منوعات

الانفصال العاطفي.. حينما يتحول الأب لـ«حصالة».. وخبيرة: «دمار نفسي للزوجات»

الخميس 03/يونيو/2021 - 04:11 ص

الانفصال العاطفي.. حينما يتحول الأب لـ«حصالة».. وخبيرة:«دمار

ساندي جرجس

خلف الجدران كواليس عديدة من المشكلات سجلتها دفاتر محاكم الأسرة، ما بين الخيانة والبخل والشرف وغيرها تختلف الأسباب، حينها تقرر الزوجة الانفصال عن زوجها.

نماذج من السيدات تجسدن صورة مأساوية لما عانين من تعرضهن للضغوط النفسية خلال الفترة الماضية، إلا أن هناك أخريات تعانين الأمرين، أجبرتهن الظروف المعيشة مع أشخاص غير مرغوب فيهم كرجال، ومع مسؤولية تربية الأطفال والخوف من نظرات المجتمع لهن رضخن على العيش مع أزواجهن بصورة شكلية فقط، يكون فيها الأب مجرد حصالة لهن يقدم لها المال في سبيل تربية الأبناء فقط.

تجارب السيدات مع الانفصال العاطفي

أمل، زوجة أربعينية وأم لثلاثة أبناء، قالت إن الحياة مع زوجها أصبحت مُستحيلة منذ حوالي خمسة سنوات ولكنها مازالت تعيش معه تحت سقف واحد، فتظهر حياتها للناس مستقرة وتعيش حياة زوجية طبيعية ولكن الحقيقة عكس ذلك تمامًا فهي في الواقع لا تفرق شيء عن المرأة المطلقة.

وأضافت: "أعيش معه من أجل أطفالي حتى لا اسبب في تشتتهم أو إصابتهم بأمراض وعقد نفسية عند انفصالي عن والدهم، ومن جهة أخرى أخاف من المجتمع وحديث الناس عني بعد الطلاق، فأصبحت وظيفتي هي تحضير الطعام للزوج والأبناء والاهتمام بتنظيف المنزل وتربية أبنائي بشكل سليم، أما عن زوجي فهو مجرد رجل في المنزل يمنحنا المال لنعيش ويذهب للعمل وهكذا تستمر الحياة".

الانفصال بالاتفاق

القصة لن تختلف كثيرًا مع سهام، (45 عاما) التي قالت: "الزواج بالنسبة لي ليس هو الأوراق والوثائق التي تثبت أني امرأة متزوجة، ولكنه مودة ورحمة وحب وإذا غابت تلك الصفات لم يعد زواج أبدا، ما زلت امرأة متزوجة على الأوراق والوثائق ولكني منفصلة عن زوجي من سنوات فالحياة تكون مستحيلة مع شخص أناني لا يحب سوى نفسه ولكن يسبب أبنائي قررت أن نأخذ قرار انا وزوجي أن نكون في منزل واحد فقط من أجل أبنائنا ولكن لا نعيش حياتنا الطبيعية مثل المتزوجون".

وأضافت: "لا يربطني به سوى أبنائنا اليوم، ولكن يتحجج كل منا ليقضي عدة أيام خارج المنزل ويترك الأطفال مع الآخر، أو يقضي ساعات طويلة للعمل ولا نتحدث إلا بشكل تمثيل ونفاق أمام الأبناء وفي غيابهم لا تجمعنا صلة ببعضنا، واتحمل تلك المعاناة من أجل أبنائي فقط".

الانفصال العاطفي

وعلّقت استشاري العلاقات الزوجية، الدكتورة نصرة السيد، على قضية الانفصال العاطفي قائلة: "الزواج يجب أن يكون له معايير من بداية الارتباط لا يتخلى عنها الطرفين فهو عهد يجب الالتزام به أمام الله، وظاهرة الانفصال العاطفي بين الزوجين تمثل خطر كبير على المرأة فهي تضغط على مشاعرها وصحتها النفسية وتحرم نفسها من العيش بشكل طبيعي والاستمتاع بالحياة".

وأضافت: "تفكير المرأة بتلك الطريقة خاطئ تمامًا فهي تظلم نفسها، وبالفعل تربي أطفال مرهقين نفسيًا ومحرومين من الحياة في مناخ أسري ملائم، فأحيانًا يكون الانفصال أفضل حل للأطفال وللحفاظ عليهم، وفي الوقت نفسه تستمر الحياة وتستكمل المرأة حياتها بشكل طبيعي وبكل حرية حتى لو كانت بمفردها دون رجل".