مفتي الجمهورية عن سيد قطب وأتباعه: يزيفون الحق ويجعلون الكذب صدقا
السبت 29/مايو/2021 - 01:31 م
سمر دسوقي
فند الأستاذ الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم أفكار سيد قطب، مشيرا إلى أنها تؤكد حتمية الصراع مع المجتمع بكافة مكوناته سواء القوات الأمنية والعسكرية أو المجتمع المدني لنشر تلك الأفكار، وبالتالي يصبح القتل والتدمير وأخذ الأموال داخلًا في حيز الإباحة عنده من أجل إعادة الناس عن جاهليتهم.
سيد قطب
وأشار خلال لقائه الأسبوعي في برنامج "نظرة" مع الإعلامي حمدي رزق، إلى أن هناك عدة كتب نافعة حللت شخصية سيد قطب ككتب حلمي النمنم الذي برع في كشف شخصيته وحللها تحليلًا جيدًا موضحًا أنه تذبذب وتحول في حياته كثيرًا.
أكاذيب
وعن تشكيك هؤلاء المتطرفين في الأحاديث النبوية المذكورة في خيرية الجيش المصري والأحاديث التي وردت في فضله، قال مفتي الجمهورية:إن هذه الأحاديث صحيحة المعاني والأسانيد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا مطعن على مضامينها بوجه من الوجوه، وقد وردت بأكثر ألفاظها في خطبة عمرو بن العاص رضي الله عنه، وهي خطبة ثابتة مقبولة صحيحة بشواهدها، رواها أهل مصر وقبلوها، ولم يتسلط عليها بالإنكار أو التضعيف أحد يُنسَب إلى العلم في قديم الدهر أو حديثه، ولا عبرة بمن يردُّها أو يطعن فيها في هذه الأزمان هوًى منه أو جهلًا.
الكلام الباطل
وأضاف أن هؤلاء يرددون كلامًا باطلًا من الناحية العلمية والواقعية، وعلى المصريين أن ينفضوا عن أنفسهم كل هذه الأكاذيب التي ليس لها أساس من الصحة، وأن هذه المقولات المشككة في خيرية الجيش المصري العظيم لم تتردد إلا بعد أحداث ثورة يونيو 2013، فالجيش المصري العظيم انحاز لإرادة شعبه في جميع التغيرات السياسية، وهذا الانحياز لم يعجب البعض فأخذ يشكك في وطنية الجيش المصري الذي يقف بجانب الشعب على مدار التاريخ، فضلًا عن أن هؤلاء المتطرفين كانوا يستشهدون بهذه الأحاديث قبل ثورة 30 يونيو؛ مما يدل على افتقادهم للصدق والمنهجية.
استدلالات خاطئة
واستعرض فضيلة مفتي الديار المصرية الأستاذ الدكتور شوقي علام الأدلة التي يتخذها هؤلاء مبررًا لإعلان حرب مفتوحة ضد الأبرياء والآمنين، ومنها الآية المسماة بآية السيف، وهي الآية الخامسة من سورة التوبة قائلًا: "لا يوجد في القرآن الكريم لفظ السيف، ولكن فهم المتطرفون الآية فهمًا خاطئًا من منطلق أنهم يأتون على كل المجتمعات التي لا توافق أفكارهم بالتكفير" مؤكدًا أن تفسير الآية التي يستشهدون بها على ذلك وهي قوله عز وجل: {فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ...} يجب أن يتم بقواعد لغة العرب، ولفظ المشركين الوارد في الآية ليس على العموم، بل يقصد به مجموعة معينة من المشركين المعيَّنين المحددين، بمعنى أن "الـــــ" هنا للعهد وليست للجنس كما يقول العلماء، ولا تفيد العموم، أو يمكن القول بأن لفظ المشركين هو للعموم ولكنه عموم أُريد به الخصوص، فهؤلاء الناس المخصوصون المحدودون الذين يعلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعلمهم المسلمون هم هؤلاء الذين ورد النص بخصوصهم ولا ينسحب على كل إنسان بدليل أن الله سبحانه وتعالى قال بعد هذه الآيات: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ} [التوبة: 6]".