الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

الجروبات النسائية «وهم» لحل المشاكل.. والهدف «إعلاني»

الجمعة 30/أبريل/2021 - 08:42 ص
الجروبات النسائية
الجروبات النسائية

حين نفتقد القدرة على التواصل الحقيقي ونفقد الثقة في كل المحيطين بنا تصبح المجتمعات الافتراضية الملاذ الأخير لكل الساعيات عن حلول لمشاكلهن، بعد أن أعيتهن الحيّل للتغلب على مشاكل الحياة.

لكن هل تصلح الجروبات النسائية ومجموعات "فيسبوك" الخاصة بالنساء فقط مكانًا آمنًا للبوح، وهل كل المشتركات فيها شخصيًا حقيقية أم أن بينهن بعض الشُبان المستهترين الذين يدخلون بأسماء مُستعارة للاطلاع على عورات الناس؟!.

ساحة لـ "الفَتْي"
"سلمى" صاحبة الـ 40 عامًا، تؤكد أنها مشتركة بأكثر من "جروب نسائي" على "فيسبوك"، وأنها تندهش كثيرًا من كمّ المشكلات التي تعرضها العضوات في هذه المجموعات، مشيرة إلى أنها تشارك أحيانًا برأيها في الحل، لكنها ترى أن الحلول من المفترض أن تأتي على ألسنة متخصصات وليس كل من "هب ودب"، لأن مجتمعنا يُعاني من كثرة "الفتايين" الذين يدلون بدلوهم في كل شيء دون علم أو دراية.

غياب المتخصصات
ودعت سلمى، مؤسِسات هذه المجموعات إلى الاستعانة بمحاميات للرد على المسائل القانونية وطبيبات للاستشارات الصحية، ورائدات في كل مجالٍ كلٌ في نطاق تخصصها وعدم السماح للكل بالإجابة حتى لا تتشتت السائلة، حيث إن هذه الجروبات باتت قبلة الآلاف للبوح بأدق تفاصيل حياتهن الزوجية وطلب المشورة لحل مشكلاتهن الأسرية التي عجزن عن حلها، لذا يجب أن يكون الحل بمعرفة المتخصصات فقط.

تعليقات تحريضية
من جهتها أكدت نيرمين صالح، الأخصائية النفسية بمحكمة الأسرة، أنها عضو بعدد من هذه المجموعات والتي يصل عدد أعضائها مجتمعة إلى 3 ملايين، مضيفة أنها بحكم تخصصها كلما حاولت الإجابة عن سؤال بخصوص قضايا الخلع والطلاق والنشوز، تفاجأ بكمٍ هائل من التعليقات على المنشور فتضيع إجابتها وسط زخم التعليقات التي لا تخرج عن نطاق التحريض ولا تمت للحقيقة القانونية بصلة.

اقرأ أيضًا..

كلام الستات في الجروبات: إيه أنواع الـ "لانجيري اللي الراجل بيحبها"


وصفات خاطئة
واستشهدت صالح، بمنشور وضعته إحداهن للاستفسار عن مشكلات بالبشرة، وتوقعت أن تأتي الإجابة من متخصصة لكنها فوجئت بأكثر من 300 تعليق تؤكد صاحباتها أن الحل في استخدام عشبة ما أو أحد الزيوت العطرية، ولا تضيع الكثيرات الفرصة حيث يعرضن سلعًا لا نعرف مصدرها، مدعياتٍ أنها تعالج مشكلات البشرة، والحقيقة أنني عندما بحثت عن خصائص هذه الأعشاب على شبكة الإنترنت اكتشفت أن معظمها لا يمت لعلاج البشرة أو الجلد بأي صلة.

أهداف ربحية
خبير السوشيال ميديا ياسر المحمدي، أكد لـ«هير نيوز»، أن معظم هذه الجروبات هدفها إعلاني صرف، وتقصد صاحباتها التربح منها سواءً من خلال إعلانات يوفرها فيسبوك على الصفحات والمجموعات الرائجة والتي تضم عددًا كبيرًا من متابعين ومتفاعلين، أو من خلال الترويج لسلعة معينة بدء البيع عبر الإنترنت من خلال الصفحة أو الجروب كنوع من التهرب الضريبي والغش التجاري،.

وتابع: "معظم هذه الصفحات لا يمت بصلة للأغراض التي تحمل مسمياتها، وكثيرًا ما تصدق السيدات والفتيات أن هذه الصفحات حقيقية فيبُحن بأسرارهن ويستغلها البعض للتشهير بهن بعد ذلك، وهذا موطن الخطر الأكبر".

ads