منوعات

«خرج ولم يعد».. فاطمة تبحث عن فلذة كبدها: «حتى جثته مش لاقياها»

السبت 27/مارس/2021 - 10:22 م

حادث قطاري سوهاج

أنّات الأهل بصرخات الجرحى، وثكالى ينهمر الدمع من أعينهن حزنًا على قريب أو عزيز، ووسط أشلاءٍ ممزقةٍ ودماء تكسو أرضية الردهة، تتجول الأمهات وأعينهن تفيض بالدمع، يدعين الله من قلوبهن ألّا يجدن جثامين أبنائهن وسط الجثامين، فعدم وجود جثامين ذويهم يمنحهن أملًا جديدًا في بقاء أبنائهن أحياء.

-مأساة الحاجة فاطمة راضي

أمام مستشفى طهطا العام، وقفت الحاجة فاطمة راضي، زائغة البصر تحوّل عينيها بين قوائم تضم أسماء الجرحى وأخرى لأسماء المتوفين في حادث قطاري سوهاج الذي قضى على أحلام الكثيرين.

-أبو الحمد البكري

خوف الحاجة فاطمة على ابنها "أبو الحمد البكري" الذي خرج من المنزل بعد مشاجرة مع شقيقة الأكبر، ولم يعد كالعادته مثل كل مره يختلف فيها الشقيقان، زرع فيها الشك أن يكون أبنها استقل القطار متجها إلى القاهرة جعلها تخرج للبحث عنه وسط المصابين وجثامين الضحايا، وقالت: «مش عارفه ابني فين.. ومش لاقيه جثته».

يوم كامل قضته الأم المسكينة بحثًا عن خيط أملٍ يدلها إلى طريق ابنها، لكن فشلت كل محاولاتها في العثور على دليل يؤكد أنه مازال في سوهاج على قيد الحياة، فذهبت إلى مشرحة للبحث عنه وسط جثامين المجهولين من ضحايا القطار، ولكن دون جدوى.

-السفر بقطر سوهاج

وعندما لم تجد الحاجة فاطمة أبنها وسط المصابين أو جثامين زاد قلقها، فذهبت إلى عددًا من أصدقائه الذين أبلغوها بعزمه منذ فترة على السفر للعمل في القاهرة أو الإسكندرية، فانقبض قلبها، وعادت تبكي بحرقة، وكلما وجدت أحد الشباب سألته أن يعيد عليها قراءة أسماء قائمتي المصابين والضحايا حتى تطمئن أنه على قيد الحياة.

لم تكتفي الحاجة فاطمة بذلك ولكن خوفها على أبنها، جعلها تبحث عنه في ثلاثة مستشفيات، أملًا في أن تجدُ أثرًا لأبنها ذي الـ21 عامًا، وأصرت على الذهاب لجميع المستشفيات الـ 10 التي تم نقل الضحايا إليها سواءً متوفين أو مصابي.

وكان الشاب أبو الحمد البكري قد غادر منزل أسرته في قرية الحاجر التابعة لمركز جهينة، بعد خلافٍ مع شقيقه، واعتقدت الأسرة أنها سوف يعود مع حلول المساء حيث اعتاد هذا الأمر لكنه لم يعد، وتصادف غيابه مع حادث القطار، ما دفع الاسرة إلى البحث عنه خشية ان يكون بين ضحايا الحادث الذي وقع أمس الجمعة بين القطار رقم 157 "الأقصر- الإسكندرية"، و"2011 "أسوان – القاهرة"، عند مركز طهطا بمحافظة سوهاج، ما أسفر عن سقوط 165 جريحا وأكثر من ثلاثين حالة وفاة.