بإثبات حقوقها المادية والمعنوية.. الإسلام أعاد إلى المرأة إنسانيتها
الثلاثاء 25/مايو/2021 - 10:46 ص
حظيت قضية المرأة ومكانتها بمساحة كبيرة من الكتابات، خاصة بعد الشبهات التي حاول الغرب بثها عن ظلم الإسلام للمرأة، وأنه سلبها جميع حقوقها وأن المسلمين يعاملون المرأة معاملة سيئة ويعتبرونها مثل أي شيء في المنزل، إضافة إلى سلبها الحرية ومنعها من الخروج وعدم الاعتراف بحقوقها المادية وغيرها من الشبهات.
إن المتدبر للقرآن الكريم، يراه خص المرأة بحديث مستفيض، بين فيه حقوقها وواجباتها، ورفع شأنها، وأثنى عليها بما تستحقه من تكريم، وشملها في جميع تشريعاته بالرحمة والعدل، ووكل إليها أمورًا هامة في حياة المجتمع، وسوى بينها وبين الرجل في معظم شئون الحياة، ولم يفرق بينها إلا حيث تدعو إلى هذه التفرقة طبيعية كل من الجنسين، ومراعاة المصلحة العامة والحفاظ على تماسك الأسرة واستقامة أحوالها، بل ومنفعة المرأة ذاتها..
من هنا تأتي أهمية كتاب المرأة في الإسلام وساهم في تأليفه ثلاثة من كبار المفكرين الإسلاميين البارزين ويأتي على رأسهم الشيخ محمد الغزالي والدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر والدكتور أحمد عمر هاشم الرئيس الأسبق لجامعة الأزهر.
الكتاب يحتوي على ثلاثة فصول، الأول يعالج قضية المرأة في ضوء السيرة النبوية، والفصل الثاني يتناول أوضاع المرأة ومكانتها كما جاءت في ضوء القرآن الكريم. وأما الفصل الثالث فيوضح مكانة المرأة قبل الإسلام. والزواج بين التحليل والتحريم، والبيت الزوجي له أسرار، والأسرة دعامة المجتمع، ودروس من حياة أمهات المؤمنين.
ويذكر الكتاب أن علاقة الرجل بالمرأة، وعلاقة المرأة بالرجل تحكمها الآية القرآنية الكريمة: هن لباس لكم وأنتم لباس لهن. وعلاقة بهذا التمازج تكاد تجعل من الرجل والمرأة كيانًا واحدًا، وشخصًا واحدًا، فالحقوق والواجبات متبادلة بينهما، ليكون البيت شركة استثمارية ومؤسسة تربوية.
ويلفت الكتاب النظر إلى أنه من الخطأ الفادح تصور أحد الجنسين متميزًا عن الآخر أو غريبًا عنه أو دونه مكانة حتى في مجال الحريات وفي مقدمتها الحرية الدينية، فقد أباح الإسلام أن تبقى المرأة اليهودية والمسيحية على دينها وهي زوجة لرجل مسلم وأم لأولاده.
وأشار الكتاب إلى أن المتدبر للقرآن الكريم، يراه قد خص المرأة بحديث مستفيض، بين فيه حقوقها وواجباتها، ورفع من شأنها، وأثنى عليها بما تستحقه من تكريم، وشملها في جميع تشريعاته بالرحمة والعدل، ووكل إليها أمورًا مهمة في حياة المجتمع، وسوى بينها وبين الرجل في معظم شؤون الحياة، ولم يفرق بينهما إلا حيث تدعو إلى هذه التفرقة طبيعة كل من الجنسين، ومراعاة المصلحة العامة للأمة، والحفاظ على تماسك الأسرة واستقامة أحوالها، بل منفعة المرأة ذاتها.
وجوه المساواة
ومن أبرز مظاهر تكريم القرآن للمرأة، ووجوه المساواة بينها وبين الرجل ما يأتي:
- تقرير أن المرأة والرجل من أصل واحد. وهذه الحقيقة نراها في آيات متعدد، منها قوله تعالى: يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها، وبث منهما رجالًا كثيرًا ونساء.. (الآية: 1 من سورة النساء).
