«فانوس رمضان» في سطور.. بدايته «نزول النقطة» ونهايته إنارة الشوارع
الثلاثاء 06/أبريل/2021 - 09:02 م
أحمد زكي
اعتاد قدماء المصريين شد الرحال في كل عامٍ مرةً إلى «تانيس» المدينة القديمة التي تُسمى اليوم «صان الحجر» وتقع في محافظة الشرقية، يحملون بأيديهم فوانيس من الحجارة والصفيح الذي استطاعوا تطويعه بأشكال وأحجام مختلفة.
فانوس رمضان عند القدماء
كان المصريون القدماء يترقبون موعد «نزول النقطة» والتي تعني حلول شهر بؤونة أو «شهر الفيضان» والذي يوافق عادةً شهر يونيو، فيبدأون في اليوم الثامن منه الانطلاق إلى «تانيس» لأداء مراسم الحج، تبحر القوارب وسط النيل من طيبة، وعلى متنها الملوك والأمراء والوجهاء، ولفيف من الكهنة، تزينها الفوانيس التي أبدعوا في صناعتها من الأحجار والصفيح وقطع الجرانيت.وفي السادس والعشرين من شهر بؤونة تنتهي مراسم الحج، فيحتفلون بـ«عيد المصابيح»، فيحمل الفوانيس الكبار والصغار ويطوفون بها أفواجًا أفواجًا، ثم ينحرون هديَهم فيذبحون الشياة كتقليد ديني لتقديم القرابين بعد انتهاء موسم الحج وعيد المصابيح.
تاريخ فانوس رمضان
وللفوانيس بهجة خاصة يعرفها المصريون، يعتقد البعض أنها بدأت مع العصر الفاطمي، لكنها في الأصل عادة مصرية قديمة تضرب بجذورها لآلاف السنوات، لكن مما لا شك فيها أنها طالها بعض التطوير من حيث الخامات والشكل الذي هي عليه الآن.يؤكد الباحث الأثري عاصم عيسى، أن «أجدادنا من قدماء المصريين عرفوا الفوانيس في المواسم الدينية، إن لم يكونوا أول من ابتكرها، ويشهد هيرودوت في كتابه عن "مصر الفرعونية" أنهم كانوا يحتفلون بعيد المصابيح ويحملون فيه الفوانيس خلال موسم الحج إلى تانيس، مستقلين قوارب مزينة بالفوانيس المتعددة الأشكال والألوان».
وتابع: الفانوس، لم يُدخله الفاطميون إلى مصر، لكنهم وصلوا مصر فوجدوا الفوانيس منتشرة على نطاق واسع، فكان الخليفة يستخدمه في التنقل ليلا لأداء صلاة التراويح، ومن هنا ارتبط الفانوس بشهر رمضان المبارك.
اقرأ أيضًا.. أصل المثل الشعبي.. «المتعوس متعوس ولو علقوا في رقبته فانوس»
من جهته عبر الباحث في اللسانيات وعلوم اللغة محمد أحمد عابدين، أن كلمة «فانوس» أصلها إغريقي وتعني وسيلة إضاءة، لكن لا خلاف على أن قدماء المصريين عرفوا الفوانيس وأطلقوا عليها اسم «مصابيح».
وأضاف عابدين لـ«هير نيوز»، أن «الفانوس» في بعض اللغات السامية تسمى «فناس»، مشيرًا إلى أن «القاموس المحيط» الذي وضعه الفيروز آبادي، يشرح المعني الأصلي للفانوس بـ«النمّام»، أي الذي يكشف الظلام.