«أم المساكين».. كم مرة تزوجت «فاطمة» حفيدة الإمام علي بن أبي طالب؟
الخميس 27/مايو/2021 - 09:50 م
في حي الدرب الأحمر بـ وسط القاهرة، يتوافد الناس من مختلف المحافظات محملين بما لذ وطاب من طعامٍ وشرابِِ للإقامة أيامًا في حضرة صاحبة المقام الرفيع والنسب العليِّ السيدة فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب، التي تحمل اسم جدتها السيدة فاطمة الزهراء ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقيم المريدون في رحاب مسجدها العامر، يتوسلون إلى الله ويطلبون منه سبحانه المدد والعون على كل ما يواجههم من أوجاعٍ ومصاعب.
اختبار صعب
في يوم من أيام العام الحادي والستين هجريًا تحرك الحسين بن علي رضي الله عنهما إلى الكوفة في العراق تلبيةً لنداء أهلها، في وقت كانت تموج الدولة الإسلامية في بحر من الصراعات السياسية والأحداث المتلاحقة، ومعه أسرته فكان استشهاده في كربلاء، فعانت السيدة فاطمة بنت الحسين كثيرًا في كربلاء وهي تشهد استشهاد أخوتها وأولاد عمومتها واحدًا تلو الآخر.
ثم فُجعت بما حدث لأبيها واكتملت مأساتها عندما سيقت في موكب إلى قصر يزيد بن معاوية في دمشق، كل هذا تقبلته السيدة فاطمة راضية مؤمنة بقضاء الله وقدره، وكانت السيدة فاطمة بنت الحسين أشبه الناس بجدتها الزهراء، وقد تزوجت من ابن عمها الحسن المثنى بن الحسن بن علي وأنجبت له ثلاثة أبناء كان أكبرهم السيد عبد الله المحض وسمي بالمحض لأنه أول حسني يجمع بين نسب الحسن والحسين فهو حسني محض أي خالص، وقيل سُمي عبد الله المحض أي الخالص العبودية لله عزَّ وجلَّ.
وبعد وفاة زوجها الحسن المثنى حزنت السيدة فاطمة حزنًا عظيمًا حتى إنها ضربت فسطاطًا على قبره لا تبارحه لمدة عام كامل حتى هدها الحزن وأعياها الهم ففزعت لها والدتها وأمرتها بترك موضعها، وأقسمت ألا تبارح مكانها تحت الشمس حتى تمتثل ابنتها لأوامرها فاستجابت السيدة فاطمة شفقة بأمها.
زواجها من حفيد عثمان
تزوجت بعدها من عبد الله بن عمرو حفيد عثمان بن عفان، على مهر يقدر بألف ألف درهم أي مليون درهم، وأنجبت له ثلاثة أبناء قتلوا فيما بعد مع إخوانهم أولاد الحسن المثنى في سجون أبي جعفر المنصور الخليفة العباسي، ونالت السيدة فاطمة ميراثها من العلم النبوي فروت الأحاديث الشريفة عن جدتها الزهراء وأبيها الحسين وعمتها السيدة زينب بنت علي وأخيها علي زين العابدين وأم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبي بكر وحبر الأمة عبد الله بن عباس بالإضافة إلى سيدنا بلال بن رباح والصحابية الجليلة أسماء بنت عميس.
اقرأ أيضًا..
رحلتها إلى القاهرة
واستمرت حياتها في المدينة ثم انتقلت إلى القاهرة مع زوجها عبد الله بن عمرو وابنتهما السيدة رقية وتوفي زوجها بالقاهرة ولم تبارحها بعدها وأقامت بالدرب الأحمر وتجمع حولها المصريون يستزيدون من علمها وينهلون من بركاتها فكانت تعقد مجلسًا أسبوعيًا للعلم يوم الثلاثاء ترد فيه كما اشتهرت بأم اليتامى وأم المساكين لعطفها على كل من يطرق بابها حتى إنها قدمت مصر يرافقها سبع بنات تيتمن بعد مأساة كربلاء لم يتركنها منذ ذاك الحين حتى إنهن دُفن بجوارها.