الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

بين الفرح والآلام.. "الغارمات" ضحية عادات وتقاليد واهية

الخميس 27/مايو/2021 - 12:48 م
الغارمات ضحية عادات
"الغارمات" ضحية عادات وتقاليد واهية

عادات اجتماعية كارثية تؤدي إلى الوقوف خلف القضبان الحديدية والزج بالنساء في السجون، تلك التي تنفذها نسوة من المجتمع كشفت إحصائية أنهن يمثلن 30% من السجينات "الغارمات".

وتسعى كل أم أن تجهز ابنتها للزفاف في أبهى صورة لإسعادها في يوم العمر الذي تحلم به لكي تبدأ هذه الفتاة حياة زوجية سعيدة، ولكن الأم تفتح الباب للذهاب إلى الوقوف خلف القضبان، بسبب شرائها لجميع الأجهزة أو معظمها بالتقسيط من أجل "لازم بنتي مينقصهاش حاجة في بيتها.. هجيبلها كل حاجة من الإبرة للصاروخ".

الغارمات ضحية موروثات وعادات وتقاليد خاطئة

نجد في بعض المدن وحتى المراكز والقرى والنجوع عادات خاطئة وكارثية تجبر أولياء الأمور وخاصة الأمهات على تجهيز البنات بتكاليف خرافية، رغم أن عش الزوجية الذي ستنتقل إليه الزوجة من الممكن ألا يسع كل هذه الأجهزة، فنجد أنها تشتري جهاز ابنتها بمائة أو مائتي ألف جنيه، على الرغم من أنها لا تملك هذا المبلغ، الأمر الذي يضطرها إلى التقسيط والإمضاء على وصولات الأمانة.

ومع مرور الوقت نجد أن الابنة تزوجت وأنجبت والأم لا تزال تسدد ثمن هذه الأجهزة، أو تعجز عن السداد فيتم الزج بها في السجن لتبدأ رحلتها في "غيابات السجون".

آراء العلماء في قضية الغارمات

أكدت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أنها حينما استمعت لأقوال الغارمات خلال ندواتها في بعض السجون، وجدت أسباب واهية أدت للكارثة بفقد هذه المرأة حريتها والزج بها في السجن من أجل أن تشتري لابنتها "غسالتين، وثلاجتين، وجميع الأجهزة بمعدل الضعف"، فضلًا عن أنهن لا يملكن ثمن المبلغ المطلوب لشراء هذه الأجهزة.

وأوضحت "آمنة نصير"، أن هذه العادات والتقاليد خلقت أزمة فعلية في المجتمع، حيث أنها زادت من نسبة الغارمات في السجون؛ لذا وجهتهن بعدم شراء الأجهزة والمستلزمات إلا بقدر الحاجة: "لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها".

قصص وأوجاع بسبب الموروثات والعادات والتقاليد

قالت "سامية. ع"، إحدى الغارمات، إنها ربت 5 بنات، ثلاث من بناتها واثنين من بنات ابنها الذي توفي في سن مبكر، وحينما أتى سن زواجهن وجاء لخطبتهن الشباب كان عليها أن تجهزهن وبدأت الإمضاء على وصولات الأمانة، وتشتري الأجهزة والمستلزمات بالقسط وتعجز عن السداد؛ ولذلك تم الزج بها في السجن.

وأضافت "شكرية. ع": "أنها من محافظة الشرقية وتعيش حاليا في محافظة الإسماعيلية فلم تستطع أن تقف عاجزة أمام صرخات زوجها من الألم أو أن تقف مكتوفة الأيدي وهى ترى المرض ينهش في كبد والد أبنائها الستة وهي لا تعمل وليس لديهم مصدر دخل غير راتب زوجها البسيط الذي لا يكفى أياما قليلة من الشهر فكانت كلما اشتد المرض على زوجها وتريد أن تشترى له العلاج تذهب إلى أحد معارض الأجهزة وتشترى منهم بالتقسيط لتبيعها وتشتري العلاج أو تشتري حقنة أو تجري له عملية بذل.
وتابعت: عندما لم أنتظم في السداد بانتظام رُفعت عليَّ قضية بوصل الأمانة الذي يحمل توقيعي وهربا من القضية تركت بلدي الشرقية وعشت في الإسماعيلية ولكن الحكومة عرفت مكاننا وقمت بتنفيذ الحكم وقضيت 25 شهرا داخل السجن إلى أن تدخلت مصر الخير وسددت ديني".

ads