كلام ستات

«رُب ضارةٍ نافعة».. للخلافات الزوجية أيضًا فوائد

الثلاثاء 15/يونيو/2021 - 03:12 م

للخلافات الزوجية أيضا فوائد

لا تستقيم الحياة سوى بوجود النقيضين، الحلو والمر، العذب والمالح، الأبيض والأسود، لذلك يعتبر الكثيرون أن الخلافات الزوجية بمثابة «بهارات» تضفي على الحياة مذاقًا خاصًا، بينما تعد الحياة الخالية من أي مشكلات مجرد روتين يومي لا طعم له ولا لون.

تجاذبات وجدانية

تؤكد الدكتورة سعاد شفيق أستاذ علم النفس، أن الجميع يسعى لحياة زوجية هادئة خالية من المشكلات، لكن لا بد من وجود بعد المنغصات البسيطة، وإلّا تعتبر مجرد حياة روتينية غير طبيعية بالمرة، مشيرة إلى أن المنغصات البسيطة والمشكلات العابرة تجدد العلاقة بين الزوجين وتمنحها مزيدا من القوة والمتانة، وفي علم النفس يوجد مصطلح مهم جدا هو «التجاذبات الوجدانية»، والذي يعني أن كل كراهية تستنبط حبا، وكل حب يستنبط كراهية، وبالتالي فإن الحياة الطبيعية لا تستقيم سوى بالنقيضين.

كلنا بشر

وأضاف شفيق لـ«هير نيوز»، أن البشر لا يوجد بينهم من هو كامل من كل شيء، ومع اختلاف الأذواق هناك بالضرورة ما نعيبه على الآخر، وما يعيبه الآخر علينا، هناك ما لا يعجبنا في الآخر، وعندما تطغى الجوانب السلبية وتتعدد المشكلات يبدأ الطرفان في إجراء مراجعة لأنفسهما، فيعودان إلى التوافق وتستقيم الحياة.

فرصة للتجديد

واعتبرت الدكتورة سعاد شفيق، أن الخلافات الزوجية ضرورة لاستمرار العلاقة بين الطرفين، وتمثل فرصة حقيقية للزوجين ليتعرف كل منهما على الآخر بشكل أوضح عندما يظهر أمامه الوجه المغاير الذي لم يألفه منه، وتبدأ الفرصة للتجديد ووضع أسس للتعامل مستقبلًا يحرص خلالها كل منهما على تلافي ما يثير غضب الآخر.

رُب ضارة نافعة

وأوضحت أستاذة علم الاجتماع، أن الناس يعتقدون ان للمشكلات وجهًا واحدًا فقط هو الأذى والضرر، لكن الحقيقة أن لها جانبًا إيجابيًا، وقديمًا قالوا في الأمثال «رُب ضارةٍ نافعة»، وهو ما يمكن اعتباره فائدة وملمحًا إيجابيًا لأي مشكلة فمن خلالها يتعرف كل طرف عما يغضب أو الآخر أو يُسعده، فيبدأ في ‏مراعاة ذلك خلال تعاملاته معه.