الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

هل يتغير موعد ليلة القدر سنويا؟.. الدكتور أحمد كريمة يجيب

الأربعاء 05/مايو/2021 - 02:17 م
الدكتور أحمد كريمة
الدكتور أحمد كريمة يجيب

هل ليلة القدر ثابتة في يوم واحد تأتي فيه كل عام أم أنها تتغير كل عام؟ سؤال ورد إلينا من إحدى متابعات «هيرنيوز».
يجيب الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر فيقول: ليلة القدر هي ليلة ذات قدر وشرف سميت بهذا الاسم لنزول القرآن الكريم فيها، لما يقع فيها من تنزل الملائكة، ولما ينزل فيها من البركة والرحمة والمغفرة، وأن الذي يحييها يصير ذا قدر وشرف، ولما تكتب فيها الملائكة من الأرزاق والآجال، ولما يقدر في السنة من خير وشر ورزق وبركة.
اتفق الفقهاء على أن ليلة القدر أفضل الليالي، وأن العمل الصالح فيها خير من العمل الصالح في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر، وأنها الليلة المباركة التي يفرق فيها كل أمر حكيم، وأنها الليلة التي تهبط الملائكة فيها من كل سماء ومن سدرة المنتهى فينزلون إلى الأرض ويؤمنون على دعاء الناس إلى وقت طلوع الفجر، وتنزل الملائكة والروح فيها بالرحمة بأمر الله عز وجل وبكل أمر قدره الله سبحانه وقضاه في تلك السنة إلى قابل وأنها ليلة سلامة وخير لا شر فيها إلى طلوع الفجر.. والأصل في ذلك قول الله تعالى: «ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر»، وقوله تعالى: «إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم».

ويرى جمهور الفقهاء أن ليلة القدر خاصة بالأمة المسلمة، واستدلوا بما رواه مالك بن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُري أعمار الناس قبله فكأنه تقاصر أعمار أمته ألا يبلغوا من العمل مثل الذي بلغ غيرهم في طول العمر، فأعطاه الله ليلة القدر خير من ألف شهر وأنها باقية بفضل الله تعالى إلى يوم القيامة.

واختلف الفقهاء في تعيين ليلة القدر من شهر رمضان على أقوال أهمها: ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان وانحصارها في الأوتار، قاله جمهور فقهاء المالكية والشافعية والحنابلة في صحيح ما فعل عنهم واستدلوا بالأحاديث النبوية الصحيحة الواردة في التماسها في العشر الأواخر من رمضان وخاصة ليالي الوتر: (إحدى وعشرين، وثلاث وعشرين، وخمس وعشرين، وسبع وعشرين، وحتى تسع وعشرين).

والقول بأن ليلة القدر في السابع والعشرين من رمضان قاله المالكية في مشهور مذهبهم وطائفة من الحنابلة والصاحبان ونسب إلى بعض أهل العلم من السلف الصالح رضي الله عنهم.
وليلة القدر منحصرة في العشر الأواخر من رمضان في ليلة معينة لا تنتقل عنها إلى يوم، إلا أنها مبهمة علينا، وليالي الوتر أرجاها، قال الشافعية: ليلة القدر دائرة مع رمضان توجد كلما وجد فهي مختصة به تتعين عند صاحبي ابي حنيفة، غير متعينة عنده.
وأرى والله أعلم أن ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان مراعاة للأحاديث الصحيحة وأنها متنقلة أي تنتقل في كل سنة إلى ليلة وفي بعضها إلى غيرها جمعا بين روايات وردت في عهد النبوة الخاتمة وصدر الإسلام، ولو كانت متعينة في ليلة كالسابع والعشرين كل سنة لتكاسل الناس عن طلبها وتراخوا في إدراكها.

اقرأ أيضًا..

ولا خلاف بين الفقهاء في أنه يندب إحياء ليلة القدر لقوله وفعله صلى الله عليه وسلم، والإحياء يكون بالقربات الشرعية وقراءة القرآن الكريم والاستغفار والصلاة والذكر الشرعي دون تحديد شىء معين وإلا كان بدعة.
وأصح ما ورد في علامات ليلة القدر قول: "إنها صافية بلجة كأن فيها قمرًا، ساطعة ساكنة ساحية لا برد فيها ولا حر، وأن الشمس صبيحتها مستوية".

ads