يوم المرأة المصرية.. حكاية نساء وضعن بصمتهن على صفحات التاريخ
تحتفل مصر اليوم 16 مارس 2021 بـ«يوم المرأة المصرية»، تخليدًا لذكرى تنظيم أكثر من 300 سيدة بقيادة هدى شعراوي مظاهرة ضد الاحتلال البريطاني، اللاتي رفعن أعلامًا عليها الهلال والصليب تعبيرًا عن وحدة مصر وتحالف نسائها.
في يوم السادس عشر من مارس عام 1923 اجتمعت مئات المصريات، تقودهن السيدة هدى شعراوي، ورحن يستعرضن مناكفات الاحتلال الإنجليزي وممارساته بحق بلادهن، وقررن أن يصرخن في وجه العالم علّ ضميره يتحرك من أجل تحرير البلاد التي تئن تحت نير الاحتلال، فألقى بعضهن خطبا حماسية، فاستشعرن الثقة وعرفن أنهن لسن بأقل من الرجال الذين يناضلون في مختلف الأصعدة، زاد حماس النسوة وارتفعت أصواتهن مطالبات بالجلاء، واندفعن في الشوارع، وانضمت إليهن أخريات حتى تجاوز عددهن 300 ثائرة، وعلا هتافهن «الجلاء التام أو الموت الزوءام» وكان يومًا مشهودًا في تاريخ القاهرة.
زبانية الاحتلال، شعروا أن «صوت الحريم» القادم من كل حدب وصوب باتجاه مقر المندوب السامي يزلزل الأرض من تحت أقدامهم، فاندفعوا في هجوم بربري في محاولة لتفريق جموعهن، لكن النسوة اللائي قررن بدء مرحلة جديدة من الكفاح كنّ أقوى وأشد بأسًا وإصرارًا على توصيل أصواتهن لكل الدنيا، فبدأ جنود الاحتلال بإطلاق الرصاص الحي، لترتقي ستُّ شهيدات، انهمرت دماؤهن وقودًا لقناديل لا تزال مسرجَة تهتدي بنورها السائرات في طريق الحرية، حتى اليوم.
وحين التقى الجمعان، زبانية وجلادون وعسكر بأسلحة نارية، في مواجهة مناضلات لا يملكن سلاحًا سوى الإصرار والتحدي، ارتقت مجموعة من الشهيدات، هن «نعيمة عبد الحميد، حميدة خليل، فاطمة محمود، نعمات محمد، حميدة سليمان، يمنى صبيح»، فتم الإعلان عن تأسيس أول اتحاد نسائي في مصر، لم يقتصر دوره على مواجهة الاحتلال جنبًا على جنب منع السياسيين والفدائيين من الرجال، بل راح الاتحاد يطالب بحقوق المرأة لتحقيق المساواة السياسية والاجتماعية، والتي جاء أبرزها حين نجحت جهود الاتحاد في إلحاق أول مجموعة من الفتيات بجامعة القاهرة في الـ16 من مارس عام 1928 وكلما مرّ عام تحقق إنجاز إضافي وكسبت المرأة مساحة جديدة من رقعة الحريات، والتي تُوجت في 16 مارس عام 1956 بحصولها على حق الانتخاب والترشح بعد إقرار دستور 56م.
ويأتي يوم المرأة المصرية اليوم، حيث حققت الكثير من المكتسبات بفضل إصرارها وبفضل تفاهم شريكها الرجل، حيث شهدت السنوات الماضية منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم تقدما هائلا في ملف حقوق المرأة التي أحرزت امتيازات غير مسبوقة، وخاصة بعد إعلانه عام 2017 عامًا للمرأة، وإطلاق إستراتيجية تمكين المرأة 2030 والتي أعلنتها الأمم المتحدة كأول استراتيجية لتمكين المرأة منبثقة من إستراتيجية التنمية المستدامة 2030.
ويأتي برلمان 2020 وقد أحرزت المرأة تقدمًا غير مسبوق بحصولها على أكثر من 26% من عدد المقاعد، في سابقة هي الأولى من نوعها منذ تأسيس الحياة النيابية في مصر.