نباتات ذكرها القرآن.. أوحى إلى نبي الله يوسف الطريقة المثلى لتخزين القمح
الثلاثاء 25/مايو/2021 - 10:58 ص
القمح من أقدم وأهم الأغذية التي عرفها الإنسان، ويعود إلى العصر الحجري، وموطنه الأصلي المشرق العربي، وأول من زرعه قدماء المصريين، ووجدت رسومه ونقوشه في كثير من الآثار، مما يظهر مكانته الكبرى، فلا يختلف اثنان على أن القمح هو العمود الفقري لحياة شعوب الأرض، والمصدر الرئيس لصنع الخبز في كل أنحاء الدنيا، لذا شغلت زراعته الإنسان قديمًا وحديثًا.
وورد ذكره في القرآن الكريم بأوصاف وكلمات ودلالات قاطعة تدل عليه وإن لم يذكر اسمه ولفظه بشكل مباشر وهو يعرف أيضًا بالحنطة والبر.
قال تعالى: «وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه انظروا إلى ثمرة إذا أثمر وينعه إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون» [الأنعام: الآية 99].
وقال تعالى: «ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد» [سورة ق: الآية 9].
وقال عز وجل: «والحب ذو العصف والريحان» [الرحمن: الآية 12].
وقال سبحانه: «مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم» [البقرة: الآية 261].
سبع بقرات
وقال سبحانه: «يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون. قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلًا مما تأكلون. ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلًا مما تحصنون. ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون» «يوسف» «الآيات 46-49».
وذهب العلماء والمفسرون إلى أن المقصود بالحب والسنابل في هذه الآيات هو القمح وإن كان يدخل معه الشعير وبعض الحبوب الأخرى، لكن يظل القمح هو عمدتها.. وتأتي التوصية الإلهية والإرشاد الرباني لسيدنا يوسف عليه السلام بترك القمح المخزون من أعوام الرخاء إلى أعوام الشدة في سنابله، وقال الإمام ابن كثير رحمه الله «تزرعون سبع سنين دأبا، أي يأتيكم الخصب والمطر سبع سنين متواليات. فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلًا مما تأكلون وما زرعتم في هذه السنين السبع فادخروه في سنبله ليكون أبقى له وأبعد عن الفساد، إلا المقدار الذي تأكلونه وليكن قليلًا لا تسرفون فيه، لتنتفعوا به في السبع الشداد التي تعقب السبع المتواليات، وهن البقرات العجاف اللاتي تأكلن السمان، لأن سني الجدب يؤكل فيها ما جمعوه في سني الخصب وهن السنبلات اليابسات.
يقول العلماء، إن هذه الآيات جاءت إلهامًا من الله سبحانه وتعالى لنبيه يوسف عليه السلام لكي ينصح بخزن المحاصيل الزراعية كالقمح والشعير والأرز في سنابلها.
وأكدت التجربة أنه أفضل نظام لحفظ تلك المحاصيل طالت مدد ذلك الحفظ أم قصرت، وقد طبقها يوسف عليه السلام لمدة وصلت الى خمس عشرة سنة دون أن تفسد وبقيت طوال هذه المدة محافظة على قيمتها الغذائية كاملة، وعلى حيويتها وقدرتها على الإنبات والنمو.
وقام الباحثون بتجربة حديثة أكدت نتائجها أن طريقة التخزين في قوله تعالى «فذروه في سنبله» هي الطريقة العلمية والعملية الأدق وأن الحبوب المخزونة في السنابل لا تتأثر كميتها وتحافظ على طاقتها، كما أظهرت النتائج أن السنابل لم يطرأ عليها أي تغير وبقيت على حالها 100 في المئة، وان كانت تفقد جزءًا من محتواها المائي مما يجعلها اكثر جفافا وأصلح للحفظ للإنبات، لأن وجود الماء يسهل تعفن القمح.
وفي هذه الأيام مازال القمح يخزن مفروطا من سنابله مما يعرضه لفساد كبير عند خزنه على الرغم من الاحتياطات الكثيرة التي تتخذ في صوامع ومخازن الغلال، مما يشهد للقرآن الكريم هذا الكتاب الخالد بأنه كلام الخالق العليم الحكيم سبحانه وتعالى، فما كان المصريون القدماء يعرفون طريقة لحفظ الغلال وخزنها إلا معزولة عن سنابلها، والأمر الإلهي بحفظها في سنابلها لم يدرك إلا بعد ما جاء من الله سبحانه وتعالى ليوسف عليه السلام، حيث كانت المجتمعات منذ العصور القديمة قبله تتخبط في المشاكل التي تعوق تخزين المواد الغذائية.
قيمة القمح
ويحتوي القمح على السكريات والبروتين والمواد الدهنية والألياف والأملاح المعدنية والفيتامينات، ومن فوائده الفريدة أنه مغذ ومنشط للجسم، ويمنع فقر الدم، وملين، ويمنع العجز الجنسي والعقم ويقوي العظام والأسنان والشعر، ويقي من تشنج الأعصاب، وينظم هرمونات الغدة الدرقية، ويعالج أمراض الصدر ومغلي النخالة، يسكن السعال، ويكافح انقباض المعدة ويهدئ ثورة الأمعاء الغليظة، والمطحون يزيل التورم والكدمات والتهاب وتهيج الجلد والحروق ويزيل القلق.
وبجانب ذلك، فإن القمح من أكثر أنواع الطعام إمدادا للجسم بالطاقة والفيتامينات لمن يقومون بمجهودات كبيرة، ويساعد في انتظام الجهاز الهضمي وإعادة بناء الخلايا، ويعتبر الدقيق الأسمر الغني بالنخالة أكثر الأنواع غنى بنسبة الفيتامينات والألياف والأملاح المعدنية.
الأبحاث العلمية
أظهر بحث حديث بجامعة كنساس أن القمح يتمتع بخصائص قوية مضادة للأورام السرطانية والأمراض الأخرى، وأوضح الباحثون أن العنصر النشط مضاد قوي للأكسدة، ولديه القدرة على قتل خلايا السرطان ومنعها من التكاثر.