الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

حياة سندي..أول امرأة عربية تحصل على الدكتوراه في التقنية الحيوية

الأربعاء 21/أبريل/2021 - 01:21 ص
هير نيوز

في مكة المكرمة، ولدت الطفلة "حياة سندي" يوم 6 نوفمبر 1967، بدأ نبوغها مُبكرًا، فلم تكن ككل طفلة تداعب دميتها كل مساء، بل كانت تحتضن كتابًا تُطالعه، حتى إذا ما غلبها النوم راحت في سُبات عميق، ثم تنهض في الصباح وبمجرد وصولها إلى مدرستها تدخل مكتبة المدرسة، تُعيد الكتاب الذي قرأته بالأمس لتستعير آخر.

كتب مختلفة
الغريب أن كل الكتب التي كانت تقرؤها تدور حول العلماء والمؤثرين من أمثال: الخوارزمي، والرازي، وابن الهيثم، وماري كوري، وأينشتاين، وجابر بن حيان وغيرهم.

وعندما أنهت دراستها الثانوية بمجموع درجات 98% التحقت بكلية الطب.

علوم الأدوية
خلال فترة دراستها الجامعية، تحوّلت قراءتها الخارجية إلى الكتب المتخصصة في علم الأدوية، وبدأت في البحث عن المنح الدراسية حتى ظفرت بمنحة للدراسة في لندن، لكنها اصطدمت بعائق غير متوقع، فعلى الرغم من إجادتها للغة الإنجليزية إلا أنها لم تستطع اجتياز القبول في الجامعة إذ اعتبرت اللجنة أن مستواها اللغوي غير كافٍ، فقررت خوض تحدٍ من نوعٍ خاص إذ تحدّت نفسها بالتعمق في دراسة الإنجليزية لدرجة جعلتها تعكف ما يقرب من 20 ساعة يوميًا على القواميس والمعاجم، بالإضافة إلى ترددها على «كورسات» لتعلم اللغة، ثم أعادت التقدم لاختبارات القبول لتأتي النتيجة هذه المرة في صالحها، حيث حصلت على «قبول غير مشروط» في جميع الجامعات التي تقدمت لها، واختارت جامعة «كينغز كوليدج» العريقة.

طالبة فاشلة
كثيرًا ما كان يصفها الأستاذ المشرف على رسالتها بـ«الطالبة الفاشلة»، كونها متمسكة بهويتها العربية ومظهرها الإسلامي، فلم تهتم بكل محاولاته العنصرية لإحباطها، وواصلت مسيرتها نحو التقدم والتميز، فحصلت بعد فترة وجيزة على احترام وحب زملائها حتى في شهر رمضان، حين قاموا بالامتناع عن الطعام أمامها حرصا على شعورها.

إنجاز جديد
وأُتيحت للدكتورة سندي في العام الثاني من مشوارها في لندن، فرصة المشاركة ضمن فريق علمي لإجراء تجارب على عقار حديث لمعرفة تركيبته الكيميائية، وكيفية عمله في جسم الإنسان، وقد استطاعت وفريقها تحقيق هذا الإنجاز، فكانت تلك التجربة وراء اختيارها التقنية الحيوية، لتكون مجال تخصصها في الدراسات العليا بجامعة كامبريدج بعد أن حصلت على الشهادة الجامعية مع مرتبة الشرف.

التشخيص للجميع
وظلت تواصل التحدي، حتى حصلت على الماجستير ثم الدكتوراه لتسجل اسمها بحروف من نور في سجل الملهمات لتكون أول امرأة عربية تحصل على شهادة دكتوراه في مجال التقنية الحيوية من جامعة كامبردج، بعد أن وضعت مشروعًا متميزًا أطلقت عليه «التشخيص للجميع»، تم تطويره في جامعة هارفرد ليصبح جهازًا مصنوعًا من الورق لا يتجاوز حجمه بصمة اليد.

جهاز مارس
جهاز سندي اسمه «مارس»، ويُعد مهمًا جدًا في عالم الطب، ويمكن القول إنه خلاصة أبحاثها وتجاربها العلمية، يمتلك العديد من التطبيقات في نواحِِ مختلفة للصناعات الدوائية، وفحوصات الجينات والحمض النووي الخاصة بالأمراض الوراثية، وكذلك المشاريع البحثية لحماية البيئة وقياس الغازات السامة.

في عام 2010، فازت بجائزة مكة للتميّز العلمي ولقبت بـ«المستكشفة الصاعدة» في عام 2011، بالإضافة إلى تصنيفها ضمن قائمة «أكثر 150 امرأة تأثيرًا في العالم» في عام 2012.

اقرأ أيضًا.. هالة السعيد «بنت» الوزير.. مسيرة حافلة من النجاحات السياسية


كما احتلت المركز التاسع عشر ضمن قائمة الشخصيات العربية الأكثر تأثيرا في العالم العربي، وفي المركز التاسع ضمن قائمة السيدات العربيات الأكثر تأثيرًا.

عضو مجلس الشيوخ
هذا بجانب عمل سندي الحالي في السعودية، فهي باحثة زائرة في جامعة هارفارد، وتسافر كثيرا بين جدة وبوسطن وكامبريدج، وتم تعيينها ضمن أول مجموعة نساء في مجلس الشورى السعودي، لتصبح جديرة بلقب «سيدة المهام الجليلة».

ads