علي جمعة: التمائم والأحجبة بكلمات القرآن جائزة.. وبغيره شرك
الخميس 17/يونيو/2021 - 04:27 م
سمر دسوقي
هل يجوز تعليق التمائم والأحجبة للوقاية من الحسد؟.. سؤال أجاب عليه الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق قائلًا: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال في الحديث الشريف: "من علق تميمة فقد أشرك"، لكن جمهور العلماء فرق بين نوعين من التمائم: إمّا أن تكون تميمة من القرآن أي بآيات القرآن والحروف التي بدأت بها سورة أو بالبسملة أو بالسبع المنجيات أو آيات القافات، كل هذا أجازه الإمام مالك إذا كان هذا الحجاب من القرآن.
فالتميمة من القرآن الكريم جائزة عند السلف الصالح، لكن أي تميمة بما فيها الكف والرجل والطفل والنعل كلها أشياء مرفوضة ولم ترد فيها سنة أو آثار مقبولة.
أمّا إذا كانت تعاويذ تضم طلاسم أو أسماء جن أو عفاريت أو ادعاء أنها أسماء ملائكة، كل هذا تعليقه له إثم الشرك.
تمائم شرعية
وكانت دار الإفتاء المصرية قد ذكرت في فتوى سابقة أن تعليق التمائم المكتوب فيها آيات من القرآن الكريم وأدعية وأذكار جائز شرعًا، طالما أن المسلم يعتقد أن الله هو النافع الضار، وأنـها لا تعدو أن تكون من جملة الأسباب، وبشرط أن تصان عن الإهانة.
وشددت الإفتاء على أن اتخاذ التمائم الشرعية طلبًا للشفاء لا يلغي وجود الطب الجسماني، وإنـما ينبغي الاستفادة منهما دون إفراط في أحدهما أو تفريط في الآخر.
وأوضحت دار الإفتاء أن من أصول عقيدة المسلمين أنه لا أثر ذاتي لـمخلوق من المخلوقات، فمن اعتقد التأثير الذاتي في غير الله، فقد وقع في شرك، قال ابن حجر الهيتمي: «هذا جهل وضلال وهو من أكبر الكبائر، فإنه إن لم يكن شركًا فهو يؤدي إليه؛ إذ لا ينفع ويضر ويمنع ويدفع إلا الله تعالى».
أمّا إذا لم يعتقد أن التمائم مؤثرة بنفسها، فهناك حالتان: إما أن تكون من القرآن أو من غير القرآن، أما التي من غير القرآن فإما أن تكون من الأذكار والأوراد والكلام الطيب وهذا جائز، وإما أن تكون بخلاف ذلك من الطلاسم والكلام غير المفهوم في لغة العرب أو بلغة أخرى، وهذا غير جائز.
اقرأ أيضًا..
والتمائم التي من القرآن أو ما يندرج تحته في الحكم من الأذكار والأوراد والكلام الطيب ذهب جمهور الفقهاء -من الحنفية والمالكية والشافعية وفي رواية عن الإمام أحمد- إلى جواز تعليقها، واستدلوا بقوله تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا﴾ [الإسراء: 82].