ما بين "جهاز ابنتها.. وهروب زوجها".. قصص لغارمات كبلتهنّ أصفاد السجون
الجمعة 11/يونيو/2021 - 01:31 م
جيهان محروس
حفنة جنيهات قد تزج بك خلف أسوار السجون، حفنة جنيهات قد تُفقد أبناء أمهاتهم لسنوات، ليس لأنها مرتشية أو سارقة أو قاتلة، ولكن لأنها استدانت لسد احتياج، فنالت لقب "الغارمة".
"الغارمات" ظاهرة اجتماعية تؤرّق المجتمع المصرى؛ مما جعل الدولة تنتفض لها، وتطلق عدة مبادرات للقضاء عليها، سواء من خلال الجهات الرسمية أو غير الرسمية "الجمعيات والمؤسسات الخيرية"، منها مبادرة "مصر بلا غارمين"، و"سجون بلا غارمات"، و"مستورة"، وتم رصد ما يقرب من 30 مليون جنيه لتنفيذ تلك المبادرة، بالإضافة إلى الإفراج عن 6.400 حالة من مختلف السجون حتى عام 2019.
وخلف هذه الظاهرة تكثر الروايات التي يأنّ لها القلب وتدمع لها العينان، "هير نيوز" التقت مع بعض من أصحابها ليحكوا ذاك.
عجز أبي
السجن فى إيصالات أمانة، بقيمة 30 ألف جنيه، كان مصير "عزة" التي قضت نصف مدة سجنها وخرجت مع من خرجن من الغارمات في إحدى المبادرات منذ عدة أعوام، تقول "عزة" مرض أبي وعجزه بعد إصابة في عمله، جعلني أنا من أعول البيت، أصبحت أنفق على 3 إخوة في الدراسة، وأبي العاجز، الذي ما إن ننتهي من إجراء عملية جراحية له، حتى نبدأ في أخرى، فاضطررت للاستدانة وكتابة إيصالات، لكني لم أستطع الوفاء بكل الدين، وألقي القبض عليّ لتعثري فى السداد.
جهاز الابنة اليتيمة
"سناء" أمضت عقوبة حبس 5 سنوات، بسبب جهاز ابنتها، فهي أرملة منذ أكثر من عشر سنوات، ولم تجد من يساعدها من الأهل، فالكل يتحجج بسوء الحال، كل ما أرادته هو "سترة بنتي الوحيدة" كما قالت، مضيفة: "كنت أريد أن أفرح بها مثل باقي الأمهات، وأن أجد فى عينيها الفرحة التي حرمت منها كثيرًا بسبب ضيق الحال، فما إن طرق بابنا ابن الحلال، حتى بدأت بالسعي لتجهيزها، فقمت بشراء أجهزة ومفروشات بإجمالي 20 ألف جنيه بعد إضافة صاحب المحل فائدة عليها، وكنت أسدها بانتظام حتى تم تسريحي من عملي أنا والكثيرات، فبدأت في التعثر في السداد".
مؤسسة خيرية
أما "هالة" فكان لها نصيب في هذه المأساة، حينما قررت أن تضمن زوجها في شراء سيارة أجرة "تاكسي"، وكتبت هي "شيكات" لصحاب معرض السيارات، موقعة منها، تقول "هالة" كان حلم زوجي عمل أي مشروع للإنفاق على أبنائنا، ولأنه كان سائقًا في أحد المصانع، قبل أن يتم الاستغناء عنه، عقب ثورة 25 يناير، قررنا أن نشتري "تاكسي"، لكنه لم يجد من يضمنه، فاقترح البائع أن أضمنه أنا، وبهذا سيكون زوجي مضطرًّا للسداد في موعده، وبالفعل وافقت وكان الأمر جيدًا في البداية، حتى تبدّل الحال بزوجي وتغير جدًّا، حتى جاء يوم واختفى هو والـ "تاكسى"، ولم أعلم عنه شيئًا حتى الآن، فما كان من البائع سوى أن سلّم الـ "شيكات" للشرطة وتم إلقاء القبض عليَّ، لكن هالة لم تسجن كما تقول: "لقد أرشدني أولاد الحلال إلى إحدى المؤسسات الخيرية التي تتكفل بالغارمات، وتم سداد المبلغ المتبقى وهو 20 ألف جنيه".