«هوس الموضة» يسيطر على الفتيات.. وخبير نفسي يحذر: حالة مرضية
الأربعاء 14/أبريل/2021 - 12:57 م
أحمد زكي
تمثل الموضة، قضية اجتماعية كبرى، ولم تعد مجرد صيحة تتجدد مع قدوم كل فصل أو حتى مطلع كل عام.
"الموضة" و"التقاليع الجديدة" التي يلهث وراءها الشباب والشابات، محاولين اقتناء الملبس والإكسسوارات الحديثة، تحمل وراءها بُعدًا اجتماعيًا وثقافيًا خطيرًا، فمثلما يستثمر أحدهم أمواله في الأعمال التجارية، هناك الكثيرون ممن يستثمرون في مظهرهم.
الاستثمار في المظهر
"كارلوس" صاحب الـ28 عاما، يقول لـ"هير نيوز"، إنه اضطر للاقتراض من أجل اقتناء ساعة يد من ماركة شهيرة، وحين عاب عليه أصدقاؤه هذا الأمر قال إنه يستثمر في المظهر وسوف يشاهدون أرباحه قريبًا.وأضاف كارلوس، بالفعل كنت أستعد لـ"إنتر فيو"، ووجدت أنه من المناسب أن أكون أنيقًا بما يكفي لأحظى بالوظيفة الجديدة التي أعلنت عنها الشركة الكبرى، وهو ما حدث بالفعل، وتم قبولي في الوظيفة وخلال شهرين فقط استطعت سداد المبلغ الذي اقترضته، وأجزم أنني فكرت في الاتجاه الصحيح لأن الوظيفة تعتمد على الأناقة في المقام الأول كونها مرتبطة بمجال الدعاية والتسويق.
"ناهد" موظفة بأحد البنوك الاستثمارية، أكدت أن كونها مسؤولة عن الائتمان بالبنك، وتلتقي عملاءَها بشكل مباشر، فإن الاهتمام بمظهرها واقتناء أحدث خطوط الموضة يضيف إلى عملها، وينعكس بالإيجاب على الأداء الذي يعود عليها بأرباح سنوية تغطي ما تنفقه في شراء الملابس والإكسسوارات ذات البرندات العالية.
ويتفق معها في الرأي "حسين"، وهو محامٍ بالنقض، قائلًا، إذا لم يستشعر موكلي أنني أنيق بما يكفي فلن يثق بي، لذلك أحرص دائمًا على اقتناء ملابسي من ماركات معروفة، حتى أحى بثقة موكلي فينعكس ذلك على أدائي.
الزي الرسمي
مصمم الأزياء "رامي" يؤكد، أنه لم يعد مألوفًا إطلاق مصطلح الزي الرسمي لشعب معين، فمثلا شعبنا المصري إذا حاولنا تعريف زيه الرسمي فلن نستطيع كوننا بلدا مر بالعديد من المراحل التاريخية وتعاقب علينا المحتلون، لذلك تجد أهلنا في الريف يرتدون الجلباب البلدي، وهو في حد ذاته يتأثر بالموضة ويحرص الكثيرون على عدم اقتناء الجلباب الجاهز بل يختارون قطع القماش المناسبة لهواهم ومستواهم الاجتماعي ثم يدفعون بها إلى الترزي الذي يمثل بدوره مصمم أزياء شعبي فيقوم بتفصيل القطعة بناء على رغبة العميل أو العميلة.اقرأ أيضًا.. موضة ربيع وصيف 2021.. الجاكيت واسع والشنطة صفراء (صور)
وفي المدن يرتدي الرجال البلدلة ويرتدون القميص والبنطال، كلٌ حسب طبيعة عمله ومركزه الاجتماعي، لكن إذا اردنا تعريفًا موضوعيًا للزي الرسمي المصري فلن نجد سوى مواصفات اللباس الفرعوني فهذا هو الزي الأساسي للشعب المصري، لكن المتغيرات السياسية والاجتماعية أثرت فينا فتنوعت أزياؤنا.ضحايا الموضة
"شهد" طالبة بجامعة عين شمس، تعتبر نفسها ضحية لمغريات الموضة، وتحرص على اقتناء الموضة الجديدة في الزي أو الإكسسوار، بغض النظر عن رأي الآخرين وهل هي مناسبة للون بشرتها وقوامها أم لا، مضيفة "كل ذلك لا يهمني، المهم أن أقتني الجديد ما دمت أستطيع توفير ثمنه، وأنا أعترف بأنني ضحية لتقاليع الموضة، لكنني ضحية سعيدة جدا".وتعتبر "منى" التي تعمل معلمة، أن بناتها الثلاث هن في الأساس ضحايا للموضة، قائلة "أجد نفسي مضطرة لشراء ما يطلبن من أزياء حرصًا على إرضائهن، لكنني أحرص –قدر الإمكان- على أن تكون الأزياء مناسبة لأعمارهن وألوان بشرتهن، وهن معذورات لأن هذا الجيل مسكون بالتقليد الأعمى لكن يجب على الأمهات التدخل وقت اللزوم لإعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي، لكن طالما كان الأمر معقولًا فعلينا أن نترك بناتنا يستمتعن بتلك المرحلة قبل أن ينتقلن إلى أعشاش الزوجية وينشغلن برسالته في الحياة".
خلافات أسرية
من جهته، حذر الخبير النفسي كمال أبو الحسن، من سيطرة جنون الموضة والهوس بالتقاليع الجديدة إلى الحد الذي يكون سببًا في تعكير الحياة الأسرية، معتبرًا أن الهوس بصيحات الموضة وصل بالعديد من النساء إلى حالات مرضية مزمنة يصعب علاجها.وأرجع أبو الحسن، السبب الأساسي في اللهث وراء الموضة إلى الرغبة في التباهي بين النساء، وحرص كل من منهن على الظهور بشكل مغاير عن رفيقاتها، وقد يؤدي هذا إلى نشوب الخلافات الزوجية، والأسرية وخاصة إذا كانت أغفلت الزوجة الوضع المادي لرب الاسرة، أو حاولت الفتاة تقليد زميلاتها على حساب المستوى الاجتماعي والاقتصادي لأسرتها.