مفكرتي الرمضانية| د.هاجر سعد الدين: رمضان كله بركة وعمل ونشاط
الإثنين 19/أبريل/2021 - 01:25 م
لشهر رمضان ذكريات لا تنسى مع د. هاجر سعد الدين، رئيس شبكة القرآن الكريم بمصر سابقًا، وترتبط ببرامج قدمتها لأول مرة من أبرزها "فقه المرأة في رمضان" و"دنيا ودين" فضلًا عن أن أول ظهور لها في الإذاعة كان في شهر رمضان، وكان ذلك في العام 1972.
حصلت د. هاجر سعد الدين على ليسانس الدراسات الإسلامية والعربية من كلية البنات بجامعة الأزهر عام 1967م، ثم ماجستير فى الفقه عام 1978م بتقدير عام ممتاز من نفس الكلية بعنوان "فقه عمر بن الخطاب" وحصلت على الدكتوراه في الفقه عام 1990م بتقدير عام ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى وكان موضوع الرسالة هو "حقوق الزوجة المادية والأدبية الناشئة عن عقد الزواج".
بدأت د. هاجر عملها فى مجال الإعلام عام 1968 وتولت إدارة البرامج الدينية بشبكة البرنامج العام وترقت حتي وصلت لرئاسة شبكة القرآن الكريم.
حصلت على جائزة الأمم المتحدة "رسول السلام" عام 1996م للدور الذي شاركت به لإعلاء شأن المرأة المصرية وتنمية ثقافتها كما حصلت على دروع تكريمية لعطائها فى مجال الإعلام والدعوة الإسلامية وتقديرًا لهذا العطاء منحتها أيضا عدة جهات شهادات تقدير منها جريدة عقيدتى والمصرف الإسلامى الدولى وغيرها.
وفي مفكرتها الرمضانية تقول: "أحرص على استقبال شهر رمضان وكأنه ضيف عزيز، وهو كذلك بالفعل، فأقوم بإعداد بيتي بطريقة غير عادية، وأحرص عل شراء فانوس رمضان بشكله التقليدي الذي كان عليه قديمًا والمرتبط بالكتابات والنقوش".
اقرأ أيضا.. أول سيدة تترأس إذاعة القرآن الكريم.. من هى هاجر سعد الدين؟
وعن ذكرياتها في الطفولة في رمضان تقول: رمضان كان يعني في بيت عائلتي الرزق.. أناس كثيرون يأتون للإفطار عندنا يوميًا، وكان أبي صاحب مصنع نسيج، وكان يفضل أن يخرج زكاة المال في شهر رمضان في شكل ملابس وأقمشة توزَّع على الفقراء، ولهذا كان رمضان بالنسبة لي هو شهر الخير للناس كلها، ولهذا ورثت أنا هذه العادة حتى الآن، فأحرص على توزيع زكاة المال في شهر رمضان بشكل خاص مع أنه يجوز إخراج زكاة المال في أي شهر من شهور السنة.
تتابع: "أذكر أيضًا صوت أمي العذب وهي تقرأ القرآن صباحًا كل يوم، وكانت تحرص في رمضان على أن تجلس للقراءة بعد صلاة العصر، ويطيب لها أن تقرأه بصوت مسموع حتى نسمع نحن أيضًا، ونحرص على أن نختم المصحف مرتين أو ثلاثًا طوال شهر رمضان".
وتضيف: "تعلمت من شهر رمضان أن الإتقان والإخلاص في العمل يرقى لمرتبة العبادة مصداقًا لقوله تعالى: (ومن يسلم وجهه لله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى وإلى الله عاقبة الأمور). وقوله صلى الله عليه وسلم: " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته".
وضمن صفحات مفكرتها الرمضانية تقول سعد الدين: "رمضان مرتبط عندي في العمل بنجاحات جميلة في حياتي، فأول مرة يظهر فيها صوتي على موجات الإذاعة كان في شهر رمضان عام 1972، وكان أول برنامج قدمته هو برنامج "دنيا ودين"، وكنت أقدمه يوميًا، ولأنه كان برنامجًا متميزًا فقد استمر إلى الآن بشكل أسبوعي، ويدور حول الدلالات العلمية الموجودة في الآيات القرآنية، ويهدف إلى زيادة إيمان المؤمنين، ويدعو للتأمل في ملكوت الله، وكانت معظم برامجي الناجحة في شهر رمضان أيضا، ومنها برنامج "سبحان الله" الذي يدور حول قوله تعالى: (فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ)، وأثر اختلاف الليل والنهار على الكون بما فيه من مخلوقات، وقد استمر لمدة عامين متتاليين، وفي رمضان أيضًا تمت ترقيتي إلى مدير عام برامج الأسرة بشبكة القرآن الكريم، وكان أول برامجي أيضًا (فقه المرأة في رمضان)، وكان يقدم يوميًا.
وتقول: "من يتأمل شهر رمضان سيلاحظ أن كله بركة وعمل ونشاط ومجهود، فعن نفسي أجد أنني أعمل بنشاط ربما طوال الأربع والعشرين ساعة.. ما بين العمل وتسجيل البرامج وتحضير الإفطار لعائلتي، ثم السحور وصلاة الفجر ثم النوم لساعات قليلة قبل الانطلاق إلى العمل مرة أخرى، فاليوم فيه بركة، ويمكن لنا أن نقوم فيه بالكثير الذي قد لا نستطيع عمله في أي شهر أخر، والوقت يقسَّم بطريقة تختلف عما نعتاده في أي شهر، فهناك فترة الصباح، ثم فترة ما قبل المغرب، ثم فترة من المغرب للعشاء، ثم فترة منتصف الليل، ثم فترة الفجر، وكلها فترات يمكن فيها تخصيص الوقت لأشياء كثيرة ما بين العبادة والعمل، دون أن نشعر بالتعب أو المجهود لأن الإنسان يؤدي العمل بحب".