«جدعنة معلمة صعيدية».. الانحناء تبجيلا لا يكفي لـ جيهان خضيري
السبت 27/مارس/2021 - 10:52 م
«قم للمعلم وفه التبجيلا... »، شطر من بيت في قصيدة لأمير الشعراء أحمد شوقي يجعله الكثيرون نبراسًا ومرشدًا يحثهم دائما على احترام المعلم وتقدير مكانته التي كاد بسببها يصل إلى مراتب الأنبياء والمرسلين، لكن بعض المعلمين، يضعنا أحيانًا حائرين أمام ما يقدمه للآخرين، فالوقوف احترامًا بل والانحناء تبجيلا لا يكفي أمام ما قدمته معلمة الجغرافيا جيهان خضيري يوم أمس الجمعة.
الانحناء تبجيلا لا يكفي
في قرية جزيرة الخازندارية، ارتفعت الأصوات من مكبرات الصوت في المساجد، تعلن حلول كارثة القطارين، وتدعو الأهالي إلى سرعة التوجه إلى موقع الحادث للمساعدة في إنقاذ الجرحى وإخلاء جثامين الضحايا، لكن ماذا عساها أن تفعل وهي امرأة، الرجال سيقومون بالواجب في مساعدة أجهزة وطواقم الإنقاذ، أما هي فيتعين عليها أمور أخرى لا يقدر عليها الرجال.جيهان خضيري
اصطحبت المعلمة جيهان خضيري نجلها، وتوجهت إلى مستشفى طهطا العام، لا تنوي شيئا إلا مساعدة أهل المصابين بكل الطرق الممكنة.وجدت عشرات المصابين والمتوفين، ومن حولهم التف الأهل والأقارب، فتوجهت على الفور إلى أحد المطاعم وطلبت وجبات طعام تكفي لكل الموجودين، ثم حملتها –ومعها نجلها – وراحت توزع على الأهالي المنكوبين.
قضت الليل بين الناس، تؤازر تلك وتواسي هذه وتحاول التخفيف عن أخرى، وترفع يديها متضرعة ً إلى الله أن يكشف الغمة وأن يمن بالرحمة على المتوفين وان يكتب الشفاء للجرحى، وحين اقترب الفجر، غادرت إلى منزلها لتطمئن على أسرتها وتجهز لهم الطعام، ثم عادت مع شروق الشمس من جديد، ومعها طعام الفطور.
وعندما رأى الآخرون ما قدمته من مساعدات، تسابق الكثيرون من اهل القرية والقرى المجاورة في تقديم المساعدات بدورهم، فهذا يبذل دماءه وآخر يساعد في نقل الجرحى وثالثة تحاول التخفيف عن الأمهات الثكالى.