مقالات

الدكتور عمرو حسن يكتب: زواج الأطفال.. والزيادة السكانية

الإثنين 22/مارس/2021 - 06:44 م

هناك العديد من المشكلات التي تواجه الأطفال وترتبط ارتباطا وثيقا بالزيادة السكانية وهي عمالة الأطفال، والتسرب من التعليم، زواج الاطفال

والثلاثة عوامل كل منها متشابك مع الآخر وكل منها سبب ونتيجة للآخر، فالتسرب من التعليم يؤدي إلى عمالة الأطفال والزواج المبكر الذي أحد نتائجه التسرب من التعليم.

فالطفل الذي لا يكمل تعليمه يتجه إما إلى العمل أو الزواج.... وأيضًا الطفل الذي يعمل ويحصل على المال في سن صغير لا يدرك أهمية التعليم؛ لأنه يحصل على المال بدونه فيؤدي ذلك إلى هجره لصفوف الدراسة... وكذلك الزواج المبكر خصوصًا للفتيات يدفعهن إلى هجر التعليم لوجود أعباء الأسرة، وبعد الزواج يبدأ إنجاب الأطفال في سن مبكر ومن ثم زيادة معدلات الإنجاب لترتفع الزيادة السكانية.

والزواج المبكر أحد الظواهر التي تعوق التنمية، لأنه يزيد من أعباء الفقر، والضغوط المجتمعية، وفي الغالب يفشل الاستقرار الأسري، وتتحمل الأم المسؤولية، وتظهر لنا مشكلات أخرى نتيجة لذلك مثل زيادة معدلات الطلاق وأطفال الشوارع فالسلسلة متشابكة والنتيجة ضعف قوة الدولة الاقتصادية والتهام ثمار التنمية.

وللأسف ما زال هناك قطاع عريض من المصريين يؤمنون بموروثات ثقافية خاطئة تدفعهم للإقبال على الزواج المبكر.. وهؤلاء لا يرون في التعليم وخصوصًا للفتيات جدوى تذكر، بل إن هؤلاء ينظرون لعمل الطفل على أنه نوع من القوة والرجولة وبعض الأسر تعتبر الأولاد مصدر دخل لها، لذلك يدفعوهم للعمل في سن الطفولة.

ولمواجهة هذه المشكلات علينا في المقام الأول تغيير البيئة الثقافية وزيادة الوعي لدى بعض الفئات في المجتمع والتي تتعامل معها باعتبارها جزءًا من عاداتهم وتقاليدهم فلابد من توعية الأسر بضرورة تعليم الفتيات ومنع تسرب الأبناء من التعليم لغرض الزواج أو العمل في سن مبكرة، وأيضًا تفعيل العقوبات التي أقرها البرلمان المصري في هذا الشأن أصبح ضرورة ملحة، وسن قانون لمحاربة زواج الأطفال وكذلك تحسين وضع المدارس وتقديم خدمة تعليمية جيدة.

-----------------------

أستاذ مساعد النساء والتوليد بطب قصر العيني