الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

«فاطمة المعدول».. النكسة كشفت براعتها في أدب الطفل

السبت 05/يونيو/2021 - 09:19 م
هير نيوز

شكلت نكسة 1967، مرحلة تحول في حياتها، كأي مصرية كشفت الهزيمة النكراء عن المارد الذي يسكن ضمير كلٍ منهن، فنفضن عن أنفسهن غبار الهزيمة، وقررن مواصلة الرحلة بمزيدٍ من التحدي والإصرار على تحقيق النصر.

أدب الطفل
المصريون جميعًا، رجالًا ونساءً، تسلحوا بالعزم والمثابرة، وكما كانت السنوات الست التي تلت النكسة مرحلة إعادة بناء قوات الجيش، فقد كانت أيضًا مرحلة لإعادة بناء النفوس على المستوى الشعبي، ليكون الجميع جنودًا في المعركة سواءً على خط النار أو على الجبهة الداخلية، فهناك على الشاطئ الغربي لقناة السويس اصطفت قوات جيشنا الباسل تواصل الليل بالنهار تدريبًا وإعدادًا، وأياديهم على الزناد في انتظار إشارة البدء والانطلاق نحو العبور.

بينما كان الكتاب والفنانون والمثقفون قوة مصر الناعمة وحماة جبهتها الداخلية أياديهم قابضة على سلاحهم القرطاس والقلم، ومن بين هؤلاء كانت الكاتبة فاطمة المعدول، التي رأت أنّ عليها مسؤولية مجتمعية، اختارت وجهتها من القاعدة حيث النشء شباب الغد وقادة المستقبل، فقررت العمل مع الأطفال بعد نكسة 1967، وعندما حلّ العام 1968 كانت في مقدمات المتطوعات للعمل في النشاط الثقافي، بهدف إعداد النشء وتثقيفه وشحنه بحب الوطن وأهمية القضية.

صناعة النصر
عندما تحقق النصر المؤزر في 1973م، كانت فرحة المعدول مختلفة عن الكثيرين، لشعورها بأنها شاركت ضمن كتيبة المثقفين في صناعة هذا الانتصار، من خلال الندوات التثقيفية والتوعوية التي شاركت فيها لشحن الطاقات وشحذ الهمم، بالإضافة إلى استغراقها في الكتابة للطفل والعمل مع النشء من خلال وظيفتها بمركز ثقافة الطفل في الثقافة الجماهيرية «هيئة قصور الثقافة حاليًا».

مرحلة مختلفة
ولأن مرحلة ما بعد أكتوبر 73م، تختلف كليًا وجزئيًا عمّا عداها من مراحل في تاريخ مصر السياسي والاجتماعي، رأت المعدول أنّ عليها الاستعداد جيدًا للمرحلة المقبلة من خلال صقل موهبتها في الكتابة والاطلاع على تجارب الآخرين بشكل عملي، فسافرت إلى المجر في بعثة رسمية لدراسة مسرح الطفل، ما كان له أثر بالغ في تجربتها الإبداعية التي أثمرت 50 كتابًا في أدب الطفل، فضلًا عن إخراجها وتأليفها لعشرات المسرحيات للنشء.

اقرأ أيضًا.. 

قصة الشبكة وقائمة الجهاز
في معهد الفنون المسرحية، تعرفت إلى المسرحي البارع لينين الرملي، والذي كان يكبرها بـ3 سنوات، وارتبطا بعد قصة حب ملتهبة، ولأنهما كانا في مقتبل حياتهما ولكل منهما مشروعه الإبداعي، لم تصرّ هي على تحرير قائمة جهاز، واكتفيا بدبلتين كان ثمنهما 13 جنيهًا فقط، وتزوجا في شقة بالإيجار بجوار ضريح سعد زغلول شارع قصر العيني، وانطلقا يتسلحان بالحب في مواجهة الحياة حتى تحقق لكل منهما ما أراد من نجاح على المستوى الإبداعي، ساعدهما في ذلك تفهّم أسرتيهما لموقفهما فلم تصر أي من العائلتين على التقاليد المعروفة لإتمام الزفاف.

ads