الرُميساء.. صحابية جليلة رآها النبي في الجنة
الأربعاء 14/أبريل/2021 - 07:28 م
وسام شريف
كان رسول الله صلى جالسًا وسط الصحابة فأراه الله الجنة، ورأى فيها امرأة، يقول: "أريت الجنة فرأيت الرميساء زوجة أبي طلحة، فماذا فعلت هذه الصحابية؟.
فاطمة موسى الواعظة بوزارة الأوقاف، تقول: "تعتبر أم سليم خالة الرسول صلى الله عليه وسلم من الرضاعة، وكانت من أول النساء التي آمنت بالرسول من الأنصاريات، لما قدم رسول الله من المدينة أهدت له ابنها أنس بن مالك خادمًا له".
لم تكن مؤمنة فقط، بل كانت داعية للإسلام وكان كل همها رضا الله ورسوله.
حب صادق
لما جاءها أبو طلحة، وهو زوجها المستقبلي، تقدم للزواج منها وعرض عليها مهرًا غاليًا إلا أن المفاجأة أذهلته عندما رفضت أم سليم بكل عزة وكبرياء وهي تقول: "إنه لا ينبغي أن أتزوج مُشركًا أما تعلم يا أبا طلحة أن آلهتك ينحتها عبد آل فلان وأنكم لو أشعلتم فيها نارًا لاحترقت؟.
فأحس أبو طلحة بالضيق الشديد ومضى ولم يصدق ما سمع ولكن حبه الصادق جعله يعود في اليوم التالي يمنيها بمهر أكبر عساها تلين وتقبل، ولكن أم سليم الداعية الذكية التي ترى الدنيا تتراقص أمام أعينها حيث المال والجاه والشباب تشعر بأن قلعة الإسلام في قلبها أقوى من كل شيء فقالت بأدب جم: (ما مثلك يرد يا أبا طلحة ولكنك امرؤ كافر وأنا امراة مسلمة لا يصلح لها أن تتزوجك، فقال: ماذاك دهرك "أي هذه ليست عادتك" قالت: وما دهري؟، قال: الصفراء والبيضاء-أي الذهب والفضة، قالت: إني لا أريد صفراء ولا بيضاء أريد منك الإسلام.
قال: فمن لي بذلك؟، قالت: رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق يريد النبي وهو جالس بين أصحابه فلما رآه قال: "جاءكم أبو طلحة غرة الإسلام في عينيه".
فجاء فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما قالته أم سليم فتزوجها على ذلك، وما شعر أبو طلحة إلا ولسانه يردد (أنا على مثل ما أنت عليه أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله).
موت صغيرها
رزق أبي طلحة وأم سليم بطفل أحبه أبو طلحة كثيرًا وكنوه (أبو عمير) مرض الغلام وحزن عليه أبوه وكان يغدو ويروح عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وفى إحدى روحاته إلى النبي مات الغلام فماذا فعلت الرميساء؟.
هيأت أمر الصبي فغسلته وكفنته وسجت عليه ثوبًا وأرسلت أنسا إلى أبي طلحة، وقالت له ألا يخبره شيئًا وعندما أتى سألها عن حال الغلام، فقالت: قد هدأت نفسه أرجو أن يكون استراح فظن أنه عوفي وكان صائمًا فقدمت له إفطارًا وفي الليل تزينت وتطيبت ثم تعرض لها فأصاب منها فلما أصبح أراد أن يخرج، قالت (يا أبا طلحة أرأيت لو أن قومًا أعاروا أهل بيت عارية فطلبوا عاريتهم ألهم أن يمنعوها؟، قال ليس لهم ذلك إن العارية مؤداه إلى أهلها فلما سمعت منه هذا الكلام قالت (إن الله أعارنا ابننا فلانا فأخذه فاحتسبه عند الله) فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون تركتني حتى تلطخت ثم أخبرتني فراح إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بما كان بينهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم (بارك الله لكما في ليلتكما)، وأثنى على فعلتها ورزقهما الله تسعة أولاد كلهم حملة علم وحفظة قرآن.