الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

جسد بلا روح.. الطلاق الصامت زواج مع وقف التنفيذ

الثلاثاء 23/مارس/2021 - 02:45 م
هير نيوز

انتشر مؤخرًا ما يسمى بـ«الطلاق الصامت» بين الزوجين، ولكن لا يعرف معناه الكثير وتصبح أسبابه ونتائجه مجهولة بالنسبة لهم، ورُبّما يكون الأولاد كلمة السر في استمرار الحياة، كجسد بدون روح.

«هير نيوز»، تبحث وراء معنى الطلاق الصامت عن طريق متخصصين في الحياة الأسرية والطب النفسي، وتجارب السيدات.

الطلاق الصامت: زواج بدون حياة

تعرف الدكتورة عايدة نوفل، استشاري العلاقات الزوجية والأسرية، على مشكلة الطلاق الصامت، بأنه الحياة الزوجية الرسمية الخالية المشاعر أو العاطفة، فيضطر فيها الزوجان للبُعد عن بعضهما البعض، لكن يظل يجمعهما منزل واحد، لأسباب عديدة أهمها الحفاظ على الأسرة والأطفال.

زواج مع وقف التتفيذ

منذ 18 عامًا تزوجت مريم، فتاة صغير لا تعرف الكثير عن الحياة الزوجية، لينتج ذلك الزواج 3 أولاد أكبرهم بالصف الأول الثانوي وأصغرهم في الخامس الابتدائي، لتصبح فجأة حياتها الزوجية صامتة بدون أي حياة، تعيش هي وزوجها بشكل جيد أمام الأولاد؛ لكنها لا تعيش حياة زوجية طبيعية «وعشان أهلي رفضوا طلاقي، دفعت الضريبة كاملة، مجرد جواز مع وقف التنفيذ».

«بعد 18 سنة جواز اكتشفت إني مجرد جسم بيتحرك من غير مشاعر ولا حياة، وجوزي مش متحمل المسئولية ولا حتى بيفتكر احنا مين»، الزوجة والأسرة أصبحا آخر اهتمامات الزوج، لا يفكر بها سوى وقت علاقتهما الحميمة، لا يهمه تلك المرأة التي ضحت بسنوات طويلة من عمرها، حاولت التحدث معه كثيرًا ولكن في النهاية كان الحل الانفصال فيما بينهم.

أطفالي شوكة في ظهري

عبير عمرها لا يتعدى الـ26 عامًا، تحملت الكثير من القسوة لأجل طفليها اللذين لم يبلغا عامهما الخامس والثالث، وبسبب رفض أهلها فكرة طلاقها « مفيش بينا أى مشاعر حب، ولا حتى رحمة ومودة، فيه قسوة وجفاء، مستحملة عشان خاطر عيالي بس، وبدأت أحس إنهم شوكة في ظهري، بس مضطرة أعيش عشانهم».

«أهم حاجة عند جوزي حقوقه وبس، مش مهم حقوقي ولا رغباتي أنا وعياله، إنسان أناني وده اللي اكتشفته لما واحدة تانية دخلت حياته عن طريق "الفيس بوك"»، لتقرر الزوجة وقتها أن كرامتها لن تتحمل تلك الإهانة، ومع نفي أهلها فكرة الطلاق قررت معه أن ينفصلا في بيتهما، ويحافظا على علاقتهما فقط أمام الناس».

اقرأ أيضًا.. 
هل يحق المطالبة بـ نفقة الأبناء بعد 5 سنوات من الطلاق؟.. حقوقية تُجيب.. فيديو

دفنت شبابي وكرهت حياتي

شيماء صاحبة الـ30 عامًا، لا تختلف كثيرًا عن سابقتيهما من الزوجات، فقد تزوجت في سن الـ20 عامًا، صغيرة ولم تدرِ من أمور الزواج شيئا «حياتي معاه اتحولت جحيم، ودفنت شبابي مع زوج معدوم المسئولية، ولما فاتحت أهلي في الانفصال رفضوه بأي شكل من الأشكال، وساعتها عرفت إن حياتي انتهت».

«لما بدأت اتكلم معاه قالي اتحمليني عشان عندي ضغوط، ووعدني بإن كل حاجة هترجع زي الأول، بس الحياة بتزيد ضغوط وإنه مش قادر يتغلب ولا يتحمل أي حاجة»، لتنعدم لغة التواصل العاطفي بينهما، والثقة أصبحت معدومة ليصبحا منفصلين بدون طلاق.

وعقبت الدكتورة بُشرى عبد الحميد، استشاري العلاقات الأسرية والزوجية، بأن أسباب الطلاق الصامت كثيرة ولكن الخرس الزوجي وانعدام المشاعر أهمهما ومن ثمَّ انعدام لغة الحوار والتفاهم والتواصل، كما أنَّ البرود الجنسي وضغوط الحياة أسباب للانفصال، موضحة أن التراكمات وعدم حل المشاكل أحد أقوى الأسباب، فضلًا عن ضغوطات الحياة، وغياب الوازع الديني بين الطرفين، حيث إنَّ أحدهما لا يفهم معنى الزواج على أنَّه مودة ورحمة، وغياب المشاعر الحقيقية بين الزوجين.

ads