تقارير: النساء المقهورات يجدن الحرية في السوشيال ميديا
الجمعة 11/ديسمبر/2020 - 12:40 م
شريف حمادة
أكدت تقارير دولية أن وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت الملاذ الآمن للمرأة، في أحيان كثيرة، هروبًا من إساءة المعاملة لها من الأسرة، ويتفق الخبراء على أن وسائل التواصل الحديثة، باتت تشغل حيزًا كبيرًا من حياة النساء، في المنطقة العربية، بعد أن صارت تمثل بالنسبة لهن عالما جديدا، يوفر وسيلة آمنة لكسر صمتهن، بشأن ما يتعرضن له من انتهاكات، ويمارسن فيه هامشًا من الحرية.
وأضافت التقارير أن وسائل التواصل الاجتماعي، هي الأكثر تصديا لهموم المرأة العربية، والأكثر مواكبة لحركة التغيرات الاجتماعية المرتبطة بها، متجاوزة في ذلك وسائل الإعلام التقليدي، التي ماتزال تحتفظ بأطرها التقليدية، إذ توفر وسائل التواصل والإعلام الجديد، فرصًا أكبر للمرأة، للتعبير عن قضاياها وهمومها بصورة أكثر حرية، كما توفر مجالا واسعا للحركات النسوية، لطرح مبادراتها، كما أسهمت وسائل التواصل الاجتماعي في توحيد صفوف المرأة العربية، بشأن قضايا مشتركة، وتنمية نوع من الوعي الجمعي، بشأن التحديات تواجهها في العديد من المجتمعات.
وأشارت التقارير إلى أنه في الوقت الذي زاد فيه نشاط المرأة العربية على وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أنهن مازلن في حاجة ماسة، إلى قوانين نافذة، تمكنهن من التصدي لثقافة ذكورية، تتحكم فيها الرغبة في السيطرة على المرأة حتى في العالم الافتراضي.
وحذرت التقارير، من أن وسائل التواصل الاجتماعي ربما لا تسهم، في حل مشكلات النساء، بل أنها قد تزيدها تعقيدًا، عبر تعريضهن لحالات التحرش والتنمر، التي تصل إلى حد الابتزاز، وهي حالات مثبتة في العديد من الدول العربية، فإن الثابت بالأدلة، هو أن تلك النوافذ الافتراضية، أثرت إيجابيًا على حياة النساء، في مجالات عدة، وحققت لهن فوائد لا تحصى، لكن أيضا حدثت بسببها مشاكل عديدة لعدم وجود قوانين جادة تحاسب المسيئين للنساء عبر الإنترنت، إذ أن معظم هذه الجرائم، تمر دون عقاب، مما يغري مرتكبيها بالتمادي فيها، وكان عدد كبير من النساء العربيات، قد شاركن خلال السنوات الأخيرة، قصصهن الشخصية عن حوادث التحرش والعنف الجسدي، التي مررن بها على صفحات فيسبوك وتويتر، غير أن ذلك ربما لن يؤدي إلى وقف تلك الحوادث دون وجود رادع قانوني.
وكان قد كشف تقرير صحفي لـ" بي بي سي"، أن آلاف الشابات في مصر والجزائر وتونس والمغرب، يقعن ضحايا للابتزاز، عبر التهديد بنشر صور حميمية لهن على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما يتسبب فى أضرار مدمرة لاتقتصر فقط على الجانبين النفسي والاجتماعي للضحايا، من الفتيات، بل هو أدى في بعض الحالات، إلى انتحار العديد منهن، بسبب عدم قدرتهن، على مواجهة العواقب المدمرة لوصمهن بالعار.
وقد طالب خبراء في علم الاجتماع بدراسة الظاهرة، خاصة أن المجتمعات العربية تنتقل من مرحلة إلى مرحلة أخرى، وأن ذلك يؤثر بشكل سلبي إن لم يتم استيعابه، وهناك تحولات اجتماعية هائلة يعيشها النساء والرجال على السواء؛ بسبب التطور الذي طرأ في كل المجالات، وهو ما حول المجتمعات من "نظام أسرة ممتدة إلى نظام النواة" كما يعبر عنه في علم الاجتماع، مشيرين إلى أن المعالجة لمثل هذه القضايا ينبغي أن تكون من طريق بناء مؤسسات اجتماعية تتماشى مع التطور، وتغيير عادات مثل الزواج، من خلال احترام رغبة الأبناء في الزواج، نظرًا لأن العادات الاجتماعية والجمود في "تقاليد الاختيار" يؤدي لرفع نسبة الطلاق ضمن العادات المستحدثة التي صنعتها التطورات الحديثة في المجتمع.