- سوى الإسلام بين الرجل والمرأة في حق التعليم والثقافة لكل منهما، فقد أعطى المرأة الحق نفسه الذي أعطاه للرجل في هذه الشؤون، فأباح لها أن تحصل على ما تشاء الحصول عليه من علم نافع، وأدب رفيع، وثقافة متنوعة، ومعرفة مفيدة، بل إن شريعة الإسلام لتوجب عليها ذلك في الحدود اللازمة لوقوفها على أمور دينها، وحسن قيامها بوظائفها في هذه الحياة. وقد حث الرسول - صلى الله عليه وسلم - على طلب العلم، وجعله فريضة عليهن في هذه الحدود، فقال - صلى الله عليه وسلم - طلب العلم فريضة على كل مسلم أي على كل فرد مسلم، رجلًا كان أو امرأة بدون تفرقة بينهما. وكان النبي - صلى الله عليه وسلم- يجعل وقتًا للنساء يخصهن فيه بالإرشاد والتوجيه والتعليم والإجابة عن أسئلتهن.
فوارق طبيعية
ولكن هل معنى هذه المساواة، أنه لا توجد أية فوارق بين الرجل والمرأة؟ الحق أن شريعة الإسلام قد فرقت بين المرأة والرجل في أمور معينة، لأن العدالة، والمصلحة، وسعادة الجنسين، وطبيعة كل منهما تقتضي ذلك، إذ ما بالذات لا يتغير، والرجل رجل في خصائصه وتكوينه، والمرأة امرأة في خصائصها وتكوينها..
وقد أشار القرآن الكريم في مواطن متعددة، إلى تلك الفوارق بين الرجل والمرأة، ومن ذلك قوله تعالى: ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض، للرجال نصيب مما اكتسبوا، وللنساء نصيب مما اكتسبن، واسألوا الله من فضله، إن الله كان بكل شيء عليما (سورة النساء: الآية 32).
وقد ذكر المفسرون في سبب نزول هذه الآية روايات منها: ما أخرجه الإمام أحمد والترمذي، عن مجاهد قال: قالت أم سلمة: يا رسول الله، يغزو الرجال ولا نغزو، ولنا نصف الميراث، فأنزل الله هذه الآية. وقال قتادة: كان أهل الجاهلية لا يورثون النساء ولا الصبيان، فلما ورثوا وجعل للذكر مثل حظ الأنثيين، تمنت النساء أن لو جعلت أنصابهن كأنصاب الرجال. وقال الرجال: إنا نرجو أن نفضل على النساء بحسناتنا في الآخرة، كما فضلنا عليهن في الميراث، فنزلت هذه الآية.
ويؤكد الكتاب أن إقامة المجتمع الفاضل القوي لا تكون من السطح الخارجي، دون إرساء دعائم البناء وإقامة الأساس الذي يُبنى عليه المجتمع.
والأسرة هي دعامة المجتمع وهي الخلية الأولى الحية التي يتكون منها أفراده وتتلاقى فيها خلاياه، والأسرة القائمة على أسس سليمة صادرة من قيم فاضلة تقوم برسالتها خير قيام.
ولما كانت للأسرة في الإسلام هذه الأهمية، وكانت النظرة الحقيقية إليها على أنها أساس المجتمع فقد عني الإسلام عناية خاصة بشؤون الأسرة وبكل ما يتعلق بها من مبادئ تنهض على هداها كما عني بما يتصل بها من حقوق وواجبات، وبما لها وما عليها.
لم يفرق الإسلام بين الرجل والمرأة في طلب العلم، وإنما طلب منها التزويد بالعلم النافع، وبالثقافة المفيدة، وبالمعرفة التي تعود عليهم وعلى أمتهم بالخير. ولقد شرف الله تعالى - أهل العلم - سواء أكانوا من الرجال أم من النساء تشريفًا عظيمًا..
أباحت شريعة الإسلام للمرأة أن تختار الزوج الذي تريده إختيارًا حرًا لا إكراه معه ولا إجبار، وأوجبت على وليها أن يبدأ بأخذ رأيها عند زواجها، وأن يعرف رأيها قبل العقد، لأن الزواج معاشرة دائمة، ولا يدوم الوئام، ويبقى الود والإنسجام، مالم يعرف إنها راضية عنه..