لأول مرة من مصر.. تفاصيل مشاركة محمد رمضان في مهرجان كوتشيلا للموسيقى
خبير: مراقبة هاتف ابنك المراهق تفقده شخصيته وثقته بنفسه
هل من حقي اعرف باسورد موبايل ابني المراهق.. ولا دا تدخل في خصوصياته؟.. إيه هي حدود خصوصياته؟.. هل أراقب تليفونه؟ ازاي أطمن عليه من غير ما يحس إني بتدخل في حياته؟.. أسئلة كثيرة تدور في ذهن الأمهات، لأنها حيرة نتيجة خوفها على أبنائها ولا تعلم كيف تواجه ذلك.
«هير نيوز» تقدم لكِ إجابات لأسئلتك مع "مُحاضر تنمية بشرية ومشورة أسرية - نشأت سلامة"، والذي قال:
في البداية أريد أن أسأل الأم هل أنتِ صديقة لبنتك وابنك المراهق؟.. هل تعلمين ماذا تعني فترة المراهقة؟.. هل يوجد احترام متبادل وحب حقيقي بينكما، والأهم: هل أنا كـ أم "القدوة" أضع باسورد على التليفون الخاص بي؟، ولا أحد يعرفه؟.
فن العلاقات
في فن العلاقات وفي تكوين أي شخصية، نجد أن كل شخصية تحتاج إلى مساحة ولو صغيرة من الخصوصية دون أن يقتحمها أحد، وهنا يأتي السؤال الأهم، هل تحاورنا مع (الابنة أو الابن) المراهق بحب ومودة لماذا يوجد باسورد على تليفونك (الأب والأم قدوة للأبناء بالتصرفات وليس بالنصائح)، لنتعرف منهم على الأسباب؟.
ويضيف، عليكِ كأم أن تعلمي أن البحث عن الأسرار لدى المراهق يجعله يشعر بفقدان أهم شيئين يبحث عنهما:
- الاستقلالية - والثقة المتبادلة مع الأب والأم.
فإعطاء ومنح الثقة والاستقلالية وقيمة الذات لا بد أن يبدأ من الأب والأم بمنحهما للأبناء.. ولكن مع حدوث الرقابة والمتابعة الشديدة وعدم منح الثقة والاستقلالية، ينتج عنه وجود أسرار لدي المراهق وسلوكيات سلبية أخرى.
اعتقاد خاطئ
يشير "سلامة" إلى أن هناك اعتقاد خاطئ لدى الأهل بأن مرحلة المراهقة تحتاج إلى الرقابة والتفتيش والاطمئنان المستمر ومعرفة كل تفاصيل يومه وخصوصياته خوفًا عليه من الوقوع في اخطاء ضخمة وكبيرة، وهذا خاطئ جدًا، لأنكم كآباء وأمهات، فى مرحلة الطفولة غرستم كل القيم والمبادئ والأخلاق وهي تنمو وتكبر بداخلهم.
وعلم النفس يؤكد: أن الصحة النفسية للمراهق: تأتي من الثقة بالنفس، الشعور بالحب وبثقة الغير فيهم، ولا يمكن من تواجد واحدة إلا بتواجد الثانية "لا يمكن أن يثق المراهق في نفسه إلا إذا شعر أنه محبوب من الآخرين يثقوا فيه، والعكس".
عدم الثقة
إن عدم الثقة في المراهق من الآخرين تؤدي إلى عدم ثقة المراهق في نفسه، فهو يشعر بأنه غير محبوب، وذلك يؤدي إلى الذبذبة والإرتباك في الفكر وتصل به إلى الخطأ في السلوك وعدم قدرته على إتخاذ أي قرار سليم في أي موقف في الوقت المناسب.
عدم الثقة تجعله يكذب ويتحايل ويخدع من معه حتى لو كانت سلوكياته صحيحة وواضحة، ليحقق هدفه نحو الاستقلال بالذات والشعور بالمتعة واللذة والانتقام من الذين يقللون من شأنه ولا يثقون فيه.
الخلاصة: إن إصرار الأهل لتتبع وترقب كل خصوصيات المراهق بشكل مباشر، يُفقد المراهق شخصيته وقيمته الذاتية ويُطمس ويُدمر ملامح نفسيته، مما يزيد شخصيته من السلبية و الانقياد والتبعية للغير، ولا تنمو وتتطور شخصيته ولا تصل إلى مرحلة النضج والاستقلالية والاعتماد على النفس.
ما هو الحل؟
يقول "سلامة": لابد من معرفة ماذا يحتاج مني المراهق، بالإضافة إلى أن الالتزم ببعض القواعد في حياتى منذ بداية ارتباطي وقبل أن أكون أم ومنها:
- أن اتعلم وافهم ما هي التربية السليمة للطفل قبل الحمل والإنجاب.
- أن ينمو الطفل منذ الصغر في بيئة مملوءة بالحب والإحترام والحوار بشكل واضح وملموس بين الأب والأم.
- وجود صداقة حقيقة مع الأبناء منذ الطفولة معهم ومشاركتهم أوقاتهم ولعبهم والخروج معهم، وهنا من خلال الصداقة القوية سيشاركك الطفل والمراهق أسراره كأصدقاء وما يحدث معه بدون وجود باسوورد على حياته وليس تليفونه فقط.
- مشاركة الأبناء منذ الصغر في بعض المهام البسيطة حسب سنهم ليشعروا بشخصيتهم وبثقتهم في نفسهم وقيمتهم الذاتية وقيمتهم لدى الأب والأم.
- وجود الحوار والشرح أكثر من مرة وتحديد المسئوليات والاتفاقات في أسلوب الحياة وطريقة التعايش في البيت، وما يعقب الإتفاق من مكافأة وعقاب (لكل فعل رد فعل) حتى يدرك قيمة المسئولية منذ الصغر تجاه الحرية والإختيار للقرارات.
- إدراك أن الخطأ لازم للتعلم، فإن لم يخطئ الطفل والمراهق لن يتعلم (تذكروا أنهم لم يتعلموا المشى بدون إصابات ووقوع على الأرض).
- تصحيح المسار في الأخطاء يكون بحب واحترام (كما عاقب الله آدم وحواء)، وإن عقاب متفق عليه لا يكون عن طريق الضرب أو الإهانة او التجريح بالألفاظ أو المقارنة بآخرين أو أمام الغير بل يكون بحب وحزم وتنفيذ ما اتفق عليه سابقًا.
المراهق أو المراهقة يحتاج إلى بيئة بيت) حب وقبول وتقدير واحترام وأن نشعره أنه كبير، فيكفيه ما يدور داخله من صراعات كثيرة بسبب مرحلة المراهقة.
اقرأ أيضًا..
كيف تُنمي موهبة ابنك المراهق؟.. دعّميه في موهبته
