يوم الفرقان.. الدروس المستفادة من غزوة بدر الكبرى
السبت 01/مايو/2021 - 02:30 م
سمر دسوقي
حلت أمس السابع عشر من شهر رمضان ذكرى غزوة بدر الكبرى، أول غزوة ومعركة قام بها المسلمون بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم ضد قريش في العام الثاني من الهجرة الموافق الثالث عشر من مارس عام 624 ميلاديا.
هير نيوز تقدم لك عرضا ملخصا لأبرز أحداق ودروس غزوة بدر الكبرى في السطور التالية:
سميت بالعديد من الأسماء مثل غزوة بدر الكبرى وبدر القتال، وسميت أيضا بيوم الفرقان لأنها فرقت بين الحق والباطل بعدما انتصر المسلمون على الكفار.
سميت بالعديد من الأسماء مثل غزوة بدر الكبرى وبدر القتال، وسميت أيضا بيوم الفرقان لأنها فرقت بين الحق والباطل بعدما انتصر المسلمون على الكفار.
إنها موقعةٌ فاصلةٌ في تاريخ الإسلام والمسلمين، بل في تاريخ البشرية كلها إلى يوم الدين.
خرج الرسول ومعه مائتان من المهاجرين لاعتراض قافلة لقريش ذاهبة إلى الشام، ولكن عند وصولهم كانت العير قد تحركت لذلك بعث الرسول صلى الله عليه وسلم طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد إلى الشمال ليتتبعا أخبار القبيلة وليخبروا المسلمين بوقت رجوع القافلة.
إقرأ أيضا.. من أول من أسلمت من النساء؟.. «الإفتاء» تُجيب
وعند اقتراب موعد رجوع القافلة إلى مكة استقر كل من طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد في منطقة تسمى الحوراء، وعندما مرت القافلة بقيادة أبو سفيان بن حربى أسرعا إلى المدينة وأخبرا الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي قرر الخروج للاستيلاء على القافلة ولم يكن هناك أي مخطط للقتال، بعد أن أرسل عليه السلام عدي بن الزغباء الجهني وبسيس بن عمرو الجهني للتعرف على أخبار القافلة، ثم بدأت مسيرة المسلمين بالتحرك.
تحويل مسار
بلغ أبو سفيانَ خبر مسيرة المسلمين برئاسة الرسول صلى الله عليه وسلم للاستيلاء على القافلة، فقام بتحويل مسار القبيلة إلى طريق الساحل وأرسل ضمضم بن عمرو الغفاري الكناني إلى قريش حتى يستعدوا لإنقاذ أموالهم، خرجت قريش بجيش يصل عدده حوالي ألف وثلاثمائة مقاتل ومائة فرس وستمائة درع، وقاد الجيش عمرو بن هشام المخزومي القرشي الذي أصر على محاربة المسلمين حتى بعد أن تأكد من سلامة القافلة.
وعندما بلغ الرسول خبر نجاة القافلة وخروج قريش لمحاربة المسلمين، قام الرسول صلى الله عليه وسلم بتنظيم الصفوف بعد أن رأي إجماع الصحابة والمهاجرين على القتال، وقام بإرسال على بن أبي طالب والزّبيرَ بن العوام وسعد بن أبي وقاص إلى بئر بدر ليقوموا بتبليغه أخبار جيش قريش، فوجدوا غلامين لقريش يستقيان للجيش فهجموا عليهما وسألوهما عن الجيش، وبعد أن عرفوا المعلومات التي يريدونها تحرك الرسول ومعه أصحابه إلى بدرٍ ليسبقوا قريشًا.
وبدأ الرسول بتوجيه المسلمين وترتيبهم صفا وكانت هذه المرة الأولى التي يستخدم فيها نظام الصفوف في القتال، وجاء جيش قريش وبدأ القتال وكان النصر هو حليف المسلمين على الرغم من قلة عددهم، حيث انتهت معركة بدر الكبرى بانتصار المسلمين وقتل سبعون رجلا لقريش، وأُسر سبعون كانوا من قادة قريش وزعمائها.
محطة بارزة
شكلت غزوة بدر محطةً بارزةً في ردِّ العدوان الشركيِّ؛ إذ مكث النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بضع عشرة سنةً ينذر بالدعوة من غير قتال، صابرًا على شدة إيذاء العرب بمكة المكرمة، واليهود بالمدينة المنورة، فكان يأتيه أصحابه ما بين مضروب ومجروح، يشكون إليه حالهم، ويطلبون منه السماح لرد العدوان بالمثل، فيقول لهم النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((اصبروا لأنيِّ لم أُؤمرْ بالقتال))، حتى إن بعض أصحابه قتل من جراء العذاب؛ منهم: سمية أمُّ عمار بن ياسر، وزوجُها ياسر، عذَّبهما المغيرة على إسلامهما ليرجعا عنه، وماتا تحت التعذيب.
والغزوة لم تكن للاعتداء والظلم، كما هو ديْدَنُ الدول الباغية الظالمة المستكبرة في الأرض، بل وسيلةٌ لدفع العدوان، فكانت النتيجة هزيمةً ساحقة وقعتْ على الظلم والشرك وأهله، وأعوانه ومؤيديه، وتمخِّضتْ عن هلاك عدد كبير من فراعنة قريش وصناديدها.
دروس وعبر
يجدر بنا أن نتلمسَ العبرَ والعِظَاتِ من هذه الغزوة المباركة لتكون لنا نِبراسًا وهاديًا، ومن أهم الدروس التي ينبغي الاستفادة بها من غزوة بدر:
• إن النصر ليس بالعدد الكثير ولا بالسلاح الوفير، إنه مقرون بالإخلاص في العمل، وجميل التوكل على الله.
• إن النصر في "بدر" لم يكن لفئة خاصة أو دولة معينة، بل لعامة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
• على المسلم ألا يستعجل النتائج، ولا يطلب منه سوى القيام بالواجب: (الإخلاص في العمل، الاستعداد، العدة العسكرية.