أول عربية تحصل على الدكتوراه في الوراثة البشرية.. «سامية التمتامي» اكتشفت 40 مرضا وفازت بجائزة النيل
الثلاثاء 01/يونيو/2021 - 01:48 م
في عام 1957م، أعلنت كلية الطب جامعة القاهرة نتيجة امتحانات البكالوريوس، ليتصدر اسم الطالبة سامية التمتامي، ابنة محافظة البحيرة كشوف الناجحين، وتحل في الترتيب الأول على الطالبات الإناث، ليكرمها الرئيس جمال عبد الناصر ويمنحها شهادة تقدير لتفوقها ونبوغها.
رحلتها العملية
تسلمت عملها فور التخرج، في مستشفى أبو الريش للأطفال التابع لجامعة القاهرة، ثم حصلت على درجة الدبلوم في طب الأطفال، وكانت الأولى على الدفعة، وعندما تزوجت من زميلها الطبيب مصطفى رأفت محمود، سافرا عام 1961 لدراسة الدكتوراه في أمريكا، وبالتحديد في جامعة جونز هوبكنز ببالتيمور في ميريلاند. وعملت تحت إشراف البروفسور فكتور مكيوزيك رائد الوراثة البشرية، وأعدت رسالة الدكتوراه في مجلدين ضخمين، ثم عادا إلى مصر سنة 1966 رغم عدة عروض أمريكية مغرية، لتصبح أول امرأة عربية تحصل على الدكتوراه في علوم الوراثة البشرية.
عروض مغرية
لم تلتفت الدكتورة سامية للعروض المغرية التي تلقتها في الولايات المتحدة الأمريكية، من اجل البقاء هناك، وآثرت ان تعود إلى مصر لتسدد ضريبة الوطنية، وهي الغريزة التي زرعها فيها والدها الذى كان مديرًا للجهاز المركزي للمحاسبات، ووالدتها التي كانت تعمل مدرِّسة، حيث حرص أبواها على تنشئتها وإخوتها الأربعة على إعطاء الأولوية في الحياة للعلم وليس للمادة.
الوراثة البشرية
بعد عودتها إلى مصر كانت تقضي وقتها بين المعمل والمستشفى حتى نجحت في اكتشاف أكثر من أربعين مرضًا وراثيًا مسجلًا باسمها في المراجع العلمية العالمية، وأشرفت على 60 رسالة دكتوراه و50 رسالة ماجستير، علاوة على اضطلاعها في تأسيس شعبة للوراثة البشرية بكلية الطب، تضم 7 أقسام ويعمل بها أكثر من 100 باحث مثلون الكتلة الحرجة من خيرة العلماء المصريين في مجال الوراثة البشرية وأبحاث الجينوم.
جائزة النيل
الدكتورة سامية التمتامي، كرمها الرئيس عبد الفتاح السيسي بمنحها جائزة النيل، بالإضافة على حصولها على جائزة الدولة التقديرية والعديد من الأنواط والأوسمة وتم اختيارها ضمن أكثر 50 شخصية مؤثرة عام 2017، وكان آخر أعمالها مشاركتها كعضو في مجلس برنامج الجينوم المرجعي للمصريين وقدماء المصريين بأكاديمية البحث العلمي، والذى اعتمده السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي مشروعا قوميا في الأول من مارس 2021.
إسدال الستار
وأعلنت أسرتها اليوم الثلاثاء أول يونيو 2021م، وفاة الدكتورة سامية التمتامي، ليسدل الستار على رحلة حافلة بالعطاء والعلم والوطنية، ونعتها أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا في بيان جاء فيه «تنعى أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا بمزيد من الحزن العالمة المصرية العالمية الأستاذة الدكتورة سامية التمتامى التى وافتها المنية صباح اليوم، والأستاذة الدكتورة سامية التمتامى هى مؤسس شعبة الوراثة البشرية في مصرومن رواد علم الوراثة البشرية حول العالم، وصاحبة أكبر مدرسة علمية فى مجال الوراثة البشرية وأبحاث الجينوم تخرج منها ما يقرب من مئة أستاذ وباحث يمثلون الكتلة الحرجة من خيرة العلماء المصريين فى الوراثة البشرية وأبحاث الجينوم، واكتشفت الراحلة أكثر من أربعين مرضًا وراثيًا مسجلًا باسمها في المراجع العلمية العالمية وتُعرف بـ Timtamy Syndrome».
فى تصريحات سابقة لها أكدت الدكتورة سامية التمتامى أن علم الوراثة أكثر ارتباطا بالصحة والمرض ومسئول عن كل صفات الإنسان وشكله وشخصيته وتفكيره ومستوى ذكائه لأن أى مرض يهاجم الإنسان أساسه الجينات الوراثية.
وأضافت أن مشروع الجينوم المصرى كان حلما من أحلامى منذ عشرات السنين وبدأنا فى تحقيقه وكنت سعيدة لاختيارى عضوا بالمجلس القومى للجينوم لأننا من خلال هذا المشروع القومى العملاق نستطيع التنبؤ ومعرفة نوعية الأمراض المرتبطة بمجتمعاتنا من خلال دراسة الخواص الوراثية للإنسان التى يمكن من خلالها معرفة الأمراض التى يمكن أن تصيب الشخص فى المستقبل مثل أمراض السكر والضغط وبعض أنواع السرطانات مما يساعد على الوقاية من هذه الأمراض مبكرا قبل الإصابة.
وأكدت أن دراسة الجينوم مختلفة عن دراسة الطب لأننا نحاول فهم مسببات المرض قبل حدوثه والبحث عن كيفية الحد من الإصابة، فعلى سبيل المثال فى بعض أنواع السرطانات ساهمت معرفة الجين المسبب للمرض فى ابتكار العلاج الموجه بطرق سليمة مما ساعد فى ارتفاع نسب الشفاء.
وبشكل عام فإن علم الجينات هو مستقبل الطب وهو الخطوة الأساسية لتطور العلم ومواكبة أحدث الأبحاث العالمية.
وأشارت أن للمرأة دورا كبيرا فى أبحاث علم الوراثة، وهناك أجيال من الباحثات المصريات يكملن المسيرة العلمية لعلم الوراثة فى مواقع عدة مثل المركز القومى للبحوث ووحدة أبحاث د.مجدى يعقوب ومدينة زويل وغيرها من الجامعات حيث تتقلد الباحثة المصرية مكانة مهمة فى هذا المجال ومنهن من حصلن على جوائز عالمية ومحلية فى هذا المجال