يوم المرأة المصرية| بين المثابرة والتضحية.. «أم هاشم» خير مثال لكفاح الأمهات
الثلاثاء 16/مارس/2021 - 10:13 م
خديجة العادلي
في يوم المرأة المصرية نقدم نموذج لإحدى السيدات اللاتي كافحن ومازلت تقدم تضحياتها من أجل مساعدة ابنيها في تحصيل دروسهما، واضعة هدف لا يغيب عن عينيها، وهو صنع مستقبل أفضل لهما، لا تُبالي بزيادة الأعباء الملقاة على عاتقها، خاصة وأن عملها يتطلب مجهود جسماني كبير.
-عاملة خدمات معاونة
إنها «أم هاشم» ربيع معوض 31 عامًا، عاملة خدمات معاونة بمحافظة الجيزة، نموذج طيب للمرأة المصرية المناضلة، أجبرتها الظروف على ترك تعليمها وأخرجوها من الصف الثاني الإعدادي، لكي تتزوج من أحد أقاربها.
ولما أوشك ابنيها على الوصول إلى مرحلة التعليم الإعدادي، شعرت حينها أنها لن تتمكن من مساعدتهن، فقررت أن تكمل تعليمها، لتتمكن من متابعتهن والإشراف عليهما.
«هير نيوز» انتقلت إلى ديوان محافظة الجيزة، والتقت بالسيدة الشابة المكافحة، لنتعرف على تجربتها، والأسباب وراء إصرارها على استكمال تعليمها.
وقالت «أم هاشم» في تصريحات خاصة لـ«هير نيوز»، أن تكملة تعليمها كان بالنسبة لها هدف ملح لتتمكن من مساعدة أبنائها في استذكار دروسهم، وأيضاً حتى تتمكن من إدراك وفهم البوستة التي تتلقاها من مديرين الإدارات وتوصلها إلى مكتب السكرتير العام، أو أوزعها على مختلف الإدارات، ولا أكون كالحمار الذي يحمل أثقالاُ.
- كلمة السر وراء استكمال تعليمها
أضافت أن شقيقها الأكبر ومديرتها والموظفين بإدارة الإحصاء، هم الذين من شجعوها على استكمال تعليمها، لأنهم لاحظوا سرعة فهمها وإدراكها للأمور والإلمام بها بسرعة، على حسب ما أكدوا لها.
قراءتها عن أهمية الوقت جعلها تنظم وقتها بحيث خصصت يوم الجمعة والسبت إجازة في عملها، لتلقي المجموعات الدراسية بالمدرسة، كما خصصت يوم الخميس لإنجاز أعمال المنزل، وتحديداً غسيل الملابس بعناية فائقة وشديدة، ومن يوم الأحد للخميس هو أيام العمل الرسمية، التي لا يتاح لي فرصة الغياب، لأنني أعمل بنظام أجر نظير عمل .
أكدت "أم هاشم" أن اللحظة الفاصلة التي شعرت فيها ضرورة تكملة تعليمها، عندما اقتربت ابنتها الكبيرة من إنهاء المرحلة الابتدائية، حيث شعرت بأنه من الضرورة استكمال تعليمها لتتمكن من متابعتها والمذاكرة لها .
- طموح وأحلام
وأشارت "أم هاشم" إلى أنها لا تشعر بأي حرج عند تعليمها، لأنه يوجد الكثير أكبر منها سناً ومع ذلك مصرين على تكملة تعليمهم، فضلاً على أن طلاب المنازل يدرسون بعيدا عن الطلاب الإلزامي العاديين، وبالتالي لا يوجد مجال للحرج .
وتابعت: طموحي أن أحصل على مؤهل عال، وأن ألحق ابنتي بمدرسة تمريض بعد الإعدادية، وابني بمدرسة التمريض العسكري، أعلم أن التمريض العسكري يصعب علينا، ولكن أملي في الله كبير" .
أشارت " أم هاشم" أن أهم مبادئها الأساسية في الحياة، هو الحفاظ على كرامتي وصونها، والعفة فهي لا تسعى للحصول على مساعدات مالية أو عينية من أحد، لافتة إلى أن الكثير من المحيطين بها يخبروها عن توزيع هدايا وبطاطين في مكان ما، فلا تتوجه للحصول على أي من هذه الأشياء، لأنها تؤمن أنها ليست سائلة ولكنني عاملة في مكان حكومي، وأن من يريد مساعدتي يقدمها لي مباشرة في مكاني بدون أى مظهر من مظاهر الإهانة.