في ذكرى رحيلها.. «شجرة الدر» امرأة جلست 90 يومًا على عرش مصر
الإثنين 03/مايو/2021 - 04:05 ص
رحلت السلطانة «شجر الدر»، في مثل هذا اليوم الثالث من مايو عام 1257 م، والتي يعرفها العامة باسم «شجرة الدر»، والتي حكمت مصر لمدة ثلاثة أشهر من قلعة الجبل.
شجرة الدر تُخرج مراسيم وصكوك باسم زوجها
كما كانت تخرج المراسيم والصكوك الملكية مذيلة بخاتم زوجها السلطان الصالح نجم الدين أيوب دون أن يعرف أحد بوفاته.
أصلها
«شجر الدر» جارية أرمنية اشتراها الصالح أيوب، قبل أن يكون سلطانًا، ورافقته في فترة اعتقاله في الكرك سنة 1239، مع مملوك له اسمه ركن الدين بيبرس، وهو شخص آخر غير الظاهر بيبرس، الذي أصبح سلطانًا في 1260م، وأنجبت ولد اسمه خليل، لُقِبَ بالملك المنصور.
زواجها
بعد ما خرج الصالح من السجن ذهبت معه إلى مصر وتزوجا هناك، وبعد أن أصبح سلطان مصر في 1240م بقيت تنوب عنه في الحكم عندما يكون خارج مصر، وفي 1249 مات زوجها الصالح أيوب، في فترة من أحلك الفترات في تاريخ مصر، حيث كان لويس التاسع يقطع البلاد محافظة تلو الأخرى نهبًا واحتلالًا.
فيما يفر جنود أيوب من أمامه، ورأت شجر الدر، أن إعلان وفاة الملك سوف يزيد الأمر سوءًا، فاستدعت قائد الجيش الأمير فخر الدين يوسف، ورئيس القصر السلطاني الطواشي جمال الدين محسن، وأخبرتهما بوفاة السلطان، وخلال الاجتماع الثلاثي توصلوا إلى أن إعلان وفاته سوف يُضعف معنويات الجيش ويُعزز من قوة الصليبيين، واتفقوا على كتمان الخبر.
دفن السلطان
وفي السر نقلت "شجرة الدر" جثمان الملك الصالح في مركب من المنصورة إلى القاهرة ووضعته في قلعة جزيرة الروضة، وأرسلت إلى ابنه توران شاه ليحضر ويتولى حكم مصر خلفًا لأبيه، ولحين وصوله كانت شجرة الدر والأمير فخر الدين يصدران الأوامر السلطانية وقالا إن السلطان مريض ولا يستطيع مقابلة أحد.
وكان يتم إدخال الطعام للغرفة التي كان من المفروض أن يكون نائمًا فيها حتى لا يشك أحد، وأصدرا أمرًا سلطانيًا بتجديد العهد للسلطان الصالح أيوب وتنصيب ابنه توران شاه ولي عهد للسلطنة المصرية.
مقتل فخر الدين
وخلال المعركة قُتل الأمير فخر الدين يوسف، وهو خارج من الحمام على صوت الضجة والصريخ فهرب الجنود الذين باغتهم الهجوم غير المتوقع وذهبوا إلى المنصورة، فعرض ركن الدين بيبرس على شجرة الدر، الحاكمة الفعلية لمصر في هذا الوقت، خطة وضعها يدخل فيها الفرسان الصليبيون المندفعون نحو المنصورة في مصيدة فوافقت شجر الدر على الخطة، وتم تنفيذها وانتهت المعركة بهزيمة الصليبيين هزيمة منكرة في حواري المنصورة.
بعد النصر تنكر السلطان الجديد لشجرة الدر، فهربت إلى القدس خوفًا من غدر السلطان وانتقامه، ولم يكتف توران شاه بذلك بل امتد حنقه وغيظه ليشمل أمراء المماليك، وبدأ يفكر في التخلص منهم غير أنهم كانوا أسبق منه في الحركة وأسرع منه في الإعداد فتخلصوا منه بالقتل على يد أقطاي.
انتقام المماليك
وجد المماليك أنفسهم في وضع جديد؛ فهم اليوم أصحاب الكلمة الأولى في البلاد ومقاليد الأمور في أيديهم، ولم يعودوا أداة في يد من يستخدمهم لتحقيق مصلحة أو نيل هدف وعليهم أن يختاروا سلطانًا للبلاد، وبدلًا من أن يختاروا واحدًا منهم لتولي شؤون البلاد اختاروا شجر الدر لتولي هذا المنصب الرفيع.
أخذت البيعة للسلطانة الجديدة ونقش اسمها على السِّكة بالعبارة الآتية "المستعصمية الصالحية ملكة المسلمين والدة خليل أمير المؤمنين".
وفي الوقت نفسه، ثارت ثائرة الأيوبيين في الشام لمقتل توران شاه، وكتب الخليفة المستعصم إلى المماليك، "إن كانت الرجال قد عدمت عندكم فأعلمونا حتى نسيّر إليكم رجلًا".
التنازل عن العرش
ولم تجد شجرة الدرّ إزاء هذه المعارضة الشديدة بدًا من التنازل عن العرش للأمير عز الدين أيبك أتابك العسكر الذي تزوجته، وبدأت بممارسة الحكم الفعلي من وراء ستار، وفجأة انقلب أيبك عليها بعدما أحكم قبضته على الحكم في البلاد، فقتلته وأشاعت أنه توفي فجأة بالليل، ولكن مماليك أيبك لم يصدقوها فقبضوا عليها وأمروا الجواري بضربها بالقباقيب على رأسها حتى ماتت وألقوا بها من فوق سور القلعة، ولم تدفن إلا بعد عدة أيام.