خطيبي يسألني عن الماضي..هل أحكي له ؟ د.علي جمعة يجيب
الثلاثاء 08/يونيو/2021 - 01:47 م
سمر دسوقي
خطيبي يسألني عن الماضي.. سؤال يتردد على أذهان الكثير من الشباب المقبلين على الخطبة والذين يصرون على معرفة ماضي المخطوبة، فهل يحق للخاطب التفتيش عن كل كبيرة وصغيرة في حياة من يتقدم لخطبتها؟..
خطيبي يسألني عن الماضي
يجيب الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق علي حيرة البنات اللاتي يبحثن عن إجابة لسؤال خطيبي يسألني عن الماضي فيقول: الصحابة رضوان الله عليهم لم يفعلوا ذلك بل تزوجوا صحابيات كن بالأمس من المشركات وأسلمن اليوم.فتزوج الصحابة وكانوا هم أيضا مشركين وأسلموا، الماضي ذهب وانتهى الأمر ولن يسأل عنه احد وليس له معنى ولا فائدة في مستقبل الأيام.
لا مانع إذا أرادت
يضيف الدكتور على جمعة قائلا: يمكن للخاطب أن يسأل من يريد خطبتها فإن أرادت أن تقول فلا مانع.
ليست شفافية بل فضيحة
والتفتيش في الماضي يعني أن الخاطب أيضا سيحكي عن ماضيه وهنا تحدث المجاهرة، فلا هي مكلفة بالحكي عن الماضي ولا هو كذلك ولا الاطلاع على الماضي له أي أساس، هذه ليست شفافية بل فضيحة، لو شاب أو فتاة أقدم على ذنب ما الداعي لأن يتكلم عنه؟.
اقرأ أيضا.. هل التصريح بالحب للمخطوبة والخروج معها حرام؟.. "الإفتاء" تحسم الجدل
ويحكي الدكتور علي جمعة قائلا: عرضت علي حالة وقت أن كنت في لجنة الفتوى، فتاة أخطأت وبعدها جاء لها عريس، وقررت الإفصاح له من باب الشفافية فشكرها وقرر عدم إكمال الزواج، وتقدم لها شخص آخر وكانت على قدر من الجمال ومرغوبة في الزواج فصرحت له، فقرر ألا يكمل، وهو جالس على القهوة مع أصدقائه فسألوه عنها وحكى، أحد أصدقائه سمع حكايتها فذهب لها وراودها عن نفسها، فرفضت، فقال لها: هل هو حرام علي وحلال على من كان قبلي؟ فقالت له لكنني تبت، فسخر منها، وذهب وتكلم عنها بأنها تدعي الشرف، فتشجع رابع من الجلسة وذهب إليها فحكت له وكان يفكر في اغتصابها، وهي بلا عائل، فهكذا نحن نفسد في المجتمع تحت مسميات ليست اسمها، هذه ليست شفافية بل فضيحة، لو كانت لم تفصح من البداية لتزوجت وانتهى الأمر ولم يكن زوجها ليحاسب عليها بل سيثاب عنها وعلى أنه تزوجها في الحلال، واللقمة لو وضعها في فم زوجته فهي له صدقة.
نعمة الستر
والله سبحانه وتعالى أخفى علينا ما نفكر فيه فلا يعلم كل منا ما يفكر فيه الآخر، والستر نعمة كبيرة حتى لا يتسلط بعضنا على بعض، ومن كرم الله أن جعل المحاسبة ذاتية، لذلك فإن التفتيش في ماضي المخطوبة لا طائل من ورائه.