الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

«غيروا طبيعة الخالق»| في عيد الأم أمهات تعاني داخل دور المسنين من أبنائهن

الأحد 21/مارس/2021 - 06:22 م
ارشيفية
ارشيفية

«لا توجد في العالم وسادة أنعم من حضن الأم، ولا وردة أجمل من ثغرها»، هكذا قال المؤرخون عن فضل الأم، فصاحبة تلك الكلمة صغيرة الحروف كبيرة المعاني والقيم، تحتوي على أنهار لا تُعد ولا تُحصى من الحب والعطاء والتضحية، هي الصدر الحنون دائما والذي تُلقى عليع رأسك وتشكو همومك وتنفض متاعب يومك، فتجد نفسك طليقا كالطير.

رد الجميل للأم صعب
تعطي ولا تنتظر مقابل، ومهما حاولت أن ترد جميلها فلن تستطيع مثقال ذرة، فهي تعطيك دمها وصحّتها لتكبر وتنشأ صحيحًا سليمًا، هي عونك في الدّنيا، وهي التي تُدخلكالجنّ، ولكن هناك أمهات لا يجدن في آخر العمر من هذا العطاء إلا الجفاء والتنصل منهن.

«هير نيوز» لم تترك تلك الآلام تمر مرور الكرام، بل قررت العدو وراءها والبحث عن سبب صراخ أمهات هجرهن أبناءهن بدار المسنين، ولماذا تنظر كل واحدة منهن نحو الباب في يوم «عيد الأم»، نتابع ماذا يدور من قصص حزينة خلف أسوار دار المسنين.

عشت عمري أربيه وفي النهاية طردني
روحية كمال، تبلغ من العمر 70 عاما، تبكي بحرقة على وليدها الذي طردها من شقتها هي وأشقائها ليتزوج فيها، ومن بعده بناتها لأنها لم تقف أمامه في المحاكم وتدافع عن حقوقهما، لتصبح نهايتها الشارع «أنا جيت لدار المسنين بعد سنة كاملة من التفكير، عشان أفرح بناتي وأخف حملي من عليهم».

«اتجوزت وأنا عمري 18 سنة، ورغم إني سني صغير، بس وافقت عشان أهرب من قسوة والدي، كان دايما بيضربتي ويعذبني عشان يرضي أخته وبناتها، واعتقدت إني خلصت من الضرب والإهانة بس اتضح إني روحت للعذاب برجليا»، لتتابع أن زوجها لم يختلف عن والدها كثيرا، فقد كان دائم الإعتداء عليها بالحزام لأتفه الأسباب إلى أن أنجبت منه فتاتان، كانوا هما الأمل لىوحيد لها، وعندما أنجبت الولد ظنت أنه سيعوضها عما عانت منه ولكن لم تكن الخياة بأسوأ مما قبلها، وزاد الأمر سوءا بأن زوجها لم يتغير فقررت طلب الطلاق، وبالفعل انفصلت وتركها هي وأطفالها بدون نفقة مقابل إقامتهم في الشقة.

عملت «روحية»، عاملة في المدارس والبيوت، وحرمت نفسها من كل شيء في الحياة لأجل أطفالها، حتى أصبحوا كلهم جامعيون «وقتها قررت أرتاح من الشغل شوية، بس ابني معاملته اتغيرت معايا وخصوصا بعد ما اشتغل واتعرف على بنت ولما رفضتها في حياته، ضربني وطردني في الشارع، اترجيته حتى يديني فرصة لحد ما اجوز اخواته البنات بس هو كان قلبه جاحد ورفض»، لتكمل الأم بدموع الحسرة والقهر أن بناتها رفضوا الزواج بحجة أنهن لن يطررن مأساتها وحملوها سبب عقدتهما من الزواج ووالدهما، وقررت وقتها الابتعاد عن حياة أولادها حتى يشعروا بخطأهم في حقها، وحضرت لدار المسنين ولكنهم ومنذ عام ونصف لم يعترفوا بخطأهم، بل ولم يسألوا حتى عنها.

اقرأ أيضًا.. عيد الأم| روحية حبيب قصة امرأة بين الآلم والنجاح الباهر.. تعرفي عليها
https:www.her-news.com17182

ضحت بعمرها لأجل أشقائها ومكافأتها دار المسنين
بدرية البالغة من العمر 70 عاما، تروي قصتها بقلب مقهور بعدما ضحت بعمرها لأجل تربية أشقائها، وكافئوها في النهاية بقولهم أن حملها أصبح ثقيلا، ودار المسنين أفضل لها «مفيش حاجة اسمها اخوات، وعشان تضحي بعمرك لازم تقبض المقابل الأول، عشان الكل بينسى اللي عملته عشانهم».

«رفضت الجواز بعد ما أمي توفت وقررت أربي إخواتي التلاتة وشاتغلت خدامة في البيوت، استحملت التعب والإهانة والذل والحرمان عشان خاطرهم، ولما كبروا وخلصوا كلياتهم، اتجوزوا وسافروا وسابوني لوحدي»، لتبكي بحرقة وهي تتابع أن إخوتها لم يفكروا في السؤال عنها، ونسوها تماما، تركوها بلا مأوى ولا منزل، لتظل خادمة في منزل أحد السيدات حتى توفت وقامت أسرتها بطردها، فلم تجد غير أحد الجيران والذي تحملتها لمدة ثلاثة أيام فقط، فقررت الذهاب لدار المسنين لتجدهم هناك يعوضوها عن الأسرة والتي حُرمت منها.

تحملت عدم قدرته على الإنجاب والحياة الزوجية وفي النهاية رماني لدار المسنين
«طول عمري نفسي أسمع كلمة ماما بس دفنت سر جوزي جوايا عشان يفضل راجل قدام عيلته»، بتلك الكلمات بدأت هدى البالغة من العمر 66 عاما، والتي كانت موظفة بأحد المصانع الحكومية، وقد رضيت بأمر الله بأن زوجها غير قادر على الإنجاب وقد ساءت حالته أكثر بعدم قدرته على العلاقة الزوجية، بعدما عرف حالته الصحية «دفنت حلم الأمومة جوايا ورفضت ضعفه وهو بيبكي عشان مفضحوش قدام عيلته، وعرفت الناس كلها إن العيب مني».

وتابعت هدى، أن أسرته لطالما طالبته بالزواج من غيرها ولكنها كتمت دموعها بداخلها وحاولت قدر الإمكان كتم السر بداخلها، إلى أن أُحيلت للمعاش، ولك تعد قادرة على خدمته، فقرر وقتها أنه لن يكون السند كما كنت له، وصارحني بما لم يتحمله قلبي « جوزي اللي حبيته وضحيت عشانه بعمري كله، قرر يرميني في دار مسنين، وعايرني بمرضي وعدم قدرتي على تحقيق طلباته، وقال إنه هيبيع شقتنا وهيقعد عند أخته وبفلوس الشقة هيصرف علينا إحنا الاتنين، ومكنش عي حل تاني غير إني أوافق».

بعد اسبوعين فقط من فعلة الزوج أصابته حثة ومات على إثرها ومنذ ذلك الحين وهي لا تعلم أين أموال الشقة، وتجردت من شقتها ولازالت تعيش بدار المسنين، بسبب تصرف زوجها « مفيش قدامي غير حسبي الله ونعم الوكيل».

ads