«فضفضة» وأخرتها الطلاق.. احترسي من مراقبة هاتفك
الثلاثاء 04/مايو/2021 - 11:49 م
يُعد تتبع أسرار الآخرين سلوك غير أخلاقي، لكن البعض يجد نفسه ضعيفًا أمام التطور التكنولوجي الذي يفاجئنا يومًا بعد يوم بأدوات حديثة وتطبيقات متطورة تستطيع من خلالها التنصت على الآخرين، فنحاول التجريب دون أن نقدّر عواقب هذا التصرف.
تتبع العورات
يقول الدكتور عادل علي أستاذ علم الاجتماع، إن التنصت على الآخرين هو من باب تتبع العورات الذي نهت عنه كل الديانات السماوية، وترفضه الفطرة السوية، وتعاقب عليه القوانين، لكن البعض يحاول التجريب فيبدأ بتحميل تطبيق ما على هاتفه المحمول يتيح له تسجيل المكالمات الهاتفية مع أطراف أخرى، بل تعدى الأمر أبعد من ذلك ليقوم أحد الزوجين بتحميل تطبيق يتيح له التنصت على مكالمات الطرف الآخر عبر هاتفه الشخصي، ما يضع الأسرة في مهب الريح.
"فضفضة" تفضي إلى الطلاق
وأضاف "علي"، أن لكل إنسان أسراره الخاصة، وفي مواقف الغضب ولحظات الضعف قد يشكو أحدنا لمحادثة عبر الهاتف سلوك شريك حياته أو أيٍ من أفراد عائلته، ولكن قد يحدث ما لا تحمد عقباه من أن يكون الطرف الآخر الذي "نفضفض له" يسجل المكالمة، أو أن يكون هناك من يتربص بنا ويراقب هاتفنا فتقع المصيبة، وكثير من حالات الطلاق حدثت مؤخرًا بسبب هذا الأسلوب.
تقييد البرامج
وتابع،: الأخلاق والتربية الاجتماعية السليمة يتنافيان مع قيام الشخص بإفشاء ما يقوله له الآخرون من كلام في لحظة غضب سواء كان الكلام مسجلا أم لا، أو باستخدام وسائل خبيثة تدمر العلاقات الاجتماعية، مطالبًا منتجي هذه البرامج والشركات الراعية لها بضرورة تقييد إتاحتها لكل من هب ودب، حتى لا نفاجأ بأننا نعيش في مجتمع فوضوي.
اقرأ أيضًا.. إصراره على تنفيذ طلباته.. الطفل المدلل صُداع في رأس الآباء والأمهات
شهادات حية
تقول «هـ. م»، إن أسرتها تعرضت للتدمير وتم طلاقها بسبب مكالمة هاتفية، حين راحت تفضفض مع إحدى صديقاتها وتشكو له سوء معاملة حماتها، دون أن يخطر ببالها أن تلك الكلمات التي تتفوه بها تعبيرا عن امتعاضها مما حدث معها ستكون سبب إدانتها أمام زوجها ونهاية لـ 12 سنة زواج، حيث اتضح أن الصديقة كانت تسجل لها المكالمة، وما لبثت أن كشفتها للزوج الذي غضب وثار وطلقها بعد أن سمع المكالمة التي تذم فيها والدته.
لحظة غضب
وتشير «نورهان» إلى أن زوجها الذي يعمل في مجال البرمجيات، لم يراعِ حرمة البيت ووضع أجهزة تنصت في كل مكان بالشقة دون علمي، وخلال مكالمة مع والدتي، شكوت لها من بعض الأوضاع التي لا تروقني، ثم فوجئت بعد يومين بأن زوجي قام بتفريغ محتوى الأجهزة وواجهني بالمقاطع الصوتية واتهمني بأنني أفشي أسرار بيتي، وتم الطلاق.