الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

شرح الأحاديث.. أفضل الصدقة ما كان عن ظهر غنى

الخميس 20/مايو/2021 - 11:54 ص
أفضل الصدقة ما كان
أفضل الصدقة ما كان عن ظهر غنى

 تواصل «هير نيوز» تقديم خدمة شرح الأحاديث النبوية،ونتناول اليوم حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم:" أفضل الصدقة ما كان عن ظهر غنى، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول". 

شرح الحديث:

يقول الحافظ ابن حجر تعليقًا على هذا الحديث: وقال القرطبي في المفهم: والمختار إن معنى الحديث: أفضل الصدقة ما وقع بعد القيام بحقوق النفس والعيال، بحيث لا يصير المتصدق محتاجًا بعد صدقته إلى أحد.


فمعنى الغنى في هذا الحديث: حصول ما تدفع به الحاجة الضرورية كالأكل عند الجوع المشوش الذي لا صبر عليه، وستر العورة، والحاجة إلى ما يدفع به عن نفسه الأذى. وما هذا سبيله، فلا يجوز الإيثار به، بل يحرم، وذلك أنه إذا آثر غيره به، أدّى إلى إهلاك نفسه، أو الإضرار بها، أو كشف عورته فمراعاة حقه أولى على كل حال. فإذا سقطت هذه الواجبات، صح الإيثار، وكانت صدقته هي الأفضل؛ لأجل ما يتحمل من مضض الفقر، وشدة مشقته.

ولا يتعارض الحديث مع قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما نقصت صدقة من مال.وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله" الذي رواه الإمام مسلم؛ لأن النقص المنفي فيه ليس معناه النقص الحسي المشاهد، يقول ابن الجوزي تعليقًا عليه في كشف المشكل من حديث الصحيحين: قد اعترض معترض، فقال: كيف يخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بما ينافي الحقائق، ونحن نعلم أن من تصدق من دينار بقيراط نقص؟

فأجاب العلماء، فقالوا: إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقصد هذا، وإنما أراد أن البركة تخلف الجزء المنفصل، فيكون كأنه لم يزل.
ويقول النووي في شرح صحيح مسلم: ذكروا فيه وجهين:
أحدهما: معناه: أنه يبارك فيه، ويدفع عنه المضرات، فينجبر نقص الصورة بالبركة الخفية، وهذا مدرك بالحس والعادة.

والثاني: أنه وإن نقصت صورته، كان في الثواب المرتب عليه جبر لنقصه، وزيادة إلى أضعاف كثيرة.
فتبين مما سبق أن الحديث الأول لا يعارض حديث: ما نقصت صدقة من مال. ولا الآثار الواردة في شأن الترغيب في الإنفاق.

ads