الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

رغم القضايا التي تواجهها.. مؤسسات حقوق المرأة تحقق نجاحات كبيرة

الإثنين 07/ديسمبر/2020 - 10:47 ص



توجيه الاتهامات ضد القائمين على حماية حقوق المرأة بممارسة العنف ضدها يعد أمرا خطيرا، وذلك لتداعياته السلبية على هذا النوع من العمل التطوعى والخيرى، وليس معنى ذلك أنه لاتوجد سلبيات تستوجب مثل هذه الاتهامات، ولكن معناه أن الاتهامات بلا دليل، وتلك التى تصدر جزافا وبلا بينة، تضر أكثر مما تنفع، فالجمعيات الخيرية القائمة على شئون المرأة والمدافعة عن حقوقها تقوم بدور محورى ومهم للغاية ولاغنى عنه فى ظل المآسى التى تتعرض لها المرضى، وهذا ما تؤكده المحامية فاطمة صلاح الدين، مسئولة الوحدة القانونية بمؤسسة القاهرة للتنمية والقانون، وذلك من خلال سردها لحكايات وقصص لناجيات كانت المؤسسة سببا فى تقديم الدعم لها، وهى قصص تنذر بخطورة العنف ضد المرأة، وتعطي الأمل بوجود كيانات تتصدى له، وترد على بعض الاتهامات التي تلاحق المؤسسات المعنية بحقوق المرأة.

وعن الاتهامات التى دائما ما توجه للمؤسسات التى تتولى الدفاع عن حقوق المرأة قالت "فاطمة" " تطالب مؤسسات المجتمع المدني بحق المرأة في كافة المجالات، سواء في العمل والتعليم والحياة الكريمة والتمكين الاقتصادي، وأن تتمتع المرأة بالحرية دون التعرض للتحرش والمضايقات، معظم من يوجهون الاتهامات لهذه المؤسسات لا يدركون الدور الهام الذي تلعبه تلك المؤسسات وتأثيرها في المجتمع ودورها في التعريف بحقوق المرأة والارتقاء به.
وتابعت:" ولكن حين يعرفون دورهم، نجد المشهد تغير تمامًا، ويلجأوا إليها للمساعدة والمساندة القانونية والتوعية الثقافية، إنما من يستمر في توجيه الاتهامات هم من يريدون ألا تحصل المرأة على حقوقها، فالمتحرش على سبيل المثال ومن يعنف زوجته من الطبيعي أن يهاجم تلك المؤسسات، وقد اكتسبنا ثقة الناس على مدار سنوات كثيرة من خلال العمل الجاد وتقديم الخدمات الحقيقية، فلدينا العديد من القضايا المؤثرة، منها أول حكم تحرش في مجال العمل، كانت مؤسسة القاهرة هي من حصلت عليه، كذلك قصة فتاة العياط والتي نجحنا في إثبات أنها كانت في حالة دفاع عن النفس، وأما فيما يتعلق بقضايا الأحوال الشخصية وأحكام النفقات نجحنا في مساندة العديد من السيدات ".

أبرز التحديات

وذكرت" فاطمة" أنهم طيلة الوقت يواجهون العديد من التحديات أثناء العمل،منها تعطيل سير القضايا في بعض الأوقات،خاصة مع وجود الأزمات، كما حدث مع الأزمة الخاصة بوباء كورونا، فالمحاكم تعطلت شهورا وتسبب ذلك لنا في نوع من الارتباك في العمل، حتى النساء المعنفات عانين كثيرًا خلال تلك الفترة، وحين العودة للعمل وجدنا العديد من المشاكل.
وأوضحت أن نظرة الخصوم في الدعاوي تعد من أبرز التحديات، فهم ينظرون إلينا كأننا خصمهم الأول ويتناسون ما يفعلونه بالنساء من ظلم وتعنيف، فالمتحرش نفسه ينظر إلينا كأننا خصوم أساسين لهم بسبب وقوفنا بجانب النساء وتقديم المساعدات القانونية لهن، وقد وصل الأمر إلى درجة قيامهم بتهديدنا فى مقر عملنا وبالتيفون.

قصص لناجيات
وروت" فاطمة" علينا بعضا من قصص الناجيات اللواتى نجحت المؤسسة فى تقديم الدعم والمساعدة القانونية لهن، حيث قالت، " تعرضت إحدى الناجيات للتحرش من مديرها المباشر في مجال العمل، وتم عمل محضر من خلال مباحث الإنترنت، لأنه كان يتحرش بها من خلال رسائل الواتس، وظللنا نتابعه من محافظة لمحافظة، حتى صدر الحكم لصالحها وكان هذا أول حكم من نوعه ".
وتتذكر"فاطمة" أيضا إحدى القصص المؤثرة لإحدى الناجيات، وهى قصة لسيدة كان يتحرش بها تليفونيا صديق للعائلة، وكانت لا تخبر أحد خوفًا من أن يؤثر هذا على سمعتها وظلت هكذا فترة طويلة، حتى تجرأ هذا المتحرش وتحرش بابنتها الصغيرة، فحين كانت تبدل ملابسها لاحظت آثار التحرش على جسد ابنتها، وحين سألتها عرفت أنه نفس الشخص، أيضا لم تخبر أحد خوفًا من أن يؤثر هذا على سمعة ابنتها ولا تتزوج، للأسف هذا كان صديق للعائلة فاضطرت الأم أن تهدده فأقسم أن يحرق قلبها، وبالفعل خطف ابنتها وقتلها، أتذكر يوم النطق بالحكم على هذا الرجل صاحب الـ70 عامًا، رأيت حزن الأم وحالتها وعائلتها، أيضا أثناء سير القضية كان الأمر غاية الصعوبة.
قصة آخرى لا تقل في بشاعتها عن القصص السابقة، وهذه المرة من الصعيد، ذكرتها لنا" فاطمة"، قائلة، " هناك فتاة تعرضت للاغتصاب من عمها، ومع الأسف لصغر سن الفتاة فكتب بالتقرير الطبي بأنه هتك عرض، كانت هناك تفاصيل عديده بتلك القضية منها، أن جد وجده الفتاة عرضا على الأم أنهما سيكتبا لها بيتًا وأن يتزوجها عمها، لكي أن تتخيلي كيف يقنعان الأم أن تتزوج الفتاة عمها، شئ عجيب!، وكانت حالة الفتاة وقتها في غاية الصعوبة لدرجة إني تأثرت نفسيا بها ".