كرمها السيسي وتغني بـ 4 لغات.. السوبرانو الصغيرة فاطمة سعيد
الأحد 23/مايو/2021 - 06:27 م
لم يكن عمرها قد تجاوز الخامسة والعشرين بعد، حين كرمها الرئيس عبد الفتاح السيسي بتقليدها وسام الابداع، وكرمها المجلس القومي للمرأة باعتبارها نموذجًا مشرّفًا للفتاة المصرية، بعد أن أبهرت العالم حين غنت بأربع لغات على خشبات أكبر مسارح أوروبا والعالم.
اتصال مفاجئ
في عام 2016، وبينما تؤدي السوبرانو المصرية فاطمة سعيد إحدى حفلاتها على مسرح الأوبرا الإيطالية، وأمام إعجاب الجماهير التي راحت تصفق تحيةً لفنها، قالت بصوت رقيق «أتمنى أن يصل فني إلى شوارع وحارات مصر»، ولم يمضِ أكثر من أسبوع واحد حتى فوجئت باتصال على هاتفها المحمول الذي نظرت في شاشته لتطالعها عبارة "برايفت نمبر"، فاعتقدت أن إحدى صديقاتها تمزح معها، فالتقطت الهاتف وضغطت زر الاستجابة لتجد المتحدث على الطرف الآخر مكتب الرئيس عبد الفتاح السيسي يدعوها للتكريم في مصر، في ختام المؤتمر الوطني الأول للشباب، صمتت لبعض الوقت تحاول استيعاب المفاجأة، ثم طلبت من المتحدث أن يعيد عليها ما قاله، فراح يؤكد لها أن القيادة السياسية في مصر الجديدة تنظر بعين الاعتبار إلى كل فنان مصري في الخارج باعتباره سفيرًا للبلاد، ولانها كان واحدة من خيرة السفراء ونموذجا رائعا لـ"قوة مصر الناعمة".
100 سنة للأمام
على منصة التكريم في مدينة شرم الشيخ، وقفت السوبرانو المصرية الشهيرة، لتؤكد، «الآن فقط شعرت بأن ألم السنين توقف، لقد عشت أياما صعبة في إيطاليا، ويأتي تكريم الرئيس السيسي لي اليوم بمثابة دفعة للعمل 100 سنة إلى الأمام».
ابنة الأهلاوي الشهير
فاطمة، المولودة في القاهرة عام 1991م، هي ابنة أحمد سعيد، السياسي الشهير ونائب رئيس النادي الأهلي، كانت تحب الموسيقى والغناء، اكتشف موهبتها في البداية معلم التربية الموسيقية بالمدرسة، والذي ساعدها بدوره في التعرف على نيفين علوبة، مدير التدريب بالأوبرا، ووقفت "سعيد" لأول مرة على مسرح الأوبرا عام 2005، قبل أن يتم اختيارها للمشاركة في مسابقة يتم تنظيمها في ألمانيا سنويًا، وفازت بالمركز الأول 4 مرات، ومن خلال هذه المسابقة حصلت على منحة لدراسة الموسيقى في إيطاليا.
حكاية حسن كامي
في إيطاليا انضمت لأوبرا لاسكالا، ولأن نفقات الدراسة هناك مرتفعة جدًا ولم تستطع الإقامة في فندق وأرشدها زملاء لها للسكن في منزل الموسيقار العالمي فيردي وهو منزل كان اشتراه فيردي قبل وفاته وخصصه للموسيقيين كبار السن في بادئ الأمر ثم ضم بعد ذلك شباب الموسيقيين، وكانت المفاجأة، حين تعرفت هناك إلى الفنان الأوبرالي الراحل حسن كامي، في إحدى زياراته لمدينة ميلانو، الذي أعجب بفنها فبدأ يسألها عن اسمها لتكتشف أنه ابن عمة والدتها، ليبدأ في الاهتمام بها ومساعدتها في صقل موهبتها.
السوبرانو الصغيرة
تحمل سعيد لقب “السوبرانو”، وهو لقب أوبرالي يُمثل درجة عالية من إتقان الغناء قلما تحوزه فتاة شابة لم تتجاوز الثلاثين من عمرها، ويبدو صوتها وهي تُغرّد بأغان ساحرة باللغات العربية والفرنسية والإسبانية والإيطالية دافئا شجيا وقريبا من النفس، وهو يحكي حكايات إنسانية تمس الوجدان وتصل إلى القلب وتبعث في المتلقي شعورا غامرا بالسعادة والبهجة، حتى وإن لم يكن هذا المتلقي يفهم كلمات الأغنية المطروحة بلغة مغايرة، واختارتها مجلة “أوبر” الألمانية، كشخصية لغلافها عدد شهر أكتوبر الماضي 2020م، احتفاء بألبومها الغنائي الجديد “النور” من إنتاج شركة “وارنر كلاسيك” العالمية، ما يُمثل عملا فريدًا غير مسبوق بين الفنانين العرب، حيث يضم أغاني بثلاث لغات ويمزج في موسيقاه بين الكلاسيكية والنغم الفلكلوري الشعبي في عدة بلدان، وهو ما عده النقاد محاولة ناجحة لرسم خريطة فنية للتعايش السلمي والتقاء الحضارات.
اقرأ أيضا..