ورعايته لي طوال مشوار حياتي، لكن المعاناة أبت أن تتركني في حالي، توفي جدي الذي كان لي أبًا وسندًا وبعد فترة تزوجت والدتي مرة أخرى، وكان الفشل حليفي في الثانوية العامة وانتقلت إلى مدينة الإسكندرية لأعيش مع خالي وهناك استطعت اجتياز المرحلة الثانوية لألتحق بكلية رياض أطفال".
خطبة فاشلة ومرض الخال
كانت كلية رياض الأطفال على غير رغبة "شريفة"، ولم تتقبلها فى البداية لكن مع مرور الوقت استطاعت التأقلم معها، وبدأت فى تنمية مواهبها الفنية من خلالها، وبعد إنهاء دراستها عادت مرة أخرى إلى بلدتها بمحافظة سوهاج، لإصابة خالها بمرض السرطان، تقول شريفة "مرض خالي وبدأنا رحلة طويلة للعلاج، فكان كل همه أن أزوج ليطمئن علىّ في بيت زوجي.
وبالفعل تمت خطبتي وكنت أعمل مدرسة في إحدى المدارس الخاصة، لكن الخطبة فشلت، ليمر وقت قصير واخطب ثانية لشخص كان يفعل كل ما في وسعه لكي يسعدني ويرضيني خلال فترة الخطوبة، لكن بعد الزواج تبدل الحال ولم يكن هو الشخص الذي حلمت أن يجمعني به بيت واحد.
زواج بطعم المعاناة
تروى "شريفة" معاناتها فى زواج لم يتعدى وقته العامان، فتقول: "من ثالث يوم زواج يوم وبدأ زوجي في ضربي وإهانتي وتعذيبي وكأنه بيني وبينه ثأر فكان يضربني بسلك الكهرباء وبونبونيرة الحلوى، لكني أخفيت عن أهلي ذلك، فكان الرد على صمتي مزيد من الضرب والإهانة وكافة أشكال العذاب لمدة عام كامل، حتى أن أهله شاركوه في إذلالي ومعايرتي بانفصال والداي، ومن شدة الضرب تم إدخالي المستشفى فى إحدى المرات، فعرف أهلى وهنا بدأت الصراعات، فأنا أحاول أن أحافظ على بيتي خاصة أنني رزقت بفتاة، لكنها هي أيضًا نالت من الضرب والعذاب نصيب، وقام بطردي من البيت ومعي بنتي، فكان الانفصال هو الحل والمنقذ في ذات الوقت."
الضربات تصنع الأبطال
وكانت هذه الضربة القوية لشريفة التي صنعت منها بطلة حينما واجهت ذلك بالوقوف مرة أخرى وتحدى الحياة، فحولت انكسارها إلى خدمة الأطفال، فكانت تصنع لهم "مذكرات تعليمية"، تقول "شريفة": "مع أزمة كورونا بدأت أفكر في مصير الأطفال، وتخمرت الفكرة في رأسي وأصدرت سلسلة تعليمية متكاملة لمرحلة الحضانة".
كما أنشأت حضانة "أون لاين" وبدأت بأفكار بسيطة جدًا عن طريق "الواتس اب"، ثم تطورت شيء فشيء حتى وصلت لمنصة تعليمية خاصة، خرجت منها ٦دفعات kg خارج وداخل مصر".
اقرأ أيضًا..
سأكمل رحلتى مادمت فى الحياة
طموح "شريفة" لن يتوقف عند ذلك، حيث انشأت قناة تعليمية بها حصص مسجلة لتعليم الأطفال القراءة والكتابة، كما خصصت موضوع الماجستير الخاص بها ليكون عن "تعليم أطفال الروضة أون لاين"، واختتمت: "سأكمل رحلتى مع الأطفال، واتحدي الظروف ونظرات المرضي واحقق النجاح الذي يجعل ابنتي وعائلتي فخورون بي . وانني اسعي لتحقيق نجاح واكون فخورة به واتحدي الصعاب لحفر اسمي في سجل عائلتي بحروف من نور